90 شهيدا على الأقل في غارة إسرائيلية على مخيمات النازحين بالمواصي

مواطنون ينتشلون أحد مصابي الغارة الإسرائيلية على المواصي اليوم السبت

استشهد 90 فلسطينيا وأصيب 300 آخرين في غارة شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت على واحدة من “المناطق الآمنة”، وقال إنها استهدفت محمد الضيف القائد العسكري لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

كما استشهد 20 فلسطينيا على الأقل في غارة أخرى استهدفت النازحين في مخيم الشاطئ يوم السبت.

ونقل موقع أكسيوس عن ضابط كبير في جيش الاحتلال أنهم يحاولون حاليا التأكد ما إذا كان الضيف قد لقي حتفه خلال الغارة أم لا.

ووقعت الغارة ظهر اليوم في منطقة المواصي في خان يونس، والتي طلب جيش الاحتلال من المدنيين النزوح إليها قبل أيام بوصفها منطقة آمنة.

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الأخير أصدر أمرا دائما في بداية الحرب باستهداف قادة حماس لكنه لم يذكر الضيف بالاسم. وقد أجرى نتنياهو تقييما أمنيا مع كبار المستشارين يوم السبت.

وقامت إسرائيل بمحاولات عديدة لاغتيال الضيف منذ عام 2002، لكنها فشلت في ذلك رغم أنها قتلت زوجته وأولاده في غارة استهدفته وأصابته قبل عشر سنوات.

ولم يلتق سوى عدد قليل من الأشخاص داخل حماس بالضيف، الذي عاش في الظل على مدى العقدين الماضيين.

جانب من الدمار الذي خلفته الغارة الإسرائيلية على المواصي اليوم السبت

ويكنَّى محمد المصري، بالضيف، بالنظر إلى أنه لا يبيت في مكان واحد ويتنقل بين المنازل خشية الاغتيال ويعود الفضل له إلى حد كبير في تحويل كتائب القسام إلى قوة منظمة.

ويعتبر الضيف أحد قادة حماس الأكثر نفوذا في قطاع غزة، وهو الثاني في قائمة الاغتيالات الإسرائيلية بعد زعيم الحركة في غزة، يحيى السنوار.

وقالت إسرائيل إن الضيف أصيب إصابات بالغة ولم يعد قادرا على الحركة لكنه ظهر في كلمة صوتية يوم السابع من أكتوبر الماضي ودعا الفلسطينيين إلى الانضمام للمعركة.

 

استهداف محمد الضيف

وفي حال صحّت الأحاديث الإسرائيلية سيكون الضيف أكبر قائد عسكري في حماس يتمكن جيش الاحتلال من الوصول إليه خلال هذه الحرب.

وفي مارس الماضي، اغتال الاحتلال مروان عيسى، الذي كان يعتبر ثالث أكبر مسؤول في حماس في غزة، بعد الضيف والسنوار.

وقال ضابط إسرائيلي كبير إن قائد لواء القسام في خان يونس كان موجودا أيضا في موقع الهجوم.

وشن جيش الاحتلال غارة اخرى استهدفت خيام النازحين في مخيم الشاطئ ما أدى لاستشهاد عدد من المدنيين.

وقال مسؤولو قطاع الصحة في غزة إن الهجومين أوقعا 71 شهيدا و289 مصابا على الأقل بينهم عاملون في الدفاع المدني.

وأدى الهجوم إلى استشهاد محمد حمد نائب مدير إدارة الإطفاء والإنقاذ وإصابة 8 عناصر من الجهاز.

وقال مكتب الإعلام الحكومي في القطاع إن الطواقم الإغاثية تواصل حتى اللحظة انتشال جثث عشرات الشهداء والمصابين من موقع القصف، وإن المنطقة لا توجد بها إمكانيات طبية للتعامل مع هذه الأعداد.

موقع الغارة الإسرائيلية التي استهدفها مخيم النازحين في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة اليوم السبت

وقال مكتب وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت إن الأخير يجري مشاورات خاصة في ضوء التطورات الأخيرة في غزة، والتي لم يتضح كيف ستؤثر على محادثات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة والقاهرة.

وقال مسؤول كبير في حماس لوكالة رويترز إن الهجوم الإسرائيلي يمثل تصعيدا كبيرا ويكشف أن الاحتلال غير مهتم بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج لرويترز إن مزاعم إسرائيل بشأن وجود الضيف وسط تجمع للنازحين “كلام فارغ”، مؤكدا أن الاحتلال يحاول تبرير المجزرة التي ارتكبها بحق المديين.

وأضاف أن ما يحدث “هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأمريكي والصمت العالمي”.

وقال ضابط كبير في جيش الاحتلال للصحفيين إن الجيش لا يزال يحقق فيما إذا كان الضيف قد لقي حتفه خلال الهجوم أم لا.

ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن خبير عسكري إسرائيلي أن القنابل المستخدمة في قصف المواصي هي قنابل “جيه دي إيه إم” التي علقت واشنطن إرسالها لإسرائيل سابقا.

والأسبوع الماضي، قالت صحف أمريكية إن إدارة جو بايدن قررت إلغاء تجميد تسليم قنابل زنة 500 رطل إلى جيش الاحتلال، وذلك بالتزامن مع المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مما يزيد من قدرة إسرائيل على إلحاق أضرار فادحة بالمدنيين في قطاع غزة.

 

عملية واسعة تزامنا مع عودة المفاوضات

ومطلع الشهر الجاري، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تهجير الفلسطينيين من بعض مناطق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة فيما يشير إلى احتمال شن هجوم واسع على ثاني أكبر مدن الجنوب.

ووجه جيش الاحتلال أمس الاثنين أوامر إخلاء للمدنيين في 10 أحياء بخان يونس وطلب منهم التوجه إلى ما يسميها “مناطق إنسانية”.

وسبق أن نفذ جيش الاحتلال عملية برية أدت لدمار واسع في المدينة لكنه انسحب منها في أبريل دون تحقيق أي نتائج بعد تعرضه لضربات قاسية من جانب المقاومة.

في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام عبرية إن المفاوضات الجارية حاليا بشأن تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل حققت تقدما لكنها تتطلب أسابيع من أجل التوصل لاتفاق بسبب وجود بعض الفجوات.

واستأنف الوسطاء التفاوض يوم الأربعاء في الدوحة والقاهرة من أجل المضي قدما في الصفقة المطروحة لكن القناة الـ12 العبرية نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير أن خلافا كبيرا يدور بشأن تواجد قوات الاحتلال وطريقة انتشارها خلال تنفيذ الصفقة.

وقال المصدر إن التقارير التي تخرج من القاهرة بشأن التفاوض متعجلة لأن التوصل لاتفاق يتطلب أسابيع من المفاوضات الدقيقة والمعقدة والجهد الهائل.

وتركز مفاوضات القاهرة بالأساس على انسحاب قوات الاحتلال من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، اللذين تؤكد سلطات الاحتلال أنها لن تغادرهما بل وقالت إنها ستغلق معبر رفح بشكل نهائي وستقوم بتحويله إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي بين غزة وإسرائيل.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2yz