الغارديان: هل ينفذ ترامب وعوده بـ”الاستئصال والتطهير” داخل الولايات المتحدة؟

من المتوقع أن تشهد المؤسسة السياسية الخارجية تغييرات جذرية

قالت صحيفة الغرديان البريطانية إن هناك ترقبا أمريكيا واسعا لتداعيات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وخصوصا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب أصدر عددا من الوعود والتهديدات خلال حملته الانتخابية، مشيرة إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية ستشهد تغييرات جذرية.

كما لفتت إلى حديث ترامب عن “استئصال الدولة العميقة”، من خلال طرد آلاف الموظفين الحكوميين. في الوقت نفسه، قالت وسائل إعلام أمريكية إنه اختار بالفعل براين هوك، المسؤول المتشدد في وزارة الخارجية خلال إدارته السابقة، لقيادة عملية انتقال الدبلوماسيين الأمريكيين.

وقال محللون ودبلوماسيون أمريكيون حاليون وسابقون ومسؤولون أجانب إنه لا يزال من الصعب فصل تهديدات ترامب عن خططه الفعلية عندما يتولى السلطة في يناير المقبل، وإن من الواضح أن أولويته هي التخلص من العديد من السياسات التي وضعها سلفه.

ونقلت الغارديان عن أحد كبار الدبلوماسيين السابقين قوله: “أنا متشكك في أن عملية الانتقال ستكون ذات تأثير كبير لأن الغريزة الطبيعية للفريق الجديد ستكون إلقاء كل سياسة بايدن الخارجية في سلة المهملات”.

وكان ترامب قد تعهد بإحياء الجدول “F”، وهو التصنيف الذي من شأنه أن يحرم عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين من حمايتهم كموظفين مدنيين، ويحددهم بدلا من ذلك كمعينين سياسيين، مما يمنحه سلطات هائلة لطرد “البيروقراطيين المارقين”، كما وصفهم في بيان حملته.

أما داخل وزارة الخارجية الأمريكية فهناك تخوف كبير من أن الرئيس الجديد سيقوم بتقليص مكاتب وزارة الخارجية، بما في ذلك مكتب السكان واللاجئين (PMR) الذي كان مسؤولا عن إعادة توطين 125000 لاجئ في الولايات المتحدة في عام 2022 وحده، ومكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، الذي ركز على انتهاك حقوق الفلسطينيين من قبل إسرائيل.

وقال أحد الدبلوماسيين العاملين في الخارج نقلا عن الغارديان: “الجميع يستعدون. وقد يختار البعض المغادرة قبل وصوله”.

وتعهد ترامب أيضا “بإصلاح الإدارات والوكالات الفيدرالية، وطرد ما أسماه بـ “الجهات الفاسدة في جهاز الأمن القومي والاستخبارات”.

 

محاولات إدارة بايدن

ويرى المحللون أن إدارة الرئيس السابق بايدن في أيامها الأخيرة ستركز الإدارة على محاولة تمرير 6 مليارات دولار من المساعدات التي تمت الموافقة عليها بالفعل لأوكرانيا، بالإضافة إلى ممارسة أي نفوذ متبق في إدارته للتوصل إلى وقف إطلاق نار غير محتمل في غزة، وسيكون عليهم تهدئة العالم المتوتر الذي ينتظر أن يرى ما يخطط له ترامب لولايته الثانية.

من جانبه قال ريتشارد فونتين، الرئيس التنفيذي لمركز الأمن الأميركي الجديد: “هناك أولوية واضحة تتمثل في استهداف العديد من أولئك الذين شاركوا في صياغة السياسة الخارجية الأميركية كجزء من عملية تطهير أوسع نطاقا للحكومة الأميركية”.

وأضاف فوتين: “أعتقد أنهم سيفعلون كل ما في وسعهم لإثبات أن الولايات المتحدة بحاجة إلى مواصلة مساعدة أوكرانيا ، وسوف يضطرون إلى قضاء الكثير من الوقت، وأنا متأكد من ذلك، في التعامل مع الأوكرانيين المتوترين والأوروبيين المتوترين”.

وتابع: “في قمة مجموعة العشرين القادمة في ريو، الإدارة الحالية ستحاول طمأنة بقية العالم بأن الكثير من الأشياء التي فعلتها على مدى السنوات الأربع الماضية سوف تظل باقية في المستقبل بدلا من أن يتم التراجع عنها، وسنرى ما سيكون رد الفعل تجاه ذلك”.

يشار إلى أن مشروع 2025 والذي يضم مجموعة من مقترحات الانتقال السياسي لعام 2025 في حالة فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، يهدف إلى تركيز جميع السلطات في أيدي البيت الأبيض، وقد وضعته مؤسسة هيرتيج مستعينة بسياسيين وباحثين محافظين بينهم 140 عضوا من إدارة ترامب السابقة.

ويقوم المشروع على أساس تغيير واسع النطاق في كل جوانب السلطة، تمهيدا لتطبيق سياسات في قضايا الهجرة والإجهاض والهوية الجنسية والتعليم وغيرها من القضايا المختلف عليها.

يذكر أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الثلاثاء بعدما حقق تفوقا تاريخيا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس. وتظهر النتائج حصول ترامب على 295 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل 226 صوتا لهاريس.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/43o

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *