من هي مادلين التي سُميت سفينة كسر الحصار باسمها؟

من هي مادلين التي سُميت سفينة كسر الحصار باسمها؟
الصيادة الفلسطينية مادلين كلاب وعائلتها

اعترضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سفينة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة “مادلين” التي كانت تحمل مساعدات إنسانية، واختطفت من عليها من شخصيات سياسية وإنسانية.

وكانت تسمية السفينة لافتة، مما جعل الكثيرون من النشطاء والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، يتساءلون عن لمن تعود هذه التسمية وسببها.

ومادلين هي صيادة فلسطينية من قطاع غزة، عاشت قصة كفاح كبيرة، كونها أم لأربعة أطفال، وتمتهن صيادة الأسماك التي تعد مهنة للرجال فقط في القطاع.

وألهمت قصة مادلين كُلّاب (31 عاما)، ناشطي “ائتلاف أسطول الحرية”، ليطلقوا اسمها على السفينة رقم 36، التي حاولت الوصول إلى قطاع غزة.

وكان لاختيار ذلك الاسم رمزية تهدف إلى “تسليط الضوء على المعاناة التي تعانيها فئة الصيادين في غزة ولدعم النساء أيضا في القطاع” – وفقا للمنظمين.

من هي مادلين التي سُميت سفينة كسر الحصار باسمها؟
الصيادة الفلسطينية مادلين كلاب

سفينة مادلين أحيت مادلين

وعن تلقيها لنبأ تسمية السفينة باسمها قالت كُلّاب: “تواصل معي ناشط كندي، يعرفني كصيّادة أسماك، وأخبرني أنهم يريدون تسمية مركب منطلق إلى غزة تيمنا باسمي، لأنهم يرون أنّي كافحت في حياتي، وأنّي أمثّل قصة نجاح في مهنة تقتصر على الرجال، أخبروني أنه قارب سِلمي، يحمل فقط بعض المؤن والطعام لأهالي غزة”.

وأضافت مادلين في حديث مع “بي بي سي”: “جعلني ذلك أشعر بالفخر، لأن هناك من يهتم بقصتي ويهتم بي”. وتابعت: “كنا نتابع أخبار السفينة أولاً بأول، وكنا نتمنى أن تتمكن من الوصول إلى غزة، رغم معرفتنا أنه سيتم توقيفها في النهاية”.

وأشارت إلى أن النشطاء الدوليين يعرفون بقصتها كصيّادة منذ عام 2012، ويعرفون كم عانت في حياتها وكم كافحت، ويعرفون كم عانت خلال الحرب رفقة أطفالها الأربعة، لذلك أرادوا تكريمها بتسمية السفينة باسمها.

وأردفت: “رسالتي هي أننا سلميون، نحن نجري من أجل لقمة عيشنا، كان كل همّنا قبل الحرب أن نوفر لأطفالنا الخبز والطعام، لا نريد سوى أن نعيش حياة كريمة، ولا نريد سوى الأمان والسلام، نريد أن يُرفع الحصار، وأن تنتهي الحرب، لا نستطيع الاستمرار في هذا الخوف والجوع، نحن أشخاص نريد أن نعيش”.

“سفينة مادلين أحيت مادلين من جديد، وأخبرت الجميع أن مادلين لا تزال هنا، تكافح وتعمل وتربّي أطفالاً، وأمنية حياتها أن تؤمّن مستقبلاً زاهراً لأطفالها”، تقول مادلين.

من هي مادلين التي سُميت سفينة كسر الحصار باسمها؟
الصيادة الفلسطينية مادلين كلاب

معاناة

وبدأت مادلين في امتهان صيد الأسماك رفقة والدها وهي في سن مبكرة في عمر الثالثة عشرة، وبعد مرض والدها، أُجبرت على الاستمرار في مهنة الصيد، كونها مهنة العائلة و”مصدر رزقها الوحيد”.

ومادلين أم لأربعة أطفال، وحُبلى في شهرها الثاني، وتعيش ظروفا صعبة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بسبب انعدام الأمان ونقص الغذاء والدواء.

وتقول: “أكثر من سنة ونصف السنة من عمر أطفالنا ذهبت هباء، لا تعليم، لا حياة كريمة، لا لعب.. ليس لدينا أي مقومات للحياة؛ ليس عندنا كهرباء، ولا ماء، نضطر للمشي مسافات طويلة للحصول على الماء”.

وعن حياتها قبل الحرب تروي كُلّاب: “كنا نستيقظ صباحا، نجهّز أنفسنا، وأحيانا نبدأ يومنا مساءً إذا كان الصيد متوفراً في المساء.. كانت حياة جميلة، رغم أن البحر في غزة لم يكن يوفر الكثير من الصيد، لكننا على الأقل كنا نستطيع أن نجد ما نأكله”.

وأضافت: “لم نكن نعيش برفاهية، ولكننا كنا قادرين على توفير الطعام لأطفالنا، والأهم أننا كنّا نحس بالأمان، ننام وقتما نريد، نستيقظ وقتما نريد، نترك أطفالنا دون الخوف عليهم، كان كل شيء متوفراً، أما اليوم، فلا شيء هناك”.

اعتقال النشطاء

وفجر الإثنين 9 يونيو اقتحمت قوات كوماندوز إسرائيلية السفينة “مادلين” التابعة لأسطول الحرية (FFC) التي تحمل 12 ناشطا دوليا وشحنة رمزية من المساعدات بهدف كسر الحصار البحري على غزة، وذلك أثناء وجودها في المياه الدولية، بالقرب من شواطئ غزة.

وأفادت تقارير إعلامية بأنّ السفينة تعرضت لتشويش في الاتصالات ورش بمادة بيضاء مهيجة من طائرات مسيرة قبل عملية الاقتحام.

ووثّق النشطاء على متن السفينة اللحظات الأخيرة قبل انقطاع الاتصال، حيث ظهروا وهم يرتدون سترات النجاة ويستعدون للاعتقال، مع دعوات لإلقاء الهواتف المحمولة في البحر.

أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفينة “مادلين” في طريقها إلى إسرائيل، ووصفت المبادرة بأنها “استعراض إعلامي”، مشيرة إلى أن الركاب سيُعادون إلى بلدانهم الأصلية.

وانطلقت فكرة “سفينة مادلين” بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، وتشديد الحصار البري والبحري والجوي على القطاع بشكل غير مسبوق، مما أدّى إلى نقص حادّ في الغذاء والمواد الأساسية.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/5wb