قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن اتفاق تبادل السجناء الذي توسطت فيه الدوحة مؤخرا بين الولايات المتحدة وإيران قد لا يؤدي لاتفاق نووي جديد لكنه خطوة مهمة لاستعادة الثقة بين الجانبين وسيؤدي بالتأكيد إلى بيئة أفضل.
وفي لقاء مع شبكة “CNN” الأمريكية أمس الأربعاء، قال رئيس الوزراء “لقد كنا نقوم بهذا التوسط بين البلدين، والتوسط في قضايا مختلفة، منذ عقود. ومن خلال تجربتنا، نعلم أنه في المواقف المعقدة، تحتاج إلى فكها من خلال إعادة بناء الثقة بين الأطراف”.
وأضاف “ما حدث بالأمس كان في الواقع لبنة كبيرة لإعادة بناء الثقة بين البلدين”.
وأعرب رئيس الوزراء القطري عن أمله بـ”أن يكون كلا البلدين مقتنعا بأن هذا سيؤدي إلى خلق بيئة أفضل للتوصل إلى اتفاق كامل بشأن القضية النووية وأي قضية أخرى عالقة”.
وتحدث رئيس الوزراء القطري في المقابلة عن فخر قطر بالمساعدة في لم شمل العائلات، وأعرب عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الدبلوماسية بشأن قضية الاتفاق النووي.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن: “نحن فخورون جدا برؤية مساعدة قطر في إعادة هؤلاء الأشخاص إلى عائلاتهم بالتأكيد. أعني أننا جميعا وعلى جميع المستويات، سواء من صاحب السمو الأمير أو مني أو من حكومة قطر وشعبها، نحن فخورون للغاية بأن قطر تمكنت من تحقيق مثل هذا الشيء”.
View this post on Instagram
بايدن يشكر سمو الأمير
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعرب عن شكره لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على الجهود التي قام بها من أجل إتمام صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران.
وتم تنفيذ اتفاق تبادل 5 سجناء من كل جانب يوم الاثنين حيث وصل 3 أمريكيون إلى الدوحة قادمين من طهران، فيما توجه اثنان إلى بلد ثالث بناء على طلب منهما.
وأصدر بايدن بيانا بعد تنفيذ الاتفاق، أعرب فيه عن شكره لحكومات قطر وعُمان وسويسرا وكوريا الجنوبية على مساعدتهم في تأمين الإفراج عن الأمريكيين.
وقال الرئيس الأمريكي “أقدم شكرا خاصا لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وسلطان عُمان هيثم بن طارق على مساعدتهما في تسهيل إبرام هذا الاتفاق على مدى أشهر عديدة من الدبلوماسية الصعبة”.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تقديره العميق للدور الذي لعبته قطر خلال العامين الماضيين من أجل التوسط في الاتفاق.
وقال بلينكن إن مفاوضات صفقة تبادل السجناء مع إيران منفصلة تماما عن علاقات واشنطن مع طهران.
وأكد الوزير الأمريكي أنه منذ اليوم الأول كانت الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية متاحة لأغراض إنسانية للشعب الإيراني، مؤكدا أن لدى بلاده الآليات التي تمكنها من الإشراف على أوجه إنفاق الأموال الإيرانية المفرج عنها بموجب الصفقة.
بدوره، اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إطلاق سراح الأمريكيين الخمسة مزدوجي الجنسية “عملا إنسانيا بحتا”، وقال إنه قد يفتح المجال لإجراءات إنسانية أخرى في المستقبل بين طهران وواشنطن.
كما ثمنت وزارة الخارجية الإيرانية دور دولة قطر المؤثر في عملية انتقال أصول مالية إيرانية وتبادل السجناء مع واشنطن، ووجهت الشكر لسلطنة عمان وسويسرا على جهودهما.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان إن إنفاق الأموال المحررة في قطر سيتم بناء على احتياجات إيران وأولوياتها.
View this post on Instagram
مقدمة لتفاهمات أوسع
بدوره، قدّم رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، شكره للشركاء الذين أسهموا في نجاح الاتفاق الأمريكي الإيراني، لا سيما سلطنة عمان.
وقال الشيخ محمد إن قطر مستمرة في المساهمة في كل ما من شأنه تعزيز أمن المنطقة والعالم، معربا عن أمله في أن يمهد الاتفاق الأخير إلى مزيد من التفاهمات، وفق تعبيره.
ورحب مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باتفاق تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران، وقال إن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل من أجل إطلاق سراح مواطنيه من حملة الجنسية المزدوجة والمعتقلين في إيران.
وكانت الخارجية القطرية قد أعلنت يوم الاثنين بدء تنفيذ اتفاق الوساطة بين واشنطن وطهران، بإطلاق الأخيرة سراح 5 أمريكيين، وتحويل الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية للدوحة.
وأعلن وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد الخليفي في بيان بدء تنفيذ الاتفاق بعد أقل من شهر من توصل إيران والولايات المتحدة لصفقة بوساطة قطرية لتبادل سجناء ورفع التجميد عن أصول إيرانية بالخارج.