قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تقترب من التحول إلى مرحلة أقل حدة من القتال في قطاع غزة، وإنه سيحوِّل القوات إلى الحدود مع لبنان.
وأضاف نتيناهو في مقابلة مع القناة الـ14 الإسرائيلية أنه يأمل أن تكون الولايات المتحدة عازمة على تسريع شحنات الأسلحة الموجهة إلى إسرائيل، وذلك بعد خلاف علني مع واشنطن.
وأكد أن المرحلة المكثفة من الحرب “على وشك الانتهاء”، وأن القتال “سيستمر في غزة حتى يتم اقتلاع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالكامل”.
ويمثل تصريح نتنياهو ردا ضمنيا على حديث المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري الذي قال فيه إن الحديث عن تدمير حماس ذر للرماد في عيون الإسرائيليين.
عرض هذا المنشور على Instagram
وأعلن نتيناهو بوضوح أنه يعارض الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي توافق بموجبه إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الـ 116 الذين تحتجزهم المقاومة.
وأضاف أنه “بمجرد انتهاء القتال المكثف في غزة، سيتم إرسال القوات التي تخدم في القطاع الفلسطيني إلى الحدود الشمالية لإسرائيل (جبهة لبنان)”.،
وأشار إلى أن احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني تتزايد، مضيفا “هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإبعاد حزب الله عن حدود إسرائيل، وهو ما قد يمنع اندلاع حرب هناك”.
وقال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي يعمل على خطة مرحلية لإقامة سيطرة مدنية فلسطينية في قطاع غزة، مضيفا أنه لا يزال يعارض إقامة دولة فلسطينية في القطاع أو نقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية.
وأوضح أن احتمال أن إسرائيل تبحث حاجتها إلى فرض سيطرة عسكرية مؤقتة على الحياة المدنية في غزة يتم دراسته أيضا.
وتظهر استطلاعات الرأي دعما قويا بين الجناح اليميني الإسرائيلي لإعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في غزة، التي أخلتها إسرائيل في عام 2005. ومع ذلك، قال نتنياهو إن الفكرة “غير واقعية ولا تخدم أهداف الحرب”.
ويدعو وزير الجيش يوآف غالانت وغيره من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين نتنياهو إلى اتخاذ قرار بشأن من يجب أن يحكم غزة بعد انتهاء الحرب، مؤكدين افتقاره إلى خطة لا تسمح لحماس بالعودة للسلطة؛ ما قد يؤدي إلى احتلال عسكري للقطاع في المستقبل المنظور.
عرض هذا المنشور على Instagram
تراجع عن موقفه من الصفقة
وبعد المقابلة المتلفزة مباشرة، بدا أن مكتب رئيس الوزراء تراجع عن تصريحاته ببيان قال فيه إن حماس، وليس نتنياهو، هي التي تعارض اقتراح وقف إطلاق النار الحالي.
وكانت فصائل المقاومة قد أعلنت تسليم ردها على مشروع الصفقة المقترحة للوسيط القطري، وبعدها بأيام قالت الولايات المتحدة إنها سلمت ردها على رد حماس للوسطاء أيضا.
وجاءت مقابلة نتنياهو بعد وقت قليل من نقل هيئة البث العبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير أن المفاوضات بشأن تبادل الأسرى وصلت إلى طريق مسدود.
كما جاءت المقابلة في وقت وصلت الهجمات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل إلى مستوى غير مسبوق منذ بدئها في الثامن من أكتوبر الماضي، في حين هدد زعيم الحزب حسن نصر الله برد لا سقف له على أي هجوم إسرائيلي.
وتزايدت احتمالات تحول المواجهات بين الطرفين إلى حرب مفتوحة بعد تفاقم الضربات خلال الأيام الأخيرة حيث قصفت إسرائيل مناطق لبنانية واغتالت قادة عسكريين بارزين في الحزب.
في المقابل، شن الأخير هجمات هي الأوسع بالصواريخ والمسيرات على الجولان المحتل والجليل شمالي إسرائيل، وأجبر عشرات آلاف المستوطنين على الفرار من مناطقهم.
وفي كلمة ألقاها خلال تأبين طالب عبد الله -أحد أبرز قادة حزب الله الذين اغتالتهم إسرائيل- زاد نصر الله من حدة التهديدات، وقال إن إسرائيل ستواجه ردا دون قواعد ولا ضوابط وسقوف، في حال شنت هجوما واسعا على لبنان.
وجاءت تهديدات نصر الله بعد زيارة أجراها المبعوث الأمريكي الخاص للبنان آموس هوكشتاين لبيروت الأسبوع الماضي وقال فيها إن واشنطن تسعى إلى تجنب اندلاع حرب أكبر بين حزب الله وإسرائيل.
وقال هوكشتاين إن وقف التصعيد بين الجانبين مرهون بوقف الحرب في قطاع غزة، في تغير لموقف سابق تبناه المبعوث الأمريكي وكان يقوم على فصل ما يحدث في لبنان عما يجري في غزة.