أعلنت خدمة المناخ التابعة لبرنامج كوبرنيكوس الأوروبي أن الأرض شهدت في 22 يوليو الحالي أحر يوم في التاريخ الحديث، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية اليومية 17.15 درجة مئوية.
وتجاوز هذا الرقم القياسي الجديد الرقم السابق البالغ 17.09 درجة مئوية الذي تم تسجيله في 21 يوليو، والرقم البالغ 17.08 درجة مئوية المسجل في 6 يوليو 2023.
ويعتبر متوسط درجة الحرارة العالمية اليومية هو مقياس لمتوسط درجة حرارة سطح الأرض خلال 24 ساعة، ويوفر هذا القياس قيمة واحدة تمثل درجات الحرارة المجمعة لجميع المناطق في العالم، سواء البرية أو البحرية.
وتجمع البيانات من الأقمار الصناعية التي تديرها وكالات مثل وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا، المزودة بأدوات لقياس درجات الحرارة والرطوبة والإشعاع، وتغطي المناطق النائية والمحيطات، وكذلك تجمع من آلاف محطات الأرصاد الجوية حول العالم.
وتتميز بعض هذه المحطات بوجود عوامات وسفن محيطية تقيس درجات حرارة سطح البحر، كما تخضع جميع البيانات لمراقبة الجودة لضمان دقتها وتصحيح أي أخطاء.
كوبرنيكوس: يونيو يسجل رقما قياسيا في متوسط درجات الحرارة العالمية#قناhttps://t.co/HdvcgvG22o pic.twitter.com/WUaJJFdqmD
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) July 8, 2024
وقبل يوليو 2023، كان الرقم القياسي لمتوسط درجة الحرارة العالمية اليومية 16.8 درجة مئوية، مسجلا في 13 أغسطس 2016. منذ 3 يوليو 2023، تجاوز هذا الرقم القياسي في 58 يوما موزعة بين شهري يوليو وأغسطس 2023، وكذلك في يونيو ويوليو 2024.
ويعتبر تزايد متوسطات درجات الحرارة مؤشرا خطيرا، قد يزيد من احتمالية حدوث ظواهر مناخية متطرفة مثل الموجات الحارة، التي تعاني منها الدول حاليا، بما في ذلك دول العالم العربي.
وتشير الأبحاث إلى أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة يسهم في زيادة مدة وشدة هذه الظواهر المناخية المتطرفة، مما يؤدي إلى زيادة عدد الأيام ذات الخطورة الصحية العالية سنويا.
ووفقا لتحليل خدمة كوبرنيكوس، كان متوسط درجة الحرارة العالمية في مستويات شبه قياسية خلال النصف الأول من يوليو، مما يضع احتمال أن يكون يوم الاثنين الموافق 22 يوليو هو الأشد حرارة في هذا الشهر.
ويعرف الاحترار العالمي بالزيادة في متوسط درجات حرارة الأرض على مدى عقود، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى “تأثير الدفيئة“، حيث تحتبس الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون الحرارة في الغلاف الجوي.
ويعزو العلماء الاحترار العالمي بشكل رئيسي إلى الاستخدام البشري للوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى تجاوز نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 400 جزء في المليون، أي أكثر من ثلث ما كان موجودا قبل الثورة الصناعية.