من هو ياسر أبو شباب وكيف تحول من “سارق” إلى “حامي”!

من هو ياسر أبو شباب وكيف تحول من "سارق" إلى "حامي"!

تصدر اسم ياسر أبو شباب شبكات التواصل الاجتماعي، بعد ظهوره الأخير وهو يحمل سلاحا وبكامل عتاده، مدعيا أنه يحرس المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، لكن هل حقا ياسر أبو شباب يحرس المساعدات؟

أجابت الكثير من الصحف الأمريكية والعبرية ومن بينها “واشنطن بوست” عن هذا التساؤل قبل أشهر، عندما نشرت تقاريرها عن سرقة المساعدات، وتصدر يومها اسم ياسر أبو شباب المشهد.

جاء ذلك قبل أن تمنع إسرائيل دخول المساعدات بشكل كلي إلى القطاع في مارس الماضي، بعد أن استأنفت الحرب على قطاع غزة، التي شهدت شهرين من الهدنة بوساطة قطرية مصرية أمريكية، إلا أن الاحتلال عاود القصف والقتل من جديد.

وبعد عودة “حرب الإبادة” على القطاع كما تصفها المنظمات الدولية، منعت إسرائيل دخول جميع أنواع المساعدات الإنسانية والغذائية، ما أدى إلى خلق مجاعة، أو ما وصفته المنظمات الدولية بـ”هندسة التجويع”.

عقب كل هذا، ومع الضغط الأمريكي والغربي الكبير، سعى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إدخال “فتات” المساعدات لكن من خلال تطبيق نموذج “الصحوات” الذي استخدمته الولايات المتحدة في العراق.

ويبرز في غزة ما يبدو على أنه محاولة مشابهة لتوظيف بعض الشخصيات المحلية والقبلية بهدف تقويض سلطة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وربما خلق بديل موال يمكن السيطرة عليه ميدانيا وسياسيا.

وعاد اسم ياسر أبو شباب ليتصدر المشهد من جديد، فـ”قاطع الطريق” بوصف الصحافة الأمريكية بالأمس، أصبح اليوم يملك مكتبا إعلاميا يتحدث باسمه على منصات التواصل الاجتماعي!

كل ذلك طرح العديد من الأسئلة عن من هو ياسر أبو شباب، وهويته، وخلفياته، والدور المرسوم له.

من هو ياسر أبو شباب وكيف تحول من "سارق" إلى "حامي"!
ياسر أبو شباب

من هو ياسر أبو شباب

  • ياسر أبو شباب هو شخصية تنحدر من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وينتمي إلى قبيلة الترابين، إحدى القبائل البارزة التي تنتشر بين غزة وصحراء النقب وشبه جزيرة سيناء.
  • يعرف بعدائه لحركة حماس، حيث تم اعتقاله سابقا من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لها بتهم تتعلق بتهريب الممنوعات وارتكاب جرائم جنائية.
  • أُفرج عنه في بداية الحرب الحالية بعد أن دمر الاحتلال العديد من مقار الأمن الداخلي التابع لحكومة غزة.
  • استغل أبو شباب حالة الفوضى التي خلفتها الحرب، ليقود ميليشيا مسلحة يقدر عدد أفرادها بنحو 100 عنصر، يعتقد أن غالبيتهم من عناصر سابقة في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. وفق مصادر إعلامية فلسطينية.
  • تتولى هذه المجموعة حاليا السيطرة على طرق تمر بها قوافل المساعدات الإنسانية في شرق رفح، وتظهر نفسها كقوة محلية “ضامنة” لحماية المساعدات، بينما تؤكد مصادر عدة أن هذا الدور يتم بتنسيق ودعم مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

 دور مشبوه

  • تستفيد جماعة أبو شباب من تواطؤ أو حماية تقدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي وفقا لتقارير أممية، خاصة على المعبر الحدودي كرم أبو سالم.
  • يظهر مقاتلوه وهم مسلحون بأسلحة رشاشة ويقومون بفرض نوع من الوصاية على المساعدات الإنسانية.
  • تعتبر هذه الخطوة جزءا من خطة إسرائيلية أمريكية تهدف بحسب تلك المصادر إلى تسهيل إدخال المساعدات بشروط سياسية وأمنية، وفي الوقت نفسه دفع السكان تدريجيا للنزوح جنوبا، تمهيدا لخطة تهجير باتجاه الحدود المصرية.
  • نفى ياسر أبو شباب في مقابلة مع صحيفة أمريكية الاتهامات الموجهة إليه، مؤكدا أن مجموعته لا تهاجم السائقين ولا تستولي على المساعدات الغذائية أو المواد الخاصة بالأطفال، وإنما تأخذ ما تحتاجه فقط في ظل غياب الدولة والسلطة، متهما حماس بالسيطرة على كل شيء في غزة.
  • أضاف “لا نبالي باتهامنا بالعمل لصالح إسرائيل، الناس أحرار في قول ما يشاؤون، وإسرائيل ليست بحاجة لنا”.
  • حماس بدورها تؤكد أن أبو شباب ومجموعته مسؤولون عن سرقة المساعدات وبيعها بأسعار باهظة في السوق السوداء.
من هو ياسر أبو شباب وكيف تحول من "سارق" إلى "حامي"!
ياسر أبو شباب يتظاهر بتأمين المساعدات

وتأتي هذه التحركات من جماعة أبو شباب في الوقت الذي تروج فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية لمخطط من أجل توزيع المساعدات بنقاط محددة جنوب قطاع غزة، من خلال منظمة غير ربحية سُجلت حديثا في سويسرا تحت اسم “مؤسسة غزة الإنسانية”.

وتشير تقارير إعلامية عبرية إلى أن مؤسس هذه المنظمة هو مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

فيما أقرت إذاعة الجيش بأن هذا المخطط يهدف إلى تسريع إخلاء الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع إلى جنوبه، تمهيدا لتهجيرهم وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة، أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 176 ألف فلسطيني، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/5s6