دشنت دولة قطر اليوم الخميس، جسرا بريا إنسانيا بين العاصمة الدوحة ومدينة العريش المصرية، لنقل المساعدات إلى أهالي قطاع غزة، بحضور وزيرة الدولة للتعاون الدولي مريم بنت علي المسند.
ويأتي الجسر البري امتدادا للدعم القطري للشعب الفلسطيني، خاصة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
ويجسد الجسر البري الإنساني التزام الدولة الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وتسهيل وصول الإغاثة العاجلة عبر مسار بري مباشر يعزز الجهود الإنسانية على الأرض.
إعادة الإعمار
وفي سياق متصل، شرعت اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، بالتعاون مع بلدية غزة وعدد من المؤسسات الشريكة، في تنفيذ حملة شاملة لإعادة فتح الشوارع وإزالة الركام من أحياء المدينة المدمرة، ضمن جهود مستمرة لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة بفعل حرب الإبادة الأخيرة على القطاع.
وتهدف هذه الحملة إلى تمكين المواطنين من العودة إلى مناطق سكناهم، واستعادة الحد الأدنى من الخدمات الأساسية التي دمرتها آلة الحرب، وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
وفي مؤتمر صحفي، أكد رئيس بلدية غزة المهندس يحيى السراج أن الأولوية حاليا هي إعادة فتح الشوارع الرئيسة، بالتعاون مع اللجنة القطرية لإعادة الإعمار ومؤسسات محلية ودولية أخرى.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تُعدّ أساسية في تمكين الناس من العودة إلى مناطقهم المتضررة بعد حرب الإبادة التي شنها الاحتلال على القطاع.
وقال السراج “أولويات البلدية تتضمن حاليًا إزالة الركام وفتح الطرق، إلى جانب العمل على تأهيل مرافق المياه، ومعالجة كارثة شبكات الصرف الصحي التي دمرها الاحتلال بشكل شبه كامل، إضافة إلى جمع النفايات المتكدسة التي تشكل خطرا بيئيا وصحيا حقيقيا”.
كما وجه السراج شكره لدولة قطر على دعمها المتواصل ومساهمتها الفعالة في تمويل مشروع فتح الشوارع، داعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل من أجل التخفيف من آثار الكارثة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع، جراء تدمير الاحتلال للمرافق المدنية والخدمية خلال الحرب.
إنهاء الحرب
ووقع قادة كل من الولايات المتحدة وقطر وتركيا ومصر الاثنين قبل الماضي، على وثيقة وقف إطلاق النار الشامل في القطاع، متضمنا إجراءات إنسانية وأمنية لإعادة الإعمار، والشروع بعملية سياسية طويلة الأمد.
ودخلت المرحلة الأولى منها حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، والتي تتضمن وقف الحرب، وانسحابا متدرجا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاقا متبادلا للأسرى، ودخولا فوريا للمساعدات إلى القطاع.
جدير بالذكر أن لدولة قطر دور بارز عبر جهود دبلوماسية وسياسية حثيثة في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي يمثل بارقة أمل حقيقية لإنهاء معاناة الفلسطينيين والمحتجزين، وذلك انطلاقا من التزامها بالواجب القومي والديني والإنساني.
وظلت قطر منذ اندلاع العدوان على القطاع في 7 أكتوبر عام 2023، من أكثر الأطراف نشاطا وفاعلية في جهود الوساطة المختلفة الرامية لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار وإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.