أعلنت دولة قطر أمس الأربعاء عن نجاح عملية لم شمل مجموعة أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم في أوكرانيا، وذلك ضمن جهود الوساطة المستمرة التي تبذلها الدوحة للم شمل الأسر التي تفرقت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضحت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية لولوة الخاطر أن دولة قطر استضافت الأطفال في المقر الرئيسي لسفارتها في موسكو، حيث تم اصطحابهم بعد ذلك إلى أوكرانيا عبر مينسك، لضمان سلامتهم ورعايتهم طوال الرحلة.
وأعربت الخاطر عن شكرها العميق لمفوضية حقوق الطفل في روسيا ماريا بيلوفا ومفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني دميترو لوبينيتس على جهودهما التي أدت إلى إنجاح عملية لم شمل الأسر المشتتة.
كما جددت الخاطر التأكيد على أن دولة قطر ستظل ملتزمة بحماية سلامة جميع المدنيين المتأثرين بالصراع، والتزامها الثابت بمواصلة جهود لم الشمل وضمان سلامة المتأثرين.
وأشارت الوزيرة القطرية إلى أن الدوحة استضافت أسرا روسية وأوكرانية في إطار برنامج متكامل يهدف إلى تقديم الدعم النفسي والطبي والاجتماعي، وتلبية الاحتياجات الأساسية ووضع أساس للشفاء والاندماج في المستقبل.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتوسط فيها قطر للم شمل أطفال وعائلات مزقتها الحرب الروسية، وقد حظيت جهودها بثناء دولي وأممي كبير.
عرض هذا المنشور على Instagram
دعم مالي
والشهر الماضي، دعمت الدوحة مكتب مفوض البرلمان الأوكراني الإنسان بـ3 ملايين دولار لتسهيل عمله من خلال تعيين خبراء للرصد وإنشاء مكاتب إقليمية في أنحاء البلاد.
وقالت الخاطر آنذاك إن هذا الدعم يهدف لتعزيز بنية تحتية لازمة لتقديم خدمات فعالة لدعم الأسر والأطفال المتأثرين من الصراع الروسي الأوكراني.
وعززت على مدار عقود دورها كوسيط عالمي وداعية للسلام، مشيرة إلى إطلاق مبادرات إقليمية ودولية في مجالات الأمن الغذائي والتعليم والصحة والتمكين الاقتصادي خاصة فئتي النساء والشباب.
كلمة سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي @Lolwah_Alkhater حول إعلان الشراكة بين وزارة الخارجية القطرية ومكتب مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/zYctXOqnvH
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) April 26, 2024
وخلال الشهور الماضية، نجحت قطر في جمع شمل أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم عبر 4 عمليات، وأكدت التزامها بالجهود الرامية للم شمل العائلات المشتتة وضمان سلامتها ورفاهيتها.
وحاليا، تستضيف الدوحة نحو 20 عائلة روسية وأوكرانية نجحت في لم شملها وقدمت لهم الدعم الطبي والاجتماعي والنفسي، كجزء من “برنامج الصحة والتعافي”.
ويهدف برنامج الصحة والتعافي لتلبية الاحتياجات العاجلة وطويلة الأجل لهذه الأسر من أجل إعادة اندماجها بشكل مستقر ومساعدتها على تجاوز تداعيات الفترة الماضية.
والشهر الماضي، شكر مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، دميترو لوبينيتس، دولة قطر قيادة وشعبا، على مساعدتها لبلاده في هذا الوقت. وقال: “في أوكرانيا لدينا مثل يقول الصديق عند الضيق وقد بات جميع الأوكرانيين يعلمون الآن أن قطر وشعبها أصدقاء حقيقيون لأطفالنا وعائلاتنا”.
وبدأت قطر مشروعا جديدا لإعادة تأهيل الأطفال الأوكرانيين والعائلات الأوكرانية، حسب ما أعلنه لوبينيتس، وقالت الخاطر إن هذه الشراكة تمثل تمسك الدوحة بقيمها الإنسانية.
وتستضيف الدوحة حاليا 16 طفلا أوكرانيا وذويهم لتلقي العلاج الطبي والنفسي والاجتماعي، وقال لوبينيتس إن هذا البرنامج سوف يستمر لفترة طويلة جدا.
وقال المسؤول الأوكراني إن الشراكة مع قطر سوف تعيد كافة الأطفال الأوكرانيين المتواجدين في روسيا حاليا.
وفي نوفمبر الماضي، نجحت دولة قطر في إعادة الشاب الأوكراني بوغدان يرموخين إلى ذويه بعد وساطة شاركت فيها الأمم المتحدة، وذلك قبيل تجنيده في الجيش الروسي.
وجاءت الوساطة القطرية بعد مناشدة أطلقها الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي للمساعدة في إعادة يرموخين قبل عيد ميلاده الثامن عشر حتى لا يتم تجنيده في روسيا.
وقال مفوض البرلمان الأوكراني إن الشراكة مع قطر ستختص في المساعدة بقضايا إنسانية”، مشيرا إلى أن “دولة قطر اتخذت الخطوة الأولى وأظهرت للجميع أنها قادرة على فعل ذلك”.
وفي أبريل الماضي، استضافت الدوحة أيضا وفدا روسيا برئاسة ماريا لفوفا بيلوفا، مفوضة الرئاسة لحقوق الطفل، في إطار جهود وساطة الدوحة المستمرة لجمع شمل العائلات التي شتتها الصراع الحالي.
وناقشت الخاطر مع الوفد الروسي سبل التعاون لأغراض إنسانية، بما في ذلك لم شمل الأطفال مع ذويهم وغيرهم من الأقارب.
وتستضيف قطر أيضا أسرا روسية ضمن برنامج التعافي الصحي، في إطار تعزيز الثقة وإظهار النتائج الإيجابية الملموسة لعملية الوساطة.
وأواخر العام الماضي، وصف موقع “نيويوركر” الأمريكي الدوحة بأنها المكان الأفضل في العالم للتفاوض من أجل الرهائن، مشيرا إلى أنها كانت وسيطا مفيدا جدا في مفاوضات تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.