حذرت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” من عاصفة شمسية قوية تتجه نحو كوكب الأرض، عقب رصد توهج شمسي هائل من الفئة X2.7، وهو أعلى تصنيف للتوهجات الشمسية، مما يشكل تهديدا محتملا لأنظمة الاتصالات والملاحة، وشبكات الطاقة الكهربائية حول العالم.
وأفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية نقلا عن “ناسا”، أن التوهج الشمسي انطلق يوم 14 مايو الجاري 2025، من أكثر مناطق الشمس نشاطا، والذي يتجه الآن مباشرة نحو الأرض.
وأوضحت الصحيفة أن التوهجات الشمسية هي عبارة عن دفعات إشعاعية كثيفة تنبعث من البقع الشمسية، وهي مناطق داكنة وباردة على سطح الشمس، وهي من أقوى الانفجارات في النظام الشمسي. ويمكن أن تستمر هذه التوهجات من بضع دقائق إلى عدة ساعات.
ولفتت إلى أن هذا التوهج تسبب بالفعل في انقطاعات في الاتصالات اللاسلكية في جميع أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، إلى جانب بعض الانخفاض في الطاقة في شرق الولايات المتحدة.
مزيد من التوهجات
وحذرت الوكالة الأمريكية من أن المزيد من التوهجات الشمسية قادمة نحو الأرض، قائلة إن هذه التوهجات قد تستمر في التأثير على “الاتصالات اللاسلكية، وشبكات الطاقة الكهربائية، وإشارات الملاحة، وتشكل خطرا على المركبات الفضائية ورواد الفضاء”.
وتوقعت الوكالة المزيد من حالات انقطاع التيار الكهربائي وتداخل الاتصالات في غضون أيام، مشيرة إلى أن العديد من الولايات الأمريكية ستشهد أضواء شمالية مذهلة.
وتشمل هذه الولايات آلاسكا، وواشنطن، وأيداهو، ومونتانا، وداكوتا الشمالية، وداكوتا الجنوبية، ومينيسوتا، وميشيغان، وويسكونسن، ومين، بالإضافة إلى أجزاء من الولايات المجاورة، بما في ذلك نيويورك.
من جهته قال خبير الفضاء فينسنت ليدفينا عبر حسابه في منصة “إكس”: “تزداد شدة هذه التوهجات، خاصة مع اقتراب هذه المنطقة النشطة من المشهد”.
STRONG M8.98 solar flare originating from AR 4098 is currently underway! Will we see an X today? pic.twitter.com/Y8Paj8Orbu
— Vincent Ledvina (@Vincent_Ledvina) May 25, 2025
تصنيف التوهجات
يشار إلى أن التوهجات الشمسية تصنف إلى خمس فئات وهي: «A» و«B» و«C» و«M» و«X»، حيث يمثل كل مستوى زيادة في إنتاج الطاقة بعشرة أضعاف، حيث إن التوهج «A» هو الأضعف بينما «X» هو الأقوى.
وفي السياق، أفاد مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا بظهور ما يصل إلى خمس مناطق من البقع الشمسية على جانب الشمس المواجه للأرض، مع ظهور منطقة نشطة مغناطيسيا جديدة تدور فوق الأفق الجنوبي الشرقي للشمس.
وأضاف مكتب الأرصاد الجوية: “من المتوقع أن يظل النشاط الشمسي منخفضا في الغالب، ولكن مع وجود احتمال مستمر لحدوث وهج شمسي معزول متوسط”.
ويُبرز هذا الارتفاع في النشاط الشمسي أهمية مراقبة الطقس الفضائي، لا سيما مع تزايد اعتماد مجتمعنا على التكنولوجيا.
ومع استمرار الشمس في طورها النشط، قد يحدث المزيد من الوهج الشمسي والعواصف الجيومغناطيسية المحتملة في الأيام والأسابيع المقبلة.
العاصفة الجيومغناطسية
والعاصفة الجيومغناطيسية هي اضطراب مؤقت في المجال المغناطيسي للأرض ناتج عن انفجار هائل للبلازما المشحونة من الطبقة الخارجية للشمس.
ومن أبرز الأمثلة على العواصف الجيومغناسيطية ما حدث عام 1989 عندما تسببت عاصفة مشابهة في انقطاع التيار الكهربائي لمدة تسع ساعات في جميع أنحاء كيبيك، كندا.
الاتصالات اللاسلكية
وتعتبر الاتصالات اللاسلكية عالية التردد؛ الحيوية لعمليات الطيران والبحرية، عُرضة بشكل خاص لمثل هذه الظواهر الجوية الفضائية.
وعلى الرغم من عدم تأكيد ذلك بعد، فقد يكون هناك انبعاث كتلي إكليلي «CME» مرتبط بالتوهج الشمسي من الفئة “إكس” في 14 أيار/مايو.
والانبعاث الكتلي الإكليلي هو ثورات ضخمة من البلازما الشمسية والحقول المغناطيسية، والتي إذا وُجهت نحو الأرض، يمكن أن تُسبب عواصف جيومغناطيسية وشفقا قطبيا واضحا.
وفي الوقت الحالي، قد تكون الأرض بمنأى عن هذا، حيث لا تزال المنطقة النشطة «AR4087» تقع بالقرب من حافة الشمس، ولم تُواجه كوكبنا بالكامل بعد.