هآرتس: نتنياهو يحاول عرقلة الوساطة القطرية بشأن الأسرى

قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول تحميل دولة قطر مسؤولية ما يجب أن يتحمله هو، وأنه تعمد تسريب بعد الأمور لعرقلة صفقة تبادل الأسرى المحتملة.

واعتبر مقال نشرته الصحيفة هذا الأسبوع أن نتنياهو حاول عرقلة الصفقة المحتملة من خلال تسريباته التي قال فيها إن الوساطة القطرية تمثل إشكالية لحكومته.

وأضاف المقال أن نتنياهو ذهب بعيدا بأكاذيبه هذه المرة لأنها يحاول خلق أعداء لشن حرب لا نهاية لها في المنطقة.

وخلص المقال إلى أن هذه التسريبات عن الوساطة القطرية تكشف أنه سلوكه ذهب إلى مستوى منخفض جديد خلال هذه الحرب، وأنه يحاول تحميل الدوحة مسؤولية ما يجب أن تحمله هو.

واستنكرت قطر هذه التسريبات بشدة، وقالت إنها تصريحات غير مسؤولة وتعرقل جهود المفاوضات، لكنها قالت في الوقت نفسه إنها “ليست مفاجئة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماجد الأنصاري إن الدوحة تستنكر هذه التصريحات بشدة، وتعتبرها “غير مسؤولة وتعرقل الجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء”.

وأكد الأنصاري في بيان عبر منصة “إكس” أنه هذه التصريحات في حال صحتها “ستقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليون”.

وأضاف “بدلا من الانشغال بعلاقة قطر الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”.

ونجحت قطر في التوصل لهدنة مؤقتة بين الجانبين أواخر أكتوبر الماضي وتم خلالها تبادل عشرات الأسرى المدنيين من الجانبين، كما توسطت مؤخرا في إدخال كميات من الأدوية بعضها للأسرى الإسرائيليين.

وقال مسؤول قطري لشبكة “إن بي سي” الأمريكية إن الدوحة لن توقف وساطتها من أجل خلافات مع أفراد، وأنها ستواصل العمل من أجل إنقاذ حياة المدنيين الأبرياء.
وحذر رئيس الموساد السابق يوسي كوهين من أن تصريحات نتنياهو “تعني أننا إذا وصلنا إلى أزمة كبيرة مع قطر فقد تترك طاولة المفاوضات وسنصبح بدون وساطة فعالة”.

 

تقدم في المفاوضات

في غضون ذلك، أحرز اللقاء الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس أمس الأحد لبحث صفقة التبادل المحتملة تقدما، حسبما نقلت هيئة البث العبرية.

وقالت الهيئة إن اللقاء الذي ضم رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدارء أجهزة الاستخبارات في أمريكا ومصر وإسرائيل، بحث خطة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مراحل.

ونقلت الهيئة عن مصدر أن اللقاء تناول وقفا مدته شهرين لإطلاق النار في غزة مقابل إطلاق 100 أسير إسرائيلي على أن تكون الأولوية للنساء والأطفال والمرضى.

وفي المقابل، ستطلق إسرائيل أيضا عددا كبيرا من الأسرى الفلسطينيين في سجونها والبالغ عددهم نحو 9 آلاف.

من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتماع باريس كان بنّاءً، لكنه أشار إلى وجود خلافات ما تزال قائمة بين الأطراف.

وأضاف أنه من المخطط أن يواصل الأطراف بحث الخلافات خلال الأسبوع في اجتماعات ثنائية إضافية.

وتتصاعد الضغوط الداخلية على نتنياهو لإبرام صفقة مع حماس لإطلاق سراح بقية الأسرى، ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصدر مطلع أن الطرفين توصلا إلى تفاهمات حول معظم بنود الاتفاق.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الخلاف يدور فقط بشأن وقف إطلاق النار في نهاية التهدئة التي ستستمر لـ35 يوما، وستشمل الإفراج عن كافة الأسرى الإسرائيليين.

وقالت الصحيفة أن حماس اشترطت إطلاق 100 أسير فلسطيني مقابل كل أسير إسرائيلي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة.

وتضمنت شروط حماس أيضا تهدئة ما بين 10-14 يوما قبل الإفراج عن أي أسير إسرائيلي، وتهدئة لمدة شهرين بين كل مرحلة وأخرى من مراحل الصفقة.

ويوجد ما بين 130 إلى 140 أسيرا في يد المقاومة بعدما تمكنت قطر من التوسط لتبادل نحو 100 مدني مقابل أكثر من 200 امرأة وطفل فلسطيني خلال اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه أواخر نوفمبر.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/1lk