قال موقع أكسيوس الأمريكي إن هناك انقسامات عميقة بين إدارة الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الهجوم الذي يريد الأخير شنّه على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ونقل الموقع عن مصادر أن هذه الانقسامات كانت واضحة جدا خلال اجتماع ضم مسؤولين كبارا من الجانبين، حيث تحول الهجوم على المدينة الواقعة على الحدود مع مصر وتضم أكثر من مليون ونصف مليون إنسان، قضية مركزية حتى في المفاوضات الجارية بشأن تبادل الأسرى.
ولم تبد الولايات المتحدة رفضا واضحا على العملية التي تقول منظمات أممية إنها قد تكون سببا في كارثة إنسانية، لكنها طلبت خطة إسرائيلية واضحة بشأن الطريقة التي ستتم بها حماية المدنيين قبل بدء العملية.
ونقل الموقع الأمريكي عن المصدر الذي قال إنه قريب من الاجتماع الأمريكي الإسرائيلي الأخير، أن المسؤولين من واشنطن وتل أبيب أمضوا ساعتين ونصف الساعة في اجتماع افتراضي هذا الأسبوع.
وجاء الاجتماع بعدما ألغى نتنياهو زيارة كان سجيريها وفد إسرائيلي لواشنطن من أجل مناقشة خطة اجتياح رفح.
وترأس الاجتماع من الجانب الأمريكي مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، فيما شارك فيه من الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر (المقرب من نتنياهو) ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.
وشارك في اللقاء أيضا العديد من مسؤولي الدفاع والسياسة والاستخبارات من كلا الجانبين، وقد ركز جزء كبير من النقاش على كيفية إجلاء أكثر من مليون فلسطيني من جنوب القطاع.
عرض هذا المنشور على Instagram
خطة غير مقنعة
وقالت المصادر لأكسيوس إن إدارة بايدن قلقها من أن يؤدي الإخلاء السريع وغير المنظم لمنطقة رفح إلى كارثة إنسانية، مشيرة إلى أن الإسرائيليين قدموا أفكارا عامة بشأن عملية الإخلاء.
وأوضح الإسرائيليون أن التنفيذ قد يستغرق أربعة أسابيع على الأقل –وربما أطول– حسب الوضع على الأرض، لكن الأمريكيين ردوا بأن هذا “تقدير غير واقعي”، وأبلغوا الإسرائيليين بأنهم “يقللون من صعوبة المهمة”.
وقال مصدر لأكسيوس إن أحد المسؤولين الأمريكيين أبلغ الجانب الإسرائيلي بأن عملية إخلاء مدروسة تتطلب ما يصل إلى 4 شهور، وهو ما رفضه الإسرائيليون، حسب المصادر.
عرض هذا المنشور على Instagram
تحذير أميركي
وقال أحد المصادر: “من الواضح للجميع أنه سيتعين علينا إيجاد حل وسط هنا”، فيما قال مصدران إن سوليفان حذر الإسرائيليين في الاجتماع من أن منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) قد تصدر في الأسابيع القليلة المقبلة إعلانا عن المجاعة في غزة.
وأبلغ سوليفان الإسرائيليين أيضا أنه إذا حدث ذلك فسيكون هذا هو الإعلان الثالث فقط من نوعه في القرن الحادي والعشرين، وإن ذلك “سيكون سيئا لإسرائيل والولايات المتحدة”.
ووفقا لمصدرين، قال الإسرائيليون إنهم لا يتفقون مع أن غزة على حافة المجاعة، وزعموا أن الجيش الإسرائيلي لديه أفضل المعلومات حول الوضع في القطاع، وإن التقديرات الأخرى تستند إلى معلومات كاذبة.
وقال أحد المصادر إن الجانب الأمريكي أبلغ الإسرائيليين أنهم الوحيدون في العالم الذين يزعمون أن غزة ليست على وشك المجاعة.
وأضاف أن الولايات المتحدة أوضحت أنها لا تتفق مع التقييم الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالوضع في شمال غزة، وشددت على أن إنكار المشكلة ليس موقفا جيدا بالنسبة لإسرائيل.
عرض هذا المنشور على Instagram
أفكار بديلة
وقال مصدران على دراية مباشرة بالاجتماع إن الولايات المتحدة قدمت أيضا أفكارها الأولية لنهج بديل لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح جنوبي القطاع.
وقال المصدران إن البديل الأمريكي، الذي تم تقديمه بعبارات واسعة، يشمل عزل رفح عن بقية قطاع غزة، وتأمين الحدود بين مصر وغزة، والتركيز على استهداف كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في المدينة، وتنفيذ غارات بناء على معلومات استخباراتية.
وقالت المصادر إن الرسالة الرئيسية من الولايات المتحدة كانت أنه بينما تحتاج حماس إلى الهزيمة في رفح، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى العمل بشكل أبطأ وبكثافة أقل مما فعل في مدينة غزة وخان يونس.
وفي بيان مشترك بعد الاجتماع، قال الطرفان إنهما اتفقا على أنهما يشتركان في الهدف المتمثل في رؤية حماس مهزومة في رفح.
وجاء في البيان أن “الجانب الأمريكي أعرب عن قلقه إزاء مختلف مسارات العمل في رفح. ووافق الجانب الإسرائيلي على أخذ هذه المخاوف في الاعتبار”.
و اتفق الطرفان على عقد اجتماعات افتراضية منفصلة لأربعة مجموعات عمل من الخبراء في الأيام العشرة المقبلة ستركز على جوانب مختلفة لعملية رفح المحتملة وهي: الاستخبارات والخطط العملياتية وحلول المساعدات الإنسانية وكيفية تأمين الحدود بين مصر. وغزة.
وقالت المصادر إنه بعد اجتماع مجموعات العمل هذه، سيتم عقد اجتماع آخر رفيع المستوى شخصيا في واشنطن في وقت ما خلال الأسبوعين المقبلين.
وأواخر الشهر الماضي، قال موقع “أكسيوس” إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة حربه في اجتماع يوم الجمعة من أن أمن إسرائيل ومكانتها في العالم معرضان للخطر.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع على الاجتماع أن بلينكن أبلع نتنياهو بأنه قد لا يدرك حقيقة الوضع إلا بعد فوات الأوان، وأن التحذير “يعكس القلق المتزايد داخل إدارة بايدن من أن استراتيجية إسرائيل في غزة، أو أنها قد تؤدي إلى احتلال دائم ومقاومة أشد في القطاع”.
وأخبر بلينكن نتنياهو ومجلس حربه أنه جاء إلى إسرائيل كصديق قضى الأشهر الخمسة الماضية في الدفاع عن إسرائيل في جميع أنحاء العالم.
لكن الوزير الأمريكي حذر من أنه في ظل المسار الحالي، وبدون خطة واضحة لليوم التالي للحرب، فإن إسرائيل سوف تجد نفسها في مواجهة تمرد كبير لا تستطيع التعامل معه.
أضف تعليقا