ترامب يأمر باختبار الترسانة النووية الأمريكية فورا

لماذا طالب ترامب باختبار أسلحة الولايات المتحدة النووية فورا؟!

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس أن الولايات المتحدة ستستأنف فورا اختبار ترسانتها من الأسلحة النووية، في خطوة من شأنها أن تعيد أجواء التوتر إلى الساحة الدولية وتثير المخاوف من عودة سباق التسلح النووي بعد انقطاع دام أكثر من 30 عاما.

وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال” قبيل لقائه المرتقب بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية “بسبب برامج الاختبار التي تنفذها دول أخرى، وجهت وزارة الحرب ببدء اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة”.

وأكد الرئيس الأمريكي أن الاختبارات ستبدأ على الفور، دون تحديد تفاصيل إضافية بشأن طبيعتها أو مواقعها المحتملة.

أما بالنسبة للقلق من دخول الولايات المتحدة لبيئة نووية أكثر خطورة قال ترامب “أعتقد أننا نسيطر على الأمر بشكل جيد جدا”. وأضاف “أود أن أرى نزعا للسلاح النووي، نحن نتحدث بالفعل مع روسيا حول ذلك، وإذا قمنا بشيء ما، فستكون الصين جزء من تلك المحادثات”.

لماذا طالب ترامب باختبار أسلحة الولايات المتحدة النووية فورا؟!

ردا على روسيا

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كشف أن بلاده أجرت بنجاح اختبارا لمسيرة بحرية تعمل تحت الماء وقادرة على حمل رؤوس نووية، في تحدٍ مباشر لتحذيرات واشنطن المتكررة بشأن تصعيد سباق التسلح النووي.

وأكد بوتين أن بلاده اختبرت طوربيدا فائق القدرة يعمل بالطاقة النووية من طراز “بوسيدون” بعد أيام قليلة من إعلان اختبار صاروخ كروز والذي يعمل بالدفع النووي.

طوربيد بوسيدون

وأضاف بوتين خلال زيارة لجرحى عسكريين في أحد مستشفيات موسكو، إن التجربة التي أجريت يوم الثلاثاء الماضي حققت نجاحا باهرا، موضحا أن الطوربيد النووي “بوسيدون” يتمتع بقدرة تدميرية تفوق صاروخ “سارمات” العابر للقارات، وأنه “لا توجد وسيلة لاعتراضه”.

ووفقا للبيانات الروسية المنشورة، فإن “بوسيدون” هو طوربيد ذاتي التوجيه يعمل بالدفع النووي، قادر على التحرك في أعماق تتجاوز كيلومترا واحدا بسرعة تتراوح بين 60 و70 عقدة بحرية، ويمكنه إحداث موجات إشعاعية هائلة في المحيطات تجعل المدن الساحلية غير صالحة للسكن.

وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن، حيث تواصل روسيا تعزيز قدراتها النووية، فيما تؤكد الولايات المتحدة تمسكها بموقفها الصارم تجاه أي تهديد محتمل لأمنها القومي وأمن حلفائها.

وأشار تقرير نشر في أغسطس الماضي عن خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي إلى أن واشطن ستحتاج من 24 شهر إلى 36 شهر لإجراء اختبار نووي بعد إعلان الرئيس بذلك.

طوربيد بوسيدون

ردود أفعال دولية

وتعليقا على إعلان الرئيس الأمريكي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غو جياكون أن بكين تأمل التزام الولايات المتحدة جديا بمعاهدة حظر التجارب النووية الشاملة.

وبدورها قالت اليابان أنها ستواصل العمل لجعل العالم خالٍ من الأسلحة النووية، باعتبارها الدولة الوحيدة التي استخدم السلاح النووي ضدها.

وفي تصريح صحفي اليوم، أشار كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني مينورو كيهارا إلى أن بلاده ستواصل بذل جهودها من أجل تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

ودعا إلى الإسراع في دخول معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية CTBT حيز التنفيذ، والحفاظ على نظام عدم انتشار الأسلحة النووية NPT وتعزيزه.

2000 تجربة نووية

وجرت تاريخيا حتى عام 1945 أكثر من 2000 تجربة نووية حول العالم، غير أن معظم الدول توقفت عن هذه الاختبارات في تسعينيات القرن الماضي.

وأجرت الصين آخر تجاربها عام 1996، بينما أنهتها روسيا عام 1990، في حين أن تجربة كوريا الشمالية عام 2017 كانت تشكل استثناء على مستوى العالم.

ويذكر أن آخر تجربة نووية أمريكية جرت عام 1992، وكانت الاختبارات تُستخدم آنذاك لتقييم فعالية الأسلحة الجديدة وضمان استمرار جاهزية الترسانة النووية القديمة.

وكانت كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين من الموقعين على معاهدة حظر التجارب النووية الشاملة لعام 1996، التي تحرّم “أي انفجار لسلاح نووي أو أي انفجار نووي آخر”، ونظرا لامتناع عدد من الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة عن التصديق عليها لم تدخل المعاهدة حيز التنفيذ إلى الآن.

عدد الرؤوس النووية

وتقدر وزارة الحرب الأمريكية أن الصين ستتجاوز 1000 رأس نووي بحلول عام 2030، أي أقل بكثير من المخزون النووي لكل من الولايات المتحدة وروسيا، التي يقدر عدد رؤوسها النووية بنحو 3700 لأمريكا و4300 لروسيا.

ورغم أن بيانات البنتاغون تظهر عدد الرؤوس النووية لدى روسيا أكبر من الولايات المتحدة، إلا أن ترامب زعم مرارا اليوم أن بلاده تملك أكبر مخزون نووي في العالم.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/7di