شهد القطاع العقاري في قطر انتعاشا ملحوظا خلال الربع الثاني من عام 2024، حيث سجلت معاملات البيع ارتفاعا كبيرا، مما يعكس الطلب المتزايد على العقارات السكنية ذات الجودة العالية في المناطق الرئيسية.
ووفقا لتقرير شركة “كوشمان آند ويكفيلد- قطر”، أظهر القطاع العقاري طلبا قويا على المباني السكنية ذات المواصفات العالية، خاصة في المناطق التي استفاد سكانها من انخفاض الإيجارات المستمر منذ عام 2022 في اللؤلؤة.
وشهدت المباني السكنية مثل فيفا بحرية وحدائق فلوريستا زيادة في الطلب، مدفوعة بالتشطيبات الفاخرة، وخدمات إدارة العقارات المتقدمة، والعروض المتكاملة التي يقدمها الملاك.
تقرير “الأصمخ” يؤكد تحقيق سوق عقارات التجزئة في قطر نموا قياسيا بنسبة 200% متجاوزا 18 مليار دولار منذ 2015 حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي.#ريل #قطر #منصة_مشيرب @alasmakh pic.twitter.com/ObgWEcyaBf
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) July 29, 2024
تغيرات في معدلات الإشغال والشواغر
على الرغم من الانتعاش في بعض المناطق، من المتوقع أن ترتفع معدلات الشواغر في الأبراج السكنية القديمة في بورتو أرابيا، حيث تواجه هذه المباني من منافسة شديدة من المشاريع الحديثة. في المقابل، حققت منطقة المارينا في لوسيل معدلات إشغال مرتفعة بفضل الطلب الكبير على الأبراج الجديدة.
وفي مناطق أخرى مثل فوكس هيلز والعركية، سجلت بعض المباني السكنية معدلات شواغر مرتفعة مع تقديم حوافز إيجارية مرنة لجذب المستأجرين.
وتطرق التقرير أيضا إلى تأثير المشاريع السكنية الكبرى المخططة جنوب الدوحة وفي الوكرة، مثل “مدينتنا” و”حدائق الجنوب”، حيث أدى توسع هذه المشاريع إلى زيادة كبيرة في العرض وضغط على معدلات الإشغال والإيجارات في السوق المتوسطة.
وقد أشار المحللون إلى أن “الإيجارات في هذه المشاريع الكبرى قد شهدت انخفاضا منذ عام 2022″، حيث تتراوح حاليا من 3500 ريال قطري للشقة ذات الغرفة الواحدة إلى 5800 ريال قطري للشقة المكونة من ثلاث غرف.
وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال مجمعات الفلل السكنية في الدوحة تحافظ على معدلات إشغال مرتفعة وإيجارات مستقرة، مما يعكس نقصا نسبيا في توفرها مقارنة بقطاع الشقق. وقد أدى هذا النقص إلى ضغوط تصاعدية على الإيجارات في بعض المجمعات السكنية الأكثر شعبية.
وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات جهاز التخطيط والإحصاء زيادة بنسبة 16.4% في معاملات البيع السكني خلال الفترة من يناير إلى مايو 2024 مقارنة بالعام الماضي.
ورغم التراجع المستمر منذ عام 2021 بنسبة 44%، أكد خبراء السوق أن المبيعات لا تزال تهيمن عليها العمليات التي يقوم بها المالكون، بينما يسعى العديد من المستأجرين لتحويل إيجاراتهم إلى تملك عقارات بغرض الحصول على تصاريح سكنية.
وأفاد التقرير بأن خطط الدفع الميسرة للمشاريع الجديدة على الخارطة، التي تقدمها العديد من المطورين في لوسيل، ساهمت في جذب المشترين وتعزيز نشاط السوق، مما يعكس الثقة المتزايدة في السوق العقارية القطرية.