أعلنت الولايات المتحدة فجر الثلاثاء رغبتها في الحصول على دعم من مجلس الأمن الدولي لمشروع قرار يدعم مقترحًا قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وحث مشروع القرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى قبول الاتفاق وتنفيذه بشكل كامل دون تأخير أو شروط، رغم إعلانها موقفا إيجابيا في التعاطي مع أي مشروع يفضي إلى وقف العدوان والانسحاب من كامل القطاع.
وفي الوقت الذي لم يبد فيه الاحتلال الإسرائيلي أي موقف إيجابي معلن تجاه مقترح بايدن، لم تطالبه مسودة القرار بالوقف الفوري للنار والالتزام بالقرار على غرار ما طالبت به حماس، مما يظهر الحركة كأنها الطرف المعتدي وليس العكس.
واكتفى مشروع القرار فقط بالتأكيد على أهمية التزام الأطراف بشروط الاتفاق لتحقيق “وقف دائم للأعمال العدائية”.
جاء الاقتراح الأمريكي بعد أسبوع من اقتراح مماثل قدمته الجزائر، والذي يطالب بوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، ولكنه لم يحظ بموافقة أمريكية ولم يمرر.
والجمعة عرض الرئيس بايدن مقترحًا يتضمن ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحصل على تأييد دولي.
ونص المقترح الجديد على وقف القتال لمدة 6 أسابيع كمرحلة أولى يتم خلالها تبادل الأسرى ذوي الحالات الإنسانية وإدخال المساعدات وعودة النازحين إلى بيوتهم شمالي القطاع مع التفاوض على الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل تبادل الأسرى بين الجانبين بشكل أكبر.
وحثت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، المجلس على الانضمام إلى الدعوة لتنفيذ هذا الاتفاق بدون تأخير ودون شروط، مؤكدة أهمية دعم المقترح.
وفي تصريحات متزامنة، أعرب زعماء مجموعة الدول السبع ووزراء خارجية عدة دول عربية عن دعمهم الكامل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مشددين على أهمية التعامل بجدية وإيجابية مع الوضع.
📌 سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يتلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن. تم خلال الاتصال بحث تطورات الأوضاع في قطاع غـ ـزة والأراضي الفلسطينية… pic.twitter.com/4SviA3ofpf
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) June 3, 2024
في الأثناء، طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استخدام كافة الوسائل الملائمة لإقناع حركة حماس بقبول مقترح الهدنة المطروح، مؤكدا استعداد إسرائيل للمضي قدما في هذا الاتفاق.
وأوضح البيت الأبيض في بيان أن بايدن أجرى اتصالا مع سمو الأمير مساء الاثنين لبحث تطورات جهود وقف القتال، وأنه أكد خلاله أن المقترح الحالي هو أفضل فرصة لإنهاء الصراع ويمثل خارطة طريق لوقف الحرب بشكل نهائي.
وأكد بايدن لسمو الأمير أن واشنطن ستعمل على ضمان تطبيق كل ما ينص عليه الاتفاق من بنود إلى جانب كل من قطر ومصر، وشكره على الجهود الدؤوبة التي بذلتها الدوحة لإطلاق سراح الأسرى.
خطة جديدة لوقف الحرب
وكشف الرئيس الأمريكي الجمعة عما قال إنها “خطة إسرائيلية” لوقف القتال مرحليا وصولا إلى وقف كامل للقتال وتبادل للأسرى.
وردت الحركة على حديث بايدن بأنها ستتعامل مع أي مقترح لوقف الحرب بإيجابية لكنها طلبت تقديم تفاصيل واضحة ومحددة وليس أفكارا عامة.
وطلبت الحركة إلزام الاحتلال بوقف العدوان وسحب قواته من أنحاء القطاع والسماح بعودة النازحين إلى بيوتهم وإدخال قوافل الإغاثة قبل تبادل الأسرى.
قناة “كان” العبرية الرسمية نقلت عن مسؤول يتعامل مع المفاوضات بشكل يومي أن إسرائيل والوسطاء يدركون أن الصفقة المطروحة حاليا تمثل آخر فرصة لاستعادة الأسرى.
بدورها، نقلت هيئة البث العبرية عن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يركز على القضايا الخلافية بشكل يضر بموافقة حماس على الصفقة المقترحة.
وأكد نتنياهو نفسه لأعضاء لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الاثنين أن الحديث عن قبول إسرائيل بوقف إطلاق النار دون تحقيق شروطها ليس صحيحا.
كما قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر إن نتنياهو “يعتبر خطة بايدن لإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة غير مكتملة”.
ونقل المتحدت عن نتنياهو قوله إن ” إسرائيل ستمضي في الحرب حتى تحقق جميع أهدافها، بما في ذلك إنهاء حماس كقوة عسكرية وسياسية”.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن نتنياهو أن ما عرضه الرئيس بايدن بشأن مقترح الصفقة “لم يكن دقيقا”، وأنه يرفض الموافقة على وقف الحرب على قطاع غزة قبل تحقيق أهدافها. ونقلت هيئة البث العبرية عن رئيس الوزراء قوله “يمكننا وقف القتال 42 يوما لإعادة الرهائن، لكننا لن نتخلى عن النصر المطلق”.