قالت وسائل إعلام عبرية إن المفاوضات الجارية حاليا بشأن تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل حققت تقدما لكنها تتطلب أسابيع من أجل التوصل لاتفاق بسبب وجود بعض الفجوات.
واستأنف الوسطاء التفاوض يوم الأربعاء في الدوحة والقاهرة من أجل المضي قدما في الصفقة المطروحة لكن القناة الـ12 العبرية نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير أن خلافا كبيرا يدور بشأن تواجد قوات الاحتلال وطريقة انتشارها خلال تنفيذ الصفقة.
وقال المصدر إن التقارير التي تخرج من القاهرة بشأن التفاوض متعجلة لأن التوصل لاتفاق يتطلب أسابيع من المفاوضات الدقيقة والمعقدة والجهد الهائل.
وتركز مفاوضات القاهرة بالأساس على انسحاب قوات الاحتلال من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، اللذين تؤكد سلطات الاحتلال أنها لن تغادرهما بل وقالت إنها ستغلق معبر رفح بشكل نهائي وستقوم بتحويله إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي بين غزة وإسرائيل.
عرض هذا المنشور على Instagram
قضايا كبرى محل خلاف
ومع ذلك، قالت القناة الـ13- إن قادة المفاوضات متفائلون بعد اجتماعات الدوحة التي قالوا إنها حققت تقدما لكنهم طلبوا تخفيف الحماس بشأن النتائج المتوقعة.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن هناك “قضايا لم يتم التوافق بشأنها، خصوصا الوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع وطبيعة انتشاره مع بدء تنفيذ الصفقة، وأيضا أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم”.
وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة -أور هيلر- إن قادة الجيش والموساد وكافة الأجهزة الأمنية يقولون إن استعادة الأسرى أحياء لن يتم دون التوصل لاتفاق وإن الظروف أصحبت مهيأة للمضي قدما في هذا الخيار.
كذلك قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر إن استعادة الأسرى لن يكون إلا من خلال صفقة لأن إسرائيل فشلت في استعادة عدد كبير منهم خلال 9 أشهر من الحرب.
وأضاف في مقابلة مع القناة الـ12 أن الصفقة الأولى -التي توسطت فيها دولة قطر- أعادت عددا كبيرا من الأسرى، وأن هذه الصفقة “ستؤدي إلى إطلاق سراح المزيد منهم ولا خيار أمامنا لأنه لا توجد صفقة مريحة، وكل الصفقات مؤلمة”.
وفي الولايات المتحدة، قال جون كيربي -المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض- لشبكة “CNN”، إن واشنطن “متفائلة بحذر” بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، مضيفا أن “الفجوات بين الجانبين يمكن تضييقها”.
في الوقت نفسه، قال وزير الجيش يوآف غالانت إن هناك فرصة للتوصل لاتفاق يجب اقتناصها لأنها قد لا تتكرر مرة أخرى، فيما قال رئيس أركان الاحتلال هيرتسي هاليفي إن الصفقة ضرورية ومهمة لإسرائيل من الناحية الاستراتيجية.
في المقابل، قال المبعوث الأمريكي للمنطقة بريت ماكغورك إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو أكد له خلال لقاء في تل أبيب أنه لن يتنازل عن “الخطوط الحمراء” في أي اتفاق محتمل.
وفي وقت سابق، قال نتنياهو إنه لن يقبل بأي اتفاق لا يضمن لإسرائيل حقها في استئناف الحرب حتى تحقيق أهدافها، ومنع النازحين من العودة لشمال القطاع، ومنع تهريب الأسلحة من مصر إلى غزة، أي مواصلة السيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وهي أمور ترفضها المقاومة بشكل كامل وتقول إنها لن تقبل بأي اتفاق ينص عليها.
عرض هذا المنشور على Instagram
اتفاق إطاري
ومع ذلك، نقلت واشنطن بوست عن مسؤول أمريكي يوم الأربعاء بأن المفاوضين في الدوحة توصلوا إلى اتفاق إطاري للصفقة المحتملة وإن العمل جار الآن لبحث كيفية تطبيقه.
وقال المسؤول إن تفاصيل تطبيق الاتفاق محل الحديث معقدة ومن المتوقع أن تستغرق وقتا للعمل عليها، مشيرا إلى أنها تنص على إنهاء الحرب على 3 مراحل تتضمن ما يلي:
- المرحلة الأولى: يتوقف فيها إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، تقوم خلالها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا، بما في ذلك جميع المحتجزات والجرحى والرجال فوق الـ50 عاما، مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، وسحب قواتها نحو الحدود الشرقية لغزة.
- تدفق المساعدات الإنسانية وإصلاح المستشفيات والبدء بإزالة الأنقاض.
- المرحلة الثانية: وفقا للمسؤول الأمريكي فإن طريقة الانتقال إلى هذه المرحلة يمثل عقبة في المفاوضات حتى الآن لأنها تشمل الاتفاق بين الطرفين على وقف دائم للأعمال القتالية مع الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
وقال المسؤول الأمريكي إن كل طرف يخشى أن يستغل الطرف الآخر المرحلة الأولى للعودة إلى القتال، لكنه أكد أن حركة حماس قبلت “اللغة المطمئنة” لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي أقر الشهر الماضي وينص على أن وقف إطلاق النار سيستمر بعد المرحلة الأولى طالما استمرت المفاوضات.
- المرحلة الثالثة: تنص على خطة سلام وإعادة إعمار متعددة السنوات، كما نص عليه قرار الأمم المتحدة.
وينص قرار مجلس الأمن الذي تم تمريره بأغلبية ساحقة على انه “إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع للمرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيظل مستمرا ما دامت المفاوضات مستمرة”.
وسيعمل الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون على ضمان استمرار المفاوضات حتى يتم التوصل إلى جميع الاتفاقات والبدء في المرحلة الثانية.