سلمت فصائل المقاومة الفلسطينية ردها على الخطة المقترحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى الوسطاء في قطر ومصر، حسب ما نقلته قناة الجزيرة عن مصادر سياسية مساء أمس الثلاثاء.
وقالت المصادر إن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة سلما الرد على المقترح الإسرائيلي إلى رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وشمل الرد تعديلات على المقترح المقدم من جانب الاحتلال على نحو يشمل وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع بشكل كامل بما فيه معبر رفح ومحور فيلادلفيا.
عرض هذا المنشور على Instagram
قطر تعد بمواصلة الوساطة
وأكدت الخارجية القطرية تسلمها رد المقاومة، وقالت إن جهود الدوحة والقاهرة في وساطتهما المشتركة مع الولايات المتحدة مستمرة لحين التوصل إلى اتفاق.
وأشار البيان القطري إلى أن الوسطاء سيقومون بدراسة الرد والتنسيق مع الأطراف المعنية حيال الخطوات القادمة.
ورحبت الولايات المتحدة سريعا برد المقاومة، وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي جون كيربي “علمنا بتسليم حماس ردها إلى قطر ومصر ونحن نقوم بتقييمه”.
وأضاف “من المفيد أننا حصلنا على رد حماس على المقترح ونتحفظ على التعليق بشأنه لحين مراجعته”.
وأشار كيربي إلى أن واشنطن ستأخذ الوقت الكافي لتقييم الرد بالطريقة المناسبة -حسب تعبيره- قبل تحديد الخطوات التالية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أكد أمس الثلاثاء من تل أبيب والأردن أن الخطة المقترحة متوقفة على رد حماس.
وقال بلينكن إنه حصل على وعد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالالتزام بما تم الاتفاق عليه.
وحذر بلينكن من اتساع رقعة الحرب في المنطقة، لكنه رحب بموقف حماس المبدئي من قرار مجلس الأمن الدولي الذي تبنى خطة وقف إطلاق النار.
ولم يعلق وزير الخارجية الأمريكي على حديث مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة ريوت شابير، التي قالت إن “تل أبيب ستواصل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، ولن تدخل في مفاوضات لا معنى لها”.
ويدعو قرار مجلس الأمن -الصادر أمس الاثنين- الطرفين للانخراط في مفاوضات تبادل أسرى بناء على الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أقل من أسبوعين.
ورغم ترحيب بلينكن بموقف حماس من القرار إلا أنه قال إن ما يصدر عن قيادة الحركة داخل القطاع هو الأهم، في إشارة إلى زعيم حماس في الداخل يحيى السنوار وقيادة جناحها العسكري، داعيا تحديد موقفها بالمضي قدما في المقترح من عدمه.
عرض هذا المنشور على Instagram
بيان للمقاومة
وأصدرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بيانا قالتا فيه إن الرد الذي تم تسليمه لكل من قطر ومصر يضع “الأولوية لمصلحة شعبنا الفلسطيني، وضرورة وقف العدوان المتواصل على غزة بشكل تام، والانسحاب من كامل قطاع غزة”.
وأبدت الحركتان الفلسطينيتان جاهزيتهما “للتعامل الإيجابي للوصول إلى اتفاق ينهي هذه الحرب ضد شعبنا انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الوطنية”.
ونقلت رويترز عن عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، أن رد المقاومة على اتفاق وقف إطلاق النار المقترح “يفتح الطريق واسعا للتوصل إلى اتفاق”، وأنه “يتسم بالمسؤولية والجدية والإيجابية”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين أمس الثلاثاء أن النقطتين الرئيسيتين في مفاوضات تبادل الأسرى هما رغبة حماس في وقف دائم لإطلاق النار وتمسك إسرائيل بتحقيق نصر كامل غير قابلتين للتحقق، حسب قولهما.
وقالت المصادر إن حماس تضغط للحصول على مزيد من الضمانات بأن الصفقة ستؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأمس الاثنين، قال مسؤولون في إدارة بايدن لشبكة “سي إن بي سي”، إن واشطن ربما تتفاوض على اتفاق أحادي الجانب مع حماس لضمان إطلاق سراح خمسة أمريكيين محتجزين في غزة، إذا فشلت محادثات وقف إطلاق النار الحالية التي تشمل إسرائيل.
وقال المسؤولون، الذين تم إطلاعهم جميعا على المناقشات، إن مثل هذه المفاوضات لن تشمل إسرائيل وسيتم إجراؤها من خلال محاورين قطريين، كما جرت العادة في المحادثات الحالية.