تستعد حلبة لوسيل لاحتضان جائزة قطر الكبرى لسباق الفورمولا 1 في 30 نوفمبر الجاري، وسط تجهيزات واسعة، كان من أبرزها إطلاق سلسلة أعمال فنيّة موزعة في عدد من مناطق الدوحة، تشمل عشر خوذ عملاقة صمّمها ثمانية من أبرز الفنانين القطريين المعاصرين.
وذكرت الحلبة في بيان رسمي أن هذه المجسمات، التي يصل ارتفاع الواحد منها إلى 1.8 متر، ستُعرض في عدة مواقع حتى 30 نوفمبر 2025، مشيرة إلى أن كل عمل يجسد رؤية فنية تحتفي بتراث قطر وهويتها وروح الابتكار فيها، مع ربط ذلك بعالم السرعة والدقة في رياضة الفورمولا 1.
وتتنوع مواقع العرض بين مطار حمد الدولي، ومركز الاعتماد الإعلامي في فندق سانت ريجيس الدوحة، إضافة إلى خوذتين تعكسان الهوية الرسمية لحلبة لوسيل.
كما يظهر في ميناء الدوحة القديم عمل الفنانة فاطمة محمد شاكر “انطلاقة المجد”، الذي يقدم رؤية جمالية تربط بين خريطة قطر وهويتها الوطنية وحضورها العالمي.
وفي الدوحة فستيفال سيتي، تتألق الفنانة هالة الدربستي بعملها “تآلف”، المستوحى من تدرّجات الأكريليك وتنوع التفاصيل البشرية، والذي يعبّر عن تلاقي الأفراد في تجربة مشتركة.
وقد وصفت الدربستي مشاركتها ضمن استعدادات جائزة قطر الكبرى بأنها تجربة مُلهمة، مؤكدة أن رؤية عملها يتحول إلى مجسم كبير نابض بالحياة مثّلت لحظة مميزة في مسيرتها.
أما في حلبة لوسيل الدولية، فيبرز عمل الفنانة ليلى القايدي “الجمل”، حيث حوّلت العلامات القبلية التقليدية على الجمل إلى نمط بصري عصري على الخوذة، يجمع بين رموز الصحراء وإيقاعات مسارات السباق، في انعكاس لقيم الصمود والقوة المرتبطة بعالم المحركات.
وفي مشيرب قلب الدوحة، تعرض الفنانة نور أبو عيسى عملها “التراث والتسارع”، الذي أعادت فيه تشكيل نقوش مستوحاة من العمارة الإسلامية المتداخلة مع أفق الدوحة، ليترجم الانسجام الروحي والدقة الهندسية إلى لغة بصرية مستوحاة من سرعة الفورمولا 1.
وفي بلاس فاندوم، يقدّم الفنان جابر حنزاب عمله “اندماج السرعة والإرث”، الذي يمزج بين معالم قطر وتراثها وحكاياتها العائلية مع عالم الفورمولا 1.
وأكد حنزاب أن مشاركته في هذا المشروع هي محطة مهمة في مسيرته الفنية، معربا عن فخره بأن يكون جزءا من حدث عالمي بهذا الحجم.
أما في مؤسسة قطر، فتقدّم الفنانة كلثم عيسى الفخرو عملها “سرعة التراث”، الذي يجمع بين ملامح العمارة القطرية القديمة وعناصر الحركة والطاقة، معبّرة عن كيفية تطور التراث ضمن بيئة حديثة.
ووصفت الفخرو تجربتها بأنها فرصة فريدة خاصةً في مكان مثل حلبة لوسيل التي تراها رمزًا مميزًا في قطر.
وفي سوق واقف، تعرض الفنانة زينب الشيباني عملها “دار الخير والمحار”، المستوحى من أهازيج الغوص التقليدية “النهمة”، حيث تمزج اللآلئ والعناصر الذهبية مع حس السباقات، في ربط إبداعي بين إرث الغواصين وروح سائقي الفورمولا 1.
واخيرا، في صالة كبار الشخصيات بحلبة لوسيل، يظهر عمل الفنانة نورة عبد الرحمن الإبراهيم بعنوان “الصقر: إرث متجدد”، الذي يجسّد صقر الشاهين كرمز للفخر الوطني، مع إبراز تفاصيل إلكترونية دقيقة تحاكي هندسة سيارات الفورمولا 1، في تزاوج بصري بين القوة التراثية والتقنيات المتقدمة.
سباق جائزة قطر الكبرى؟
انضمت قطر رسميا إلى رزنامة الفورمولا 1 عام 2021 حيث أقيم سباق جائزة قطر الكبرى الافتتاحي في حلبة لوسيل الدولية.
وبعد التحديثات الشاملة التي اكتملت في عام 2023 – بما في ذلك بناء أطول مبنى صيانة في العالم لسباق الفورمولا 1 (402.1 مترا) والذي يضمّ 50 مرآبا، توسعة المدرجات، ومنطقة بادوك عصرية مزوّدة بأجنحة ضيافة فاخرة- أعادت الحلبة تعريف تجربة السباق للجماهير والفرق على حد سواء.
وبفضل اتفاقية طويلة الأمد تضمن استمرار هذا الحدث حتى عام 2032، ترسّخ قطر مكانتها كركيزة أساسية في مستقبل هذه الرياضة.
وباعتبار أحد السباقات القليلة الليلية الكاملة حول العالم، يوفر سباق جائزة قطر الكبرى تجربة استثنائية.
ومنذ عام 2023، يحتل هذا الحدث عادة المركز قبل الأخير في رزنامة الموسم، مما يزيد من التشويق والترقّب لختام البطولة.

