تعيش إسرائيل حالة تأهب قصوى تحسبا لرد إيراني محتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت اجتماعا أمنيا مساء الأحد لبحث الرد على الهجوم المحتمل.
وفي وقت سابق، قال نتيناهو إن إسرائيل متأهبة دفاعيا وهجوميا لكل سيناريو، وإنها تخوض حربا متعددة الجبهات ضد “محور الشر الذي تقوده إيران”.
عرض هذا المنشور على Instagram
مخبأ سري واستعداد للحرب
ووفقا لموقع “والا” الإسرائيلي، فإن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) يقوم بتجهيز مخبأ للقيادة تحت الأرض في القدس المحتلة، يتحصن فيه كل من نتنياهو وقادة الجيش والأمن، تحسبا لهجوم إيراني مرتقب.
وقال الموقع إن المخبأ يمكن المكوث فيه فترة طويلة ومزود بأجهزة إدارة وتحكم مرتبطة بوزارة الجيش بتل أبيب ومحصن ضد كل أنواع الأسلحة ومنها الكيميائية.
ونقلت هيئة البث العبرية عن وزيرة المواصلات ميري ريغيف قولها إن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم فقد تستعين بطائرات سلاح الجو وحافلات بحرية من اليونان.
وأضافت أن ريغيف تجري تقديرا للموقف مع شركات الطيران الإسرائيلية وإدارة مطار بن غوريون وأن وزير الطاقة إيلي كوهين اتخذ قرارا بزيادة مخزون الفحم والوقود إلى الحد الأقصى.
وأوضحت الهيئة أن الشرطة والجبهة الداخلية تجريان مناقشات حول آليات التنسيق خلال الحرب. فيما قال وزير الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل جاهزة للهجوم والدفاع برا وبحرا وجوا.
وأضاف غالانت خلال زيارته للوحدة التكنولوجية البرية، أن “العدو سيدفع ثمنا باهظا إذا قرر مهاجمة إسرائيل”.
عرض هذا المنشور على Instagram
هجمات متزامنة
في غضون ذلك، نقلت وكالة بلومبيرغ عن مسؤولين إسرائيليين أنهم يتوقعون هجمات متزامنة من إيران وحزب الله والحوثيين. كما نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن تقديرات، أن إيران قد تهاجم إسرائيل بصواريخ باليستية متطورة جدا، منها “شهاب 3″ و”خيبر شكن”.
وأوضحت الصحيفة أن بعض هذه الصواريخ، التي استخدمتها إيران في مهاجمة إسرائيل قبل أشهر، يصعب رصدها، وهي قادرة على تجاوز المنظومات الدفاعية.
وتشير التقديرات إلى أن تأخير الهجوم الإيراني راجع إلى الوقت الذي يتطلبه تحضير الصواريخ الباليستية للإطلاق، كما أنه قد يكون جزءا من حرب نفسية تُسبب خسائر كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي.
وفي السياق، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين أن قائد القيادة الوسطى مايكل كوريلا وصل إلى الشرق الأوسط وسيزور تل أبيب اليوم الاثنين.
وقال الموقع إن الهدف من الزيارة هو محاولة حشد نفس التحالف الإقليمي الذي دافع عن إسرائيل ضد هجوم من إيران في 13 أبريل الماضي.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن إيران وحزب الله لا يزالان يعملان على خططهما العسكرية للموافقة عليها على المستوى السياسي.
عرض هذا المنشور على Instagram
هجوم خلال ساعات
وكان وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد أبلغ نظراءه من دول مجموعة السبع يوم الأحد أن هجوما من إيران وحزب الله ضد إسرائيل قد يبدأ في وقت مبكر من اليوم الاثنين، وفقا لما نقله موقع أكسيوس عن ثلاثة مصادر مطلعة على المكالمة.
وعقد بلينكن المؤتمر الهاتفي للتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة المقربين ومحاولة توليد ضغوط دبلوماسية في اللحظة الأخيرة على إيران وحزب الله لتقليل ردهما قدر الإمكان. وأكد أن الحد من تأثير ضرباتهما هو أفضل فرصة لمنع الحرب الشاملة.
وتعهدت إيران وحزب الله بالرد على اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في بيروت. وقالت المصادر لأكسيوس إن بلينكن أكد أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران وحزب الله سيردان على حد سواء.
ووفقا للمصادر، فقد أبلغ بلينكن الحلفاء بأن طبيعة الهجوم الإيراني المرتقب ليست معروفة على عكس الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في 13 أبريل الماضي عندما أطلقت مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ باتجاه إسرائيل، وتدخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها لاعتراض معظمها.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة لا تعرف التوقيت الدقيق للهجمات لكنه أكد أنها قد تبدأ في وقت مبكر من 24-48 ساعة القادمة -أي في وقت مبكر من اليوم الاثنين- حسبما ذكرت المصادر.
وأبلغ وزير الخارجية نظراءه أن الولايات المتحدة تبذل جهودا لكسر الدائرة التصعيدية من خلال محاولة الحد من الهجمات التي تشنها إيران وحزب الله قدر الإمكان ثم كبح جماح الرد الإسرائيلي.
وطلب بلينكن من وزراء الخارجية الآخرين ممارسة ضغوط دبلوماسية على إيران وحزب الله وإسرائيل للحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس.
وأبلغ بلينكن وزراء خارجية مجموعة السبع أن تعزيز القوات الأمريكية في المنطقة كان لأغراض دفاعية فقط، حسبما ذكرت المصادر.
وقال أحد المصادر التي حضرت المكالمة إن بلينكن بدا محبطا عندما أطلع الوزراء على المحادثات الأخيرة مع إسرائيل بشأن صفقة الأسرى في غزة ووقف إطلاق النار.
وقال بلينكن إن الإدارة شعرت بأنها “قريبة من تحقيق اختراق” قبل الاغتيال في طهران. وأضاف أن الاتفاق أصبح ضروريا الآن أكثر من أي وقت مضى. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر التعليق.
وقال وزراء مجموعة السبع في بيان “نعرب عن قلقنا العميق إزاء ارتفاع مستوى التوتر في الشرق الأوسط والذي يهدد بإشعال صراع أوسع في المنطقة”.
عرض هذا المنشور على Instagram
استعداد أمريكي
وبدأت الولايات المتحدة تعزيز قواتها في الشرق الأوسط تحسبا لرد إيراني محتمل على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران.
وتحدث الرئيس جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفيا يوم الخميس للحيلولة دون اندلاع حرب واسعة بسبب الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في بيروت وطهران.
واعترفت إسرائيل علنا باغتيال أكبر القادة العسكريين بحزب الله اللبناني فؤاد شكر في هجوم على ضاحية بيروت الجنوبية ولم تتبن اغتيال هنية في طهران، لكن مسؤولين أمريكيين أكدوا أنها هي من نفذت العملية.
وقال مسؤولون أمريكيون لـ”أكسيوس” إن إدارة بايدن باتت مقتنعة بأن إيران ستهاجم إسرائيل في غضون أيام ردا على اغتيال الزعيم السياسي لحماس في طهران وإنها تستعد لمواجهتها.
وقال البيت الأبيض إن بايدن “أكد خلال الاتصال التزامه بأمن إسرائيل ضد جميع التهديدات سواء من إيران أو من حماس أو من حزب الله أو الحوثيين“.

