طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة لما وصفه بـ”تطهير” قطاع غزة، مطالبا الأردن ومصر بإيواء اللاجئين الفلسطينيين من القطاع، واصفا غزة بـ”المكان المهدم”.
وقال الرئيس الأمريكي وفقا لما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”، “أنتم تتحدثون عن مليون ونصف المليون شخص على الأرجح، ونحن فقط ننظف هذا الأمر برمته ونقول: لقد انتهى الأمر”.
وأضاف ترامب في حديثه للصحفيين على متن طائرة “إير فورس وان” الرئاسية “، إنه تحدث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في وقت سابق أمس السبت، وأثنى عليه لاستضافته أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين. وأضاف أنه يود أن تستقبل الأردن ومصر المزيد من الفلسطينيين.
وتابع: “كل شيء تقريبا مهدم، والناس يموتون هناك. لذلك أفضّل المشاركة مع بعض الدول العربية وبناء مساكن في موقع مختلف حيث يمكنهم ربما العيش بسلام”. وأشار إلى أن نقل السكان قد يكون مؤقتا أو طويل الأمد.
وأكد ترامب أن حكومته رفعت تعليق إدارة بايدن لتوريد قنابل تزن 2000 رطل إلى إسرائيل، وقال إن “هذه القنابل قد توقفت مؤقتا بسبب المخاوف من تضخم حجم الخسائر في صفوف المدنيين في غزة”. وأضاف: “لقد كانوا ينتظرونها منذ فترة طويلة”.
وخلال حملته الانتخابية، قال ترامب إن غزة قادرة على أن تكون “أفضل من موناكو” لو “بُنيت بالطريقة الصحيحة”.
واقترح صهر ترامب الذي كان موظفا في البيت الأبيض جاريد كوشنر في فبراير الماضي أن تخرج إسرائيل المدنيين من غزة لإطلاق العنان لإقامة مشاريع عقارية على الواجهة البحرية.
وفي العام الماضي، عارضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية المحتلة بالقوة. وفقا لواشنطن بوست.
ترحيب إسرائيلي
وفي السياق رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير بخطة ترامب لـ”تطهير” غزة، قائلا “أهنئ الرئيس ترامب على مبادرته بنقل السكان من غزة للأردن ومصر”.
وأضاف بن غفير أن أحد مطالبه “من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي تشجيع الهجرة الطوعية”.
واعتبر الوزير المتطرف أنه حين يطرح “رئيس أكبر قوة بالعالم الهجرة الطوعية للفلسطينيين فمن الحكمة أن تشجعها وتنفذها حكومتنا”.
من جهته، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن “فكرة مساعدة سكان غزة بالعثور على أماكن أخرى لبدء حياة جديدة هي فكرة عظيمة”، وأضاف أنه سيعمل مع نتنياهو ومجلس الوزراء لضمان تنفيذ فكرة مغادرة أعداد كبيرة من غزة إلى دول مجاورة.
تأجيل عودة النازحين
وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أجل موعد عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، والذي كان مقررا أمس السبت، فور إتمام عملية التبادل الثانية ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وزعم الجيش أن هذا التأجيل جاء بسبب عدم الإفراج عن أربيل يهود الذي يدعي الاحتلال أنها مدنية وأنها كانت ضمن هذه المرحلة، في حين اتهمت حركة حماس إسرائيل بالتراجع عن التزامها بالسماح بعودة أكثر من مليون شخص عالقين في الجنوب إلى الشمال.
وسلمت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس أمس السبت، 4 أسيرات إسرائيليات للصليب الأحمر في قطاع غزة، في حين أفرج الاحتلال عن 200 أسير فلسطيني، لكنه لم يسمح بعودة النازحين وفقا لما تم التوافق عليه ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.
نجاح تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، حيث أطلق سراح 4 مجندات أسيرات في غزة، مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال#منصة_مشيرب #اتفاق_وقف_اطلاق_النار#هدنة_غزة pic.twitter.com/oeTebYfFuH
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) January 25, 2025
ونزح معظم سكان الشعب الفلسطيني في غزة البالغ عددهم 2.4 مليون شخص، عدة مرات خلال حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي عليهم منذ السابع من أكتوبر2023.
وبدعم أميركي، ارتكبت تل أبيب بين السابع من أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.