هل انتهت حرب الإبادة على غزة؟

هل انتهت حرب الإبادة على غزة؟

أكد مستشار رئيس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري، أن الوسطاء أعلنوا التوصّل إلى اتفاق على جميع بنود تنفيذ المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار بغزة، وأشار إلى أن الاتفاق سيؤدي إلى وقف الحرب وإطلاق المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.

من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر اليوم الخميس، أن “إسرائيل” وحركة “حماس” وقعتا على المرحلة الأولى من خطته للسلام في قطاع غزة.

وأوضح ترامب أنه بموجب اتفاق المرحلة الأولى سيتم إطلاق سراح “جميع الرهائن قريبا”، فيما ستنسحب إسرائيل إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم.

وفي تصريحات لقناة فوكس نيوز رجح ترامب إطلاق سراح “الرهائن” المحتجزين في غزة يوم الاثنين المقبل، وكذلك جثث الموتى.

وأشار ترامب في منشور عبر حسابه في “تروث سوشيال” إلى أنه سيتم التعامل مع جميع الأطراف بعدل، واعتبر هذا الإعلان “يوما عظيما للعالم العربي والإسلامي وإسرائيل وللولايات المتحدة ونشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا”.

ورجح ترامب في تصريحات صحفية، أن يزور “إسرائيل” في الأيام المقبلة، وربما يلقي خطابا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قائلا إن “الإسرائيليين يريدون مني خطابا في الكنيست وسأفعل بالتأكيد، إن رغبوا فيه”.

وأضاف أن جهود العالم أجمع تضافرت للتوصل إلى هذا الاتفاق بما فيها دول كانت معادية واصفا ذلك بأنه إنجاز عظيم.

وقال: “ستشهدون إعادة إعمار غزة ونحن بصدد تشكيل مجلس السلام وسيتم الاعتناء بالناس”.

وفي السياق، أكد موقع دروب سايت نقلا عن مصدر مقرب من الوسطاء أن “ترامب قدم ضمانات بعدم السماح لإسرائيل باستئناف الحرب بعد استعادة الأسرى”.

إعلان حماس

وفي السياق، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التوصل لاتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الاحتلال ودخول المساعدات وتبادل الأسرى.

وأعربت الحركة في بيان لها عن تقديرها جهود الوسطاء في قطر ومصر وتركيا وجهود الرئيس ترامب الساعية لوقف الحرب نهائيا.

ودعت حماس الرئيس ترامب والدول الضامنة إلى عدم السماح للاحتلال بالتنصل أو المماطلة في تطبيق الاتفاق.

الجانب الإسرائيلي

وعلى الجانب الإسرائيلي قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إنه سيعقد اليوم الخميس اجتماعا للحكومة للتصديق على الاتفاق الذي أُعلن عنه، والذي من شأنه أن ينهي الحرب في غزة ويعيد جميع المحتجزين.

وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، إن ننتنياهو أجرى محادثة مع الرئيس الأمريكي عقب الإعلان عن التوصل لاتفاق ينهي الحرب في غزة. وأضافت أن نتنياهو دعا ترامب إلى إلقاء خطاب في الكنيست.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أمريكي أن الحرب في غزة انتهت.

وفي نفس الإطار قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن رئيس الأركان إيال زامير أصدر توجيهات لقواته للاستعداد “بقوة دفاعية قوية والتأهب لكل سيناريو” كما أوعز بالاستعداد لقيادة العملية المرتقبة لإعادة المحتجزين “بحساسية ومهنية”، عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأعلنت “حماس”، أنها سلمت للوسطاء قوائم الأسرى الفلسطينيين ضمن معايير متفق عليها تبعا للاتفاق الذي تم الإعلان عنه، وفي انتظار الاتفاق النهائي على الأسماء.

تفاصيل الاتفاق

وقال مصدر في حركة حماس لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمّن الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في قطاع غزة وأكثر من ألفي معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال.

وأوضح المصدر أنّ المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل هم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد و1700 ممن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، مشيرا إلى أنّ المرحلة الأولى ستشمل أيضا انسحابات إسرائيلية “مجدولة زمنيا” من قطاع غزة.

وتحدثت شبكة “أي بي سي” عن مسؤولين مطلعين عمّا أسمتها بعض النقاط الأكثر صعوبة مثل نزع سلاح حماس ومسألة الحكم بغزة، مشيرة إلى أنها بحاجة إلى التفاوض عليها لاحقا.

ولفتت الشبكة إلى أن المحادثات في شرم الشيخ ركزت على ما سيحدث في الأيام والأسابيع الأولى من الاتفاق، وركزت على الانسحاب الإسرائيلي الجزئي من غزة وتبادل المحتجزين مقابل أسرى فلسطينيين.

ومن جانب آخر، ارتفع مستوى تمثيل الوفود في المحادثات المستمرة ليومها الثالث.

مباحثات شرم الشيخ

ومنذ مساء الاثنين الماضي تستضيف شرم الشيخ مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بشأن تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي 29 سبتمبر أعلن ترامب خطة مكونة من 20 بندا، منها “الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس”.

ووافقت حماس على مقترحات سابقة لوقف إطلاق النار في غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة عمد إلى المماطلة وواصل حرب الإبادة في القطاع الفلسطيني.

وتقدّر إسرائيل وجود 48 أسيرا إسرائيليا محتجزين في غزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع في سجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وتواصل إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت 67 ألفا و173 شهيدا و169 ألفا و780 جريحا -معظمهم أطفال ونساء- ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا، منهم 159 طفلا.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/75h