قالت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية إن مسؤولي إدارة جو بايدن ناقشوا احتمالية التفاوض على اتفاق أحادي الجانب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أجل إطلاق سراح خمسة أسرى أمريكيين محتجزين في قطاع غزة.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمس الاثنين أن واشنطن قد تمضي قدما في هذه الخطوة في حال فشلت محادثات وقف إطلاق النار الحالية بين المقاومة وإسرائيل.
وقال المسؤولون، الذين تم إطلاعهم جميعا على المناقشات، إن مثل هذه المفاوضات لن تشمل إسرائيل وسيتم إجراؤها من خلال محاورين قطريين، كما جرت العادة في المحادثات الحالية.
وقالت إدارة بايدن إنها تعتقد أن حماس تحتجز خمسة أسرى أمريكيين منذ عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من أكتوبر الماضي.
ويأمل المسؤولون الأمريكيون أيضا في استعادة رفات ثلاثة مواطنين أمريكيين إضافيين يُعتقد أنهم قُتلوا في ذلك اليوم، ونقلت جثثهم بعد ذلك إلى غزة.
عرض هذا المنشور على Instagram
التفاصيل ليست معروفة
ولم يعرف المسؤولون ما قد تقدمه الولايات المتحدة لحماس مقابل إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين، لكنهم قالوا إن حماس قد يكون لديها حافز لعقد صفقة أحادية مع واشنطن لأن القيام بذلك من المرجح أن يزيد من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ويضع ضغوطا سياسية داخلية إضافية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال أحد المسؤولين السابقين إن المناقشات الداخلية جرت أيضا في سياق ما إذا كانت إمكانية قيام الولايات المتحدة بإبرام صفقة أحادية مع حماس قد تضغط على نتنياهو للموافقة على اقتراح وقف إطلاق النار الحالي.
ويتعرض نتنياهو بالفعل لضغوط متزايدة من أفراد عائلات الأسرى للتوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح ذويهم.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قدر مسؤولون إسرائيليون أن حوالي 120 أسيرا ما زالوا محتجزين في غزة، وأن 43 منهم لقوا حتفهم خلال الحرب.
والأمريكيون الخمسة الذين يعتقد أنهم محتجزون في غزة هم إيدان ألكسندر، وساغي ديكل-تشن، وهيرش غولدبرغ-بولين، وعمر نيوترا، وكيث سيغل. بينما الثلاثة الآخرون الذين يعتقد أنهم قتلوا هم إيتاي تشين وجودي وينشتاين وجاد حجي.
وبعد نشر الشبكة الأمريكية لهذه المعلومات، قال والدا غولدبرغ بولين في بيان إنهما يؤيدان مثل هذه المحادثات.
وقالت راشيل جولدبرج بولين وجون بولين: “لقد رأينا التقارير التي تفيد بأن الإدارة الأمريكية تدرس التفاوض مباشرة مع حماس بشأن إعادة المواطنين الأمريكيين من الأسر في غزة”. وأضافا “نصلي من أجل أن يتم لم شمل كل عائلة لديها رهائن (أسرى) مع أحبائها قريبا”.
عرض هذا المنشور على Instagram
بلينكن في مهمة صعبة
في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن يوم الاثنين إلى المنطقة لمناقشة أحدث المحاولات لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول كبير في الإدارة لـ”إن بي سي” نيوز إن جهود بلينكن ستكون أكثر صعوبة بعد عملية استعادة الأسرى الأربعة من مخيم النصيرات يوم السبت والتي أدت لاستشهاد أكثر من 275 فلسطيينا وإصابة مئات آخرين.
وأدت العملية أيضا إلى مقتل ثلاثة أسرى أحدهم أمريكي، وفق ما أعلنته كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والتي أكدت أن العملية ستؤثر سلبا على بقية الأسرى وحياتهم.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة إن استعادة الأسرى الإسرائيليين الأربعة لم يؤد إلا إلى تعزيز تصميم نتنياهو على مواصلة العمليات العسكرية في غزة، بدلا من الالتزام بوقف القتال.
وفي بعض الجهود السابقة لإطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في الخارج، أجرت الولايات المتحدة عمليات تبادل للسجناء.
ومن غير الواضح ما إذا كان هناك أسرى لدى الولايات المتحدة ترغب حماس في تأمين إطلاق سراحهم.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن فكرة محاولة التفاوض على اتفاق بين إدارة بايدن وحماس تظل “خيارا حقيقيا للغاية” إذا فشل اتفاق وقف إطلاق النار المقترح الحالي في التقدم.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، يوم الأحد، إن الولايات المتحدة لا تزال تنتظر ردا رسميا من حماس على العرض الأخير.
والأسبوع الماضي، زار مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك، المنطقة لمواصلة المحادثات حول الاقتراح.
وسبق أن توسطت الدوحة في اتفاقات تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وإيران وبينها وبين فنزويلا كل على حدة، كما تمكنت من استعادة سيدتين أمريكيتين من المقاومة في أول الحرب لأسباب إنسانية.
وتوسطت قطر في الهدنة الأولى بين المقاومة وإسرائيل والتي شملت إطلاق سراح 105 أسرى إسرائيليين وأكثر من 700 أسير فلسطيني.
وأكد المسؤولون القطريون مرارا وتكرارا أنهم يحاولون تأمين إطلاق سراح الأسرى ووقف القتال بشكل دائم ورفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات للمدنيين المحاصرين والانخراط في مفاوضات تفضي لتطبيق حل الدولتين كسبيل وحيد للسلام في المنطقة.
والأسبوع الماضي، أجرى بايدن اتصالا بسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وطلب منه ممارسة كل الوسائل الممكنة لإقناع حماس بقبول صفقة التبادل المطروحة حاليا.
أضف تعليقا