ألحق الجيش الإسرائيلي دمارا هائلا بالبنى التحتية والسكينة في قطاع غزة وقتل وأصاب عشرات آلاف المدنيين طوال ستة شهور من العدوان غير المسبوق، لكنه لم ينجح في القضاء على فصائل المقاومة ولا استعادة أسراه كما تعهد في أول الحرب.
وبعد مرور ستة أشهر على الحرب، لا توجد إحصائيات دقيقة عن حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع لكن مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن، بالاكريشنان راجاجوبال، قال في تصريحات صحفية يوم 8 مارس الماضي، إن 70% من منازل القطاع قد دمرت.
وقال راجاجوبال إن ما قامت به إسرائيل في في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
عرض هذا المنشور على Instagram
نحو 40 ألف شهيد
ودفعت الجرائم التي ارتكبها الاحتلال ضد المدنيين في القطاع محكمة العدل الدولية إلى إصدار قرار (في 26 يناير الماضي) يلزم إسرائيل بالحيلولة دون وقوع إبادة جماعية في القطاع.
ووفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد قتلت إسرائيل 39 ألفا و975 شهيدا ومفقودا (33 ألف شهيد) بينهم 14 ألفا و500 من الأطفال، و9 آلاف و560 من النساء.
وتشمل أرقام الشهداء 484 من الطواقم الطبية، و140 صحفيا و65 شهيدا من العاملين في الدفاع المدني حيث استهدفت إسرائيل سيارات الإسعاف والمنقذين بشكل ممنهج.
وإلى جانب الشهداء، تسبب العداون في إصابة 75 ألفا و577 مدنيا، ويمثل الأطفال والنساء 73% من الضحايا، حسب المكتب الإعلامي للحكومة الذي قال إن 17 ألف طفل فقدوا والديهم أو أحدهما.
وقد نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية أمس السبت عن خبراء في مجال الأوبئة أن استمرار تدفق الغذاء إلى القطاع بالوتيرة الحالية قد يتسبب في ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 120 ألفا بسبب تفشي الأمراض وغياب الرعاية الصحية.
وفي الضفة الغربية، استشهد 457 فلسطينيا وأصيب 4 آلاف و750 آخرين منذ بدء العدوان، حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
عرض هذا المنشور على Instagram
تدمير المباني
ومنذ بداية العدوان، فر مليون إنسان من منازلهم بعد أن دمّر الاحتلال 70 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، و290 ألفا أخرى بشكل جزئي.
وتشير التقارير إلى إسقاط ما يصل إلى 70 ألف طن من المتفجرات على القطاع خلال الشهور الستة الماضية، مما أدى إلى تدمير 100 مدرسة وجامعة و171 مقر حكوميا بشكل كامل.
كما دمر العدوان 305 مدارس وجامعات بشكل جزئي، و229 مسجدا كليا و297 مسجدا جزئيا، إضافة إلى تدمير 3 كنائس.
واستهدف الاحتلال 159 مؤسسة صحية و126 سيارة إسعاف، وأخرج 32 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة، تمام.
ودمر الاحتلال مجمع الشفاء الطبي بشكل كامل وهو المجمع الأكبر في القطاع وعموم الأراضي الفلسطينية.
وفي الثالث من أبريل الجاري، أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، عن استشهاد 6 آلاف و50 طالبا، وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين في قطاع غزة والضفة الغربية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على في أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة في بيان إن عدد الضحايا بين الطلاب منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وصل إلى 5 آلاف و994 شهيدا و9 آلاف و890 مصابا في القطاع، فيما استشهد 56 طالبا في الضفة.
وأشارت الوزارة إلى استشهاد 266 وإصابة 973 معلما وإداريا في القطاع وإصابة 6 واعتقال 73 معلما و105 طلاب في الضفة الغربية.
كما تعرضت 351 مدرسة -بينها 65 تابعة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)- للقصف والتخريب في غزة، حسب البيان.
وأدى العدوان إلى تدمير 40 من مدرسة كليا وألحق أضرارا بالغة بـ 111 مدرسة أخرى في غزة، بينما تعرضت 57 مؤسسة تربوية في الضفة للاقتحام والتخريب.
وأوضحت الوزارة أن 620 ألف طالب في قطاع غزة لا زالوا محرومين من الالتحاق بمقاعد الدراسة، منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة من صدمات نفسية قوية ويواجهون ظروفا صحية صعبة.
وقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أوائل الشهر الجاري- أن مليوني شخص غزة لايجدون أي أمن ويحاولون حماية أنفسهم من الجوع والمرض والقصف الإسرائيلي المتواصل.
عرض هذا المنشور على Instagram
أسرى جدد وشهداء في السجون
ووفقا لنادي الأسير الفلسطيني، فقد استشهد 13 أسيرا على الأقل في سجون الاحتلال منذ بدء الحرب نتيجة لجرائم التعذيب.
واعتقلت إسرائيل ما يصل إلى 8 آلاف فلسطيني بينهم نحو 258 و500 طفل، و 64 صحفيا ليتجاوز عدد الأسرى في سجون إسرائيل 9 آلاف و100 أسير.
وتجاوز عدد أوامر الاعتقال الإداري التي صدرت منذ بدء الحرب حاجز الـ 4430 أمرا.
عرض هذا المنشور على Instagram
خسائر اقتصادية
ويقدر البنك الدولي الخسائر التي لحقت بالبنية التحتية في القطاع جراء العدوان بنحو 18.5 مليار دولار، أي ما يعادل 97% من إجمالي الناتج المحلي لفلسطين عام 2022.
ووفق التقرير، فإن المباني السكنية تشكل 72% من جملة الأضرار الناجمة عن العدوان، في حين تشكل البنية التحتية للخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والمياه نسبة 19%.
وبلغت الأضرار التي لحقت بالمنشآت التجارية والصناعية 9% من التكلفة الإجمالية المذكورة، حسب التقرير الذي أكد أن 84% من المرافق الصحية في غزة إما دمرت أو تضررت.
ومن المتوقع أن تستغرق عملية رفع الأنقاض -المقدرة بـ26 مليون طنا- ما يصل إلى عشر سنوات، وفق تصريح سابق أدلى به زهير العمري رئيس مجلس الإدارة في الهيئة الدولية العربية للإعمار في فلسطين، لوكالة الأناضول التركية.
كما لفت تقرير البنك الدولي والأمم المتحدة إلى أن نصف سكان القطاع البالغ عددهدم 2.3 مليون نسمة يقفون على حافة المجاعة.
وقال إن غالبية السكان تعاني انعدام أمن غذائي وسوء تغذية حادين، وإن أكثر من مليون شخص أصبحوا بلا منازل بعد نزوح 75% من السكان.