نقلت وسائل إعلام عبرية تفاصيل ما يجري في الغرف المغلقة للحكومة الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى، التي يجري التفاوض بشأنها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقالت القناة الـ13 إن إسرائيل لم تتلق بعد ردا من حركة حماس بشأن صفقة التبادل المحتملة، وإنها تتوقع وصول الرد من دولة قطر في غضون ساعات.
وصيغت ملامح الاتفاق نهاية الأسبوع الماضي خلال اجتماع في باريس حضره رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع مدراء مخابرات مصر وأمريكا وإسرائيل.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن في جلسة بالمجلس الأطلسي إن المفاوضات حققت تقدما جيدا لم يكن موجودا قبل أسابيع قليلة، مؤكدا أن وقف الحرب وإعادة الأسرى يمثلان أولوية بالنسبة لدولة قطر.
وفي مقابلة مع فوكس نيوز، قال الشيخ محمد إن المفاوضات حققت ما لم تحققه الحرب، محذرا من أن حربا إقلميية تلوح في الأفق ما لم يتم وقف العدوان على غزة.
وفي مقابلة مع الإذاعية الوطنية الأمريكية قال رئيس الوزراء أيضا إن قطر تأمل في ألا تتم عرقلة جهود الوساطة في الوقت الحالي، فيما أكد المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري أن المفاوضات في نقطة جيدة.
وسبق أن اتهمت قطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته من المتطرفين بمحاولة عرقلة الوساطة من أجل مواصلة الحرب، وهو ما أكدته يديعيوت آحرونوت أيضا.
ويوم الثلاثاء، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إن الحركة تسلّمت مقترح الصفقة الذي تم تداوله في إطار مساعي وقف الحرب على غزة، وأنها بصدد دراسته.
عرض هذا المنشور على Instagram
إسرائيل مستعدة لتنازلات كبيرة
في غضون ذلك، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن هناك تفاؤلا بشأن إمكانية تحريك الصفقة، رغم أن الإعلان عن أنها ستبدأ مطلع الأسبوع المقبل كان سابقا لأوانه، وفق مسؤول إسرائيلي.
ومن المقرر أن يصل هنية اليوم الخميس إلى مصر لبحث اتفاق الهدنة الجديد، كما سيعود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة خلال أيام، وفق ما نقل عن مسؤول أمريكي.
وقال مصدر غي الحركة تدرس اقتراحا يتألف من 3 مراحل، تنص الأولى منها خاصة على هدنة مدتها 6 أسابيع يتعيّن على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، مقابل 35 إلى 40 محتجزا إسرائيليا، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوميا.
وتطالب الحركة بوقف إطلاق النار بشكل كامل كشرط مسبق لأي اتفاق، بينما تتحدث الحكومة الإسرائيلية عن هدنة في المعارك رافضة وقف عمليتها في غزة.
وقال سليمان مسودة مراسل الشؤون السياسية في قناة “كان” إن هناك تفاؤلا في أوساط السياسيين بشأن المفاوضات الجارية، مشيرا إلى أن الأمر متوقف على رد زعيم حماس في الداخل يحيى السنوار، على الصفقة المطروحة.
ونقل المراسل عن مسؤولين مطلعين أنهم جاهزون لإجراء تغييرات كبيرة في حال وصلهم رد إيجابي من حماس.
وأضاف “بعيدا عن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (بشأن مواصلة الحرب)، فإن أي رد إيجابي من حماس سيقابل بتغييرات إيجابية، وقرارات حكومية في غاية الصعوبة”.
وأكد أن الأمر يبدو متعلقا بوقف طويل الأمد للقتال، وبنوعية وعدد الأسرى الفلسطينيين -أيضا- الذين سيُفرج عنهم ضمن الصفقة.
وفي السياق، قالت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ13 موريا وولبيرغ، إن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هدّد نتنيناهو بهدم الحكومة، وذلك في لقاء خاص جرى يوم الأحد الماضي، لبحث مفاوضات باريس بشأن الأسرى.
وأكدت وولبيرغ أن “بن غفير هدد صراحة بأنه سينسحب من الحكومة إذا أُوقف إطلاق النار، أو أُفرج عن أسرى فلسطينيين قتلوا إسرائيليين بأعداد كبيرة”.
كما قال الكاتب توماس فريدمان في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز إن إسرائيل تخسر الآن على عدة جبهات، مشيرا إلى أنها خسرت حرب السرد على غزة ومثلت أمام محكمة العدل الدولية.
وأضاف أنها تفقد أيضا القدرة على الحفاظ على أمنها, وتخسر على جبهة الاستقرار الإقليمي حيث باتت هدفا لحماس وحزب الله والحوثيين والمليشيات الشيعية في العراق.
وأكد فريدمان أن إسرائيل لا تستطيع كسب الحلفاء العرب أو حلف شمال الأطلسي (الناتو) للانتصار في الحرب لأنها ترفض اعتماد أي مبادرة لرعاية شريك فلسطيني شرعي وذي مصداقية.
كما طالب مقال في موقع “ذا هيل” الديمقراطيين في الولايات المتحدة بالضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية واتفاق نووي مع إيران.
وأشار الموقع إلى ضرورة أن يصاحب التوصل إلى اتفاق نووي متجدد مع إيران تحرك أمريكي حازم بشأن المفاوضات التي تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، لأن أحدهما لا يعمل دون الآخر.
وقالت “هآرتس” في افتتاحيتها إنه يجب على إسرائيل أن تنضم إلى أمريكا وبريطانيا في قول: نعم للدولة الفلسطينية، في ظل انضمام المزيد من الدول الداعمة لهذا التوجه.
وأضافت الصحيفة أن بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة فشلا في استيعاب هذه الصحوة السياسية، مضيفة “يبدو أن واشنطن ولندن تدركان أن من المستحيل العودة إلى المماطلة الدبلوماسية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وفي يديعوت آحرونوت، قال الكاتب أورلي أزولاي إن نتنياهو يلجأ إلى التسويف والمماطلة في الوقت، على أمل عودة دونالد ترامب لرئاسة أمريكا ما يمثل بالتالي مفتاح بقائه السياسي.
ويرى الكاتب أن ترامب يتمتع بالإعجاب في إسرائيل لأنه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكنها خطوة ثبت أنها جوفاء، وفق قوله.
وفي مجلة “فورين أفيرز”، قال مقال إن الشرق الأوسط يواجه لحظة عصيبة بسبب إراقة الدماء المروعة في غزة، وقد ينزلق إلى مزيد من الأزمات.
وأضاف أن الدول الكبيرة في الشرق الأوسط وحدها القادرة على إصلاح وصياغة نظام إقليمي للمنطقة وبناء مستقبل مختلف لأن النشاط العسكري والدبلوماسي الأمريكي لم يغرِس الثقة.