اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الإدارة الأمريكية بالعمل على كسب الوقت لصالح إسرائيل وقالت إنها تواصل الضغط على الجانب الفلسطيني من أجل القبول باتفاق يحقق المصالح الإسرائيلية ويحفظ ماء وجه الرئيس جو بايدن.
وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان خلال مؤتمر صحفي من بيروت أمس السبت إن الحركة لم تتلق جديدا بشأن الصفقة المطروحة، مؤكدا أن العرض الأخير الذي تقدم به الأمريكيون لا ينص على وقف القتال بشكل دائم ولا يتضمن سحب قوات الاحتلال من قطاع غزة.
وأكد حمدان أن إدارة بايدن تواصل تحميل المقاومة مسؤولية عدم التوصل لاتفاق متجاهلة الموقف الإسرائيلي الذي لم يبد أي ترحيب تجاه المقترح الذي تتبناه واشنطن ووافق عليه مجلس الأمن، مشيرا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صرح بشكل علني أنه لا يقبل بهذا الاتفاق، الذي رحبت به حماس.
واتهمت الحركة إدارة بايدن بالمسؤولية المباشرة عن “جريمة الإبادة التي يتعرض لها المدنيون في غزة” بسبب توفير الغطاء السياسي والدعم العسكري.
عرض هذا المنشور على Instagram
محاولة أمريكية جديدة
يأتي ذلك فيما نقلت وسائل إعلام غربية وعبرية عن مسؤولين أن واشنطن تحاول سد الفجوات الموجودة في المقترح من أجل التوصل لاتفاق.
فقد نقلت هيئة البث العبرية عن مصدر دبلوماسي أن الوسطاء قدموا مسودة جديدة لتضييق الخلاف بين الجانبين بشأن مصطلحي إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع.
وقال المصدر إن المسودة الجديدة تعاملت بشكل أكبر مع قضية الأسرى الفلسطينيين. في حين قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن إسرائيل مستعدة لتقصير عملية رفح من أجل التوصل لاتفاق بشأن الوضع على الحدود اللبنانية.
كما نقلت قناة “سي إن إن” عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أنه تم اقتراح صياغات جديدة لأجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار لتضييق الفجوات بين حماس وإسرائيل.
ونقل موقع أكسيوس عن مصادر داخل الإدارة الأمريكية أن هذه الجهود الجديدة التي تبذلها واشنطن مع وسطاء قطريين ومصريين تركز على المادة الثامنة من المقترح.
وقالت المصادر إن مسؤولين أمريكيين صاغوا المادة الثامنة بلغة جديدة، ويدفعون الوسطاء إلى الضغط على حماس لقبول المقترح الجديد.
ونقل أكسيوس عن مسؤولين أن هذا الجزء من الاتفاق يتعلق بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين الجانبين خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة من أجل تحديد الشروط الدقيقة للمرحلة الثانية من الصفقة، والتي تتضمن التوصل إلى هدوء مستدام.
وقالت المصادر إن حماس تريد أن تركز هذه المفاوضات فقط على عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل أسير إسرائيلي.
وأضافت أن إسرائيل تريد أن تكون لديها القدرة على إثارة موضوع نزع السلاح في غزة وقضايا أخرى خلال هذه المفاوضات.
عرض هذا المنشور على Instagram
نتنياهو يراوغ
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تراجع نتنياهو عن الاقتراح وأخبر القناة 14 الإسرائيلية أنه مهتم بـ “صفقة جزئية” مع حماس من شأنها إطلاق سراح بعض الأسرى المحتجزين في غزة والسماح لإسرائيل بـ مواصلة الحرب.
لكن نتيناهو عاد وتراجع عن هذا الحديث بعد يوم واحد وذلك تحت ضغط الولايات المتحدة وقطر وعائلات الأسرى، كما يقول موقع أكسيوس.
وأمس السبت، قال قائد اللواء الـ12 الإسرائيلي هيفري إلباز -الذي يقود العمليات في رفح- إن القضاء على قوة حماس في المدينة يتطلب عامين على الأقل، وإن المقاومة تدير حرب عصابات عبر مجموعات مستقلة مما يجعل التعامل معها أمرا صعبا.
وقال إلباز إن الحديث عن توقف صفارات الإنذار خلال العامين المقبلين ليس إلا ذرا للرماد في العيون.
وتضاءلت احتمالات التوصل لاتفاق بسبب ما تقول المقاومة إنها مراوغة من جانب الاحتلال ورغبة من الولايات المتحدة في إقرار هدنة مؤقتة تعيد الأسرى الإسرائيليين ولا توقف الحرب.
في الوقت نفسه تزايدت احتمالات نشوب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله بسبب تمسك جيش الاحتلال بعودة قوات الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني.
ولوح نتنياهو مؤخرا بعملية برية في جنوب لبنان وهو ما رد عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن الرد سيكون بلا ضوابط ولا قواعد ولا سقوف.
وقالت وسائل إعلام غربية إن إدارة بايدن تحاول التوصل لاتفاق في غزة لا يضمن عدم وقف الحرب بشكل نهائي لكنه يحول دون نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله.
ومنذ اندلاع المواجهات قبل 9 أشهر، لم يتم التوصل إلا لهدنة قصيرة الأمد توسطت فيها دولة قطر أواخر أكتوبر وتم خلالها إطلاق سراح أكثر من 100 إسرائيلي وما يزيد على 700 أسير فلسطيني.
وخلفت الحرب وضعا إنسانيا كارثيا في القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني إنسان حيث تفرض إسرائيل حصارا خانقا وتمنع دخول المساعدات وتحرق ما يتم إدخاله حسب ما قاله حمدان أمس السبت.
ويعيش 70% من سكان القطاع حالة انعدام كامل للأمن الغذائي وفق القيادي في حماس الذي أكد أن القطاع بحاجة لـ500 شاحنة مساعدات يوميا على الإطلاق للحصول على الحد الأدنى اللازم للإبقاء على حياتهم.
وقتلت إسرائيل خلال هذه الحرب قرابة 38 ألفا غالبيتهم من النساء والأطفال ودمرت أكثر من 70% من بنية القطاع التحتية وأغلقت المعابر البرية بشكل كامل.
أضف تعليقا