“واشنطن بوست”: مذكرة أممية تتهم “ياسر أبو شباب” بسرقة مساعدات غزة

ياسر أبو شباب
شهود عيان اتهموا ياسر أبو شباب بإدارة سرقة المساعدات في غزة

حصلت صحيفة “واشنطن بوست” على تفاصيل مذكرة صادرة عن الأمم المتحدة وتفيد بأن مواطنا فلسطينيا يدعى ياسر أبو شباب هو المتهم الأول بسرقة قوافل المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.

ونشرت الصحيفة تقريرا يكشف تفاصيل عمليات السرقة والنهب للمساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة. وقالت إنها أجرت أكثر من 20 مقابلة مع ممثلين عن منظمات الإغاثة.

وشملت المقابلات أيضا رجال أعمال فلسطينيين يعملون في نقل البضائع وشهود عيان لم تكشف هوياتهم، فضلا عن وثائق أممية لم تنشر من قبل عن حجم أزمة السرقة والنهب.

ووفقا للصحيفة، فإن المذكرة التي أعدتها الأمم المتحدة تشير إلى أن “أبو شباب هو الأكثر تورطا في عمليات النهب الممنج للقوافل”.

وينتمي أبو شباب لقبيلة الترابين التي تمتد في جنوب غزة وصحراء النقب في فلسطين المحتلة وشبه جزيرة سيناء المصرية، وقد قضى فترة في سجون غزة قبل الحرب بتهم جنائية، وفق ما نقلته الصحيفة عن ناهض شحبير -شقيق أدهم شحيبر، رئيس جمعية النقل الخاص في غزة.

وقال شحيبر إن أبو شباب يقود نحو 100 بلطجي يعملون على نهب شاحنات المواد الغذائية والمساعدات في الجزء الشرقي من رفح.

وتنشر هذه العصابات سواتر ترابية لقطع الطريق على القوافل على طول الطريق الخاضع لسيطرة الاحتلال من كرم أبو سالم، حيث تنتظر القوافل ببنادق الكلاشينكوف وغيرها من الأسلحة.

وأضاف إنه في إحدى الحوادث التي وقعت في أوائل أكتوبر الماضي، هوجمت حوالي 80 شاحنة من أصل 100 شاحنة إغاثة تابعة لشحيبر وسُرقت البضائع التي كانت بداخلها من قبل رجال أبو شباب.

وقال شحيبر أن هذه العصابة “قتلت أربعة من سائقينا منذ مايو الماضي، كان آخرهم في هجوم وقع في 15 أكتوبر”، مشيرا إلى أن سائقا آخر تعرض للهجوم الشهر الماضي لا يزال في المستشفى مصابا بكسور في الذراعين والساقين.

وأكد أن قوات الأمن التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تتواجد في وسط القطاع تعاقب التجار الذين يشترون البضائع من “أبو شباب” ويبيعونها بأسعار مرتفعة.

وأضاف أن “الأمور تحت السيطرة في المناطق التي تسيطر عليها حماس”، وأكد أن التحدي الوحيد الذي يواجههم هو المنطقة التي يتواجد فيها أبو شباب، وهي جزء من غزة لكن في منطقة عمل القوات الإسرائيلية.

حوار مع أبو شباب

وتواصلت صحيفة واشنطن بوست مع أبو شباب المتهم بسرعة المساعدات، عبر الهاتف هذا الشهر، لكنه نفى هذه الاتهامات وقال إنهم “يأخذون فقط من المساعدات”، مؤكدا أنه وأقاربه لا يعتدون على أحد ولا يقتربون من الطعام والخيام وإمدادات الأطفال.

وقال أبو شباب إن لجأ لأخذ المساعدات بنفسه بعدما يئسوا من الحصول عليها، متهما حركة حماس بالسيطرة على المساعدات. وأضاف: “ليقل أولئك الذين يتهموننا بالعمل مع إسرائيل ما يشاؤون، إن إسرائيل ليست بحاجة إلينا”.

ولم ترد إسرائيل على الأسئلة الصحفية حول أبو شباب والاتهامات الموجهة إليه. لكن مسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن المسلحين ينهبون المساعدات على بعد أمتار من القوات الإسرائيلية دون أن يعترضهم أحد.

وقال جورجيوس بتروبولوس -رئيس مكتب غزة التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: “في إحدى المرات قلنا للإسرائيليين ماذا يمكننا أن نقول ونفكر إذا كان المكان الوحيد في غزة الذي يمكن لفلسطيني مسلح أن يقترب فيه من دبابة على بعد 150 مترا دون أن يُطلق عليه النار هو هذا المكان؟”.

وطلبت المنظمات الإنسانية مرارا وتكرارا من السلطات الإسرائيلية الموافقة على معابر وطرق أخرى تسمح لهم بتجاوز العصابات. وقالت إن إسرائيل تجاهلت هذه الطلبات. وقال أحد عمال الإغاثة: “الطريق الوحيد الذي يعطوننا إياه هو الطريق المباشر عبر اللصوص”.

وقالت الصحيفة إن عصابات منظمة تقوم بسرقة الكثير من المساعدات التي تسمح سلطات الاحتلال بإدخالها إلى القطاع، مؤكدة أن هذه العصابات “تعمل بحرية تامة في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال”، وفقا لمسؤولي منظمات الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني وشركات النقل وشهود عيان.

وأمس الإثنين، أفادت مصادر في وزارة داخلية حكومة غزة، بمقتل 20 شخصا ممن أسمتهم “عصابات لصوص شاحنات المساعدات” في عملية أمنية نفذتها أجهزة الشرطة بالتعاون مع لجان عشائرية.

وأضافت المصادر لقناة الأقصى أن “هذه العملية الأمنية لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولا، وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات”، مشددة على أن الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص.

وتحدثت بعض المصادر عن مقتل ياسر أبو شباب و20 من أفراد عصابته في العملية.

 

أسعار باهضة

وكانت سلطات الاحتلال قد قطعت خطوط الإمدادات التجارية إلى غزة الشهر الماضي قائلة إن المسلحين يستفيدون من هذه التجارة، وانخفض عدد شاحنات المساعدات التي سمحت بدخولها إلى القطاع إلى أدنى مستوياته تقريبا.

وبحسب العرض الذي قدمه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى مجموعة تضم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والدول المانحة، بما فيها الولايات المتحدة، فإن ما يقرب من نصف المساعدات الغذائية التي كان برنامج الأغذية العالمي ينقلها عبر طريق جنوب غزة قد سُرقت.

وقال أحد عمال الإغاثة الدوليين إن العصابات اعتادت التخلص من المساعدات على الطريق ليقوم المدنيون بالتقاطها بعد العثور على السجائر المخبأة. وأضاف أنهم الآن في كثير من الأحيان يختطفون الشاحنة بأكملها ويأخذونها إلى مستودع لإعادة بيع المواد الغذائية وغيرها من السلع بأسعار باهظة في السوق السوداء.

ولا تزال الجهة التي تستفيد في نهاية المطاف من البضائع المهربة أو المسروقة غامضة.

وقد اعترف المسؤولون الإسرائيليون الأسبوع الماضي، بعد أن اتهموا حماس مرارا وتكرارا باختطاف المساعدات والشحنات التجارية، بأن العائلات المتورطة بالجريمة كانت وراء بعض عمليات النهب.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/48c