وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الخميس إلى العاصمة السعودية الرياض في أول زيارة منذ استعادة العلاقات بين البلدين في مارس الماضي.
وهذه أول زيارة يجريها وزير خارجية للمملكة منذ عشر سنوات.
وفي وقت سابق اليوم، قالت وكالة إرنا الإيرانية إن عبد اللهيان سافر إلى الرياض على رأس وفد رفيع، مشيرة إلى أنه سيجري مباحثات مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وعدد من المسؤولين السعوديين.
ومن المقرر أن يبحث الوزير الإيراني خلال زيارته العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الدولية التي تهم البلدين، وفق الوكالة.
وقال عبد اللهيان يوم الاثنين الماضي إن سفيري البلدين سيستقران في العاصمتين خلال أيام، مؤكدا أن سفير طهران لدى الرياض سيسافر معه إلى المملكة.
وافتتح مسؤولون إيرانيون سفارة طهران في الرياض يوم 6 يونيو الماضي، وعينَّت إيران مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج علي عنايتي سفيرا لدى السعودية.
واتفق البلدان في العاشر من مارس الماضي على استعادة العلاقات التي توقفت نحو 8 سنوات، وذلك بعد اتفاق رعته بكين.
وقطع البلدان خطوات كبيرة منذ ذلك الحين على طريق استعادة زخم العلاقات وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري والسياسي.
وقال السفير الإيراني الجديد لدى الرياض علي عنياتي إن طهران تسعى إلى “ترسيخ عنصر الاقتصاد في العلاقات الثنائية”، وتأمل في رفع مستوى التبادل التجاري إلى مستويات تفوق ما هي عليه.
وهذا اللقاء الرابع بين وزيري خارجية البلدين منذ اتفاق استئناف العلاقات.
وتعمل الرياض حاليا على الانتهاء من تجهيز مقار بعثاتها الدبلوماسية في إيران، ونقلت قناة الشرق السعودية عن مصادر لم تسمها أن الإعلان عن افتتاح سفارة الرياض في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، بات وشيكاً، وسيعلن عنها بشكل رسمي قريبا خلال مراسم لرفع العلم.
وقالت المصادر ذاتها، إن البعثة الدبلوماسية السعودية ستباشر مهام عملها من فندقي “أسبيناس بلاس” في العاصمة الإيرانية طهران، و”ميثاق” في مشهد، إلى حين الانتهاء من إعادة تأهيل مقراتها الدائمة.
وزار وزير الخارجية السعودي طهران منتصف يونيو الماضي تلبية لدعوة عبد اللهيان، في زيارة كانت الأولى لمسؤول سعودي رفيع منذ أكثر من عقد.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي من العاصمة الإيرانية، أن “العلاقات بين البلدين تقوم على أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل للاستقلال والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
وأضاف أن “التعاون بين السعودية وإيران مهم فيما يتعلق بالأمن الإقليمي، لاسيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية”، وشدد على أهمية التعاون بين جميع دول المنطقة لضمان خلوها من أسلحة الدمار الشامل.
من جانبه قال عبد اللهيان آنذاك إن الأمن الإقليمي لا يمكن ضمانه إلا من الفاعلين الإقليميين، في إشارة إلى أهمية التعاون بين طهران والرياض في تعزيز أمن المنطقة.
وأضاف: “تعتبر إيران أن للأمن مفهوم أوسع من التكافؤ العسكري، ليشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية”.
وخلال زيارته إلى طهران، في يونيو الماضي، التقى وزير الخارجية السعودي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لتسليمه دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة.
ومن المفترض أن تتم زيارة رئيسي للرياض قريبا من أجل وضع اللمسات الأخيرة على عملية المصالحة بين البلدين.
وحتى هذه اللحظة لم يكشف مسؤولو البلدين عن الموعد المتوقع لزيارة الرئيس الإيراني إلى السعودية، إلا أن بعض التصريحات الإيرانية ألمحت إلى أن تفاصيل الزيارة ستُبحث خلال تواجد عبد اللهيان في الرياض.
الأولى منذ 10 سنوات
وكان وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر صالحي، قد زار السعودية في مايو 2013، للمشاركة في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في مدينة جدة.
ودعت السعودية في مايو 2014، وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف إلى المشاركة في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في الرياض.
لكن ظريف قال في يونيو من نفس العام إنه “لا يستطيع تلبية الدعوة”، إذ أن موعدها المقترح يتزامن مع مفاوضات الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015.
وأوفدت إيران آنذاك حسين أمير عبد اللهيان، الذي كان يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، لحضور الاجتماع، ولقاء وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل في أغسطس من العام ذاته.
أضف تعليقا