بروفيسور إسرائيلي: نتنياهو يحاول دفن قضية فلسطين وتبرير سلوكه الوحشي في غزة

اطفال من غزة أثناء الاعتداءات الإسرائيلية

كتب رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون، يوناتان مندل، مقالا في صحيفة هآرتس قال فيه إن الحكومة الإسرائيلية بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023 القضاء على القضية الفلسطينية بشكل كامل من خلال فصل عملية طوفان الأقصى عن الصراع المستمر منذ نحو 8 عقود، وتصوير الفلسطينيين في الضفة الغربية على أنهم نازيون يحاولون تدمير إسرائيل.

وقال مندل إن حكومة بنيامين نتنياهو فصلت بين الصراع وإدارة الصراع من جهة وبين النتائج الكارثية لكليهما من جهة أخرى، وذلك للتغطية على مسؤوليتها عن هذا الوضع ومنع التوصل لاتفاق تبادل أسرى وتوفير مبررات لمواصلة الحرب لأسباب سياسية.

وأوضح مندل أن الحكومة الإسرائيلة تسعى إلى اسقاط مسؤوليتها عن الوضع المأساوي في محاواة لكسب تعاطف العالم الغربي. وذكر أن هذه الظاهرة ليست جديدة، مشيرا إلى أن بيني غانتس الذي يحاول أن يكون بديلا لنتنياهو خاض الانتخابات السابقة وهو يتفاخر بأنه أعاد جزءا من غزة إلى العصر الحجري عام 2014.

ونوه مندل أن ادعاء الحكومة بأن غزة فيها 2.5 مليون إرهابي ويجب تسويتها في الأرض أوإلقاء قنبلة نووية عليها هو عمل غير إنساني ولايقود إلى طرق سلمية.

وأضاف أن المسالة لا تتوقف إيضا على غزة فهناك قضايا مركزية كبرى في هذا الصراع كالحرم القدسي الشريف وقضية الأسرى الفلسطينيين والضفة الغربية وقضية الأحتلال والدولة الفلسطينية المستقلة التي لم تحل والتي تدفع الفلسطينيين للمقاومة.

 

تحويل الصراع لحرب دينية

كما وصف الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها من أكثر الحكومات تطرفا وتسعى إلى تحويل الصراع إلى حرب دينية ومواصلة العدوان لأسباب سياسية.

وأشار مندل إلى أن حوالي 2.3 مليون إنسان نصفهم دون 18 عام يعيشون في مساحة ضيقة لا تزيد عن 360 كيلو متر مربع وبدون أي تواصل مع العالم وتحت حصار اسرائيلي.

واعتبر مندل أن طوفان الاقصى هو نتيجة طبيعية للواقع المعاش في غزة وأن إسرائيل هي من تتحمل مسؤوليته لأنها لم تحاول معالجته خلال العقود الماضية.

وقال إن الحكومة ترفض الحكومة أي تسوية سياسية متخذة من طوفان الأقصى ذريعة لتقليص الصراع وتقزيمه ليتحول إلى حرب سياسية، تسعى فيها إلى الأنتصار بأي ثمن، مؤكدا أن الحوار المشترك والتفاهمات السياسية هي الحل الوحيد لأن تجاهل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحظى بدعم جماهيري واسع سيدفع الأمور إلى مزيد من التعقيد.

وحمل مندل إسرائيل المسؤولية الكاملة عما يحدث في غزة مستشهدا بقول رئيس الموساد السابق إفرايم هليفي: “طالما بقيت إسرائيل ترفض التحدث مع حماس، وفي ظل غياب أي بديل، فليس هنالك أي سبب واضح للاعتقاد بأن حماس ستفعل شيئا آخر غير الذي تفعله الآن”.

 

لا بد من التعامل مع حماس

وقال الكاتب إن إسرائيل كان عليها رفع الحصار المفروض على القطاع وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإحداث نقلة نوعية في التعامل مع غزة.

وأكد أن مواصلة الحكومة الإسرائيلية سلوك طرق مستهجنة للغاية في التعامل مع قطاع غزة كزيادة الشرخ بين فتح وحماس وتصعيد الخلاف بين غزة والضفة الغربية، يزيد من مسؤوليتها عن الأوضاع الكارثية الأن.

وأعتبر أن العدوان على غزة لايمثل الحل ولن يقضي على حماس التي ما زالت صامدة لأكثر من عام رغم ألة الحرب التي لم تتوقف، مؤكدا أن القضاء على حماس “أمر مستحيل ولن يحدث”.

وأضاف “ليس هناك سياسة اسرائيلية واضحة أو استراتيجية معلنة بخصوص العدوان غير الأستمرار فيه وعدم الرغبة بالتوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين”.

وقال إن الواضح حاليا هو أن حكومة إسرائيل تحاول صرف الأنظار عن الصراع الفلسطيني وتحويلها إلى أمور أخرى، وأيضا رسم صورة بأن صراعا يدور بين ملاك وشيطان للفت الأنظار عن الوحشية التي يتم التعامل بها ضد سكان القطاع.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/3xx