صندوق النقد: كأس العالم يعزز التنوع الاقتصادي في قطر

إستضافت قطر لكأس العالم 2022 أسهمت بشكل كبير في تسريع عملية تنويع اقتصادها مع تحقيق تقدم ملحوظ في البنية التحتية والسياحة.

أفاد صندوق النقد الدولي في تقرير حديث بأن استضافة قطر لكأس العالم 2022 قد سرعت من تحولها الاقتصادي نحو القطاعات غير الهيدروكربونية.

وأشار تقرير الصندوق إلى أن البرنامج الضخم للاستثمار في البنية التحتية، الذي بدأ في عام 2011، قد شمل تطوير الموانئ والطرق ووسائل النقل العام مثل المترو والمطارات، بينما شكلت تكلفة الملاعب نحو 5% فقط من إجمالي الاستثمارات في البنية التحتية.

وأضاف أن قطر لا تزال تستفيد من المكاسب الاقتصادية التي حققتها بعد استضافة البطولة، حيث تضاعف عدد الزوار في عام 2023 مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، ووصلت السياحة إلى مستويات جديدة هذا العام.

فوائد مستمرة وتعزيز السياحة

وأظهرت التحليلات أن برنامج الاستثمار العام ساهم في تنويع الاقتصاد القطري على مدار العقد الماضي، مما ساعد في زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي غير الهيدروكربوني بنسبة 5-6 نقاط مئوية سنويا.

وأشار التقرير إلى أن قطر قد أحرزت تقدما كبيرا في الإصلاحات الهيكلية، بما في ذلك تحسين حماية العمال الأجانب وإلغاء نظام الكفالة، وتطوير بيئة الأعمال لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

كما أحرزت قطر تقدما ملحوظا في الرقمنة، حيث احتلت المرتبة 16 من بين 198 دولة في مؤشر نضج GovTech التابع للبنك الدولي. ومع ذلك، تبقى التحديات الرئيسية تتمثل في الانتقال من النمو المدفوع بالقطاع العام إلى نموذج أكثر تنوعا يعتمد على القطاع الخاص، وهو ما يتطلب إصلاحات جريئة لتعزيز الإنتاجية وخلق بيئة أعمال مواتية، والاستفادة من التقدم في الرقمنة والعمل المناخي.

 

توقعات النمو

ومن المتوقع أن يتضاعف حجم اقتصاد قطر بحلول عام 2031، مدعوما بقدرة البلاد على استعادة إيرادات الحكومة إلى مستويات ما قبل صدمة أسعار النفط في 2014، وفقا لمجموعة ستاندرد تشارترد.

ومن العوامل الرئيسية وراء هذا الانتعاش هي ارتفاع أسعار الهيدروكربونات وزيادة الطلب العالمي على الطاقة، لا سيما في سوق الغاز الطبيعي المسال.

وتتمحور جهود تنويع الاقتصاد القطري حول الاستراتيجية الوطنية للتنمية الثالثة (2023-2030)، التي تلعب دورا حاسما في استعادة الإيرادات الحكومية وتقليل الاعتماد على الهيدروكربونات وتعزيز القدرة على التكيف مع تقلبات الأسعار.

وتشمل جهود التنويع القطاعات غير النفطية مثل العقارات والبناء والخدمات المالية والتجارة والتصنيع واللوجستيات والسياحة، ولم يقتصر دور هذه القطاعات على خلق مصادر دخل جديدة فحسب، بل وفرت أيضا فرص عمل، بدعم من الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية.

 

الدور الفعال للاستثمارات الدولية

ويشير التقرير إلى دور المؤسسات المالية الدولية والاستثمارات الأجنبية في دعم استراتيجية التنوع الاقتصادي لقطر، لا سيما في القطاعات غير النفطية مثل السياحة والتصنيع والمالية واللوجستيات.

ونفذت قطر سلسلة من الإصلاحات لتحسين مناخ الاستثمار، بما في ذلك تخفيف القيود على ملكية الأجانب، وإنشاء المناطق الحرة، وتعزيز الإطار القانوني والتنظيمي للأعمال، مما جذب استثمارات كبيرة في قطاعي البنية التحتية والطاقة من جميع أنحاء العالم.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/3e7