هذا ما فعلته إسرائيل خلال 200 يوم من الحرب على غزة

إسرائيل دمرت أكثر من 65% من مساكن وبنايات القطاع

بعد 200 يوم من الحرب المدمرة على قطاع غزة، فشلت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها التي أعلنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمتمثلة في القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى وتحويل القطاع إلى منطقة منزوعة السلاح.

وتمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس من قتل ما يزيد على 354 ضابطا وجنديا وإسرائيليا ومئات المستوطنين، وأسر أكثر من 140 آخرين خلال عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من أكتوبر الماضي.

ومثلت العملية صدمة لجيش الاحتلال الذي احتاج ساعات حتى يتمكن من استيعاب الصدمة ولملمة نفسه بعدما أصابته العملية المباغتة الأكبر في تاريخ المقاومة كل قدرة على المواجهة.

واحتاج الجيش الإسرائيلي يومين كاملين حاول جيشها استعادة مناطق غلاف غزة التي دخلتها المقاومة، والتي تقدر بـ650 كيلومترا مربعا.

وبدأت الطائرات الحربية تنفيذ مجموعة من أكبر عمليات القصف في تاريخها على عموم القطاع فارتكبت عشرات المجازر وضربت عشرات المرافق والمساكن ومنشآت البنية التحتية والمدارس والمستشفيات دون تمييز.

التوغل برا

وبعد 3 أسابيع من القصف غير المسبوق، بدأ جيش الاحتلال عملية توغل برية في القطاع حيث دخلت الآليات دون اندفاع من المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، وكانت محافظتا غزة وشمال غزة هدفا للمرحلة والأولى.

وتواصلت عمليات الكر والفر بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة في محاور التوغل، وبعد شهرين تمكن الإسرائيليون من الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي غربي غزة بعدما قتلوا كل إنسان صادفوه في طريقهم.

لكن الجيش الإسرائيلي تكبد خسائر كبيرة في صفوف الضباط والجنود خلال هذين الشهرين حيث ركزت المقاومة على تفجير الأنفاق والاشتباك من المسافة صفر، غير أن قذيفة “الياسين-105” كانت هي العنوان الرئيسي لهذه المرحلة.

وبدأ الجيش انسحابا من شمالي القطاع بعد أن فصله عن الوسط، وبدأ بإبادة نحو 700 ألف من السكان قتلا وتجويعا، بعدما رفضوا النزوح من ديارهم باتجاه الجنوب.

دخول خان يونس

ومع انسحاب قواته من الشمال، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على خان يونس في الجنوب بزعم وجود معقل حماس والأسرى الإسرائيليين فيها.

وبعد 4 أشهر من المواجهات الدامية في خان يونس، خسر الجيش الإسرائيلي عشرات الجنود والضباط دون تحرير أسير واحد أو النيل من أحد قيادات المقاومة.

وبعد ساعات قليلة من كمين الزنة الذي أودى بحياة 9 جنود تزامنا مع مقتل 5 آخرين غربي المدينة، انسحب الجيش من خان يونس ليبدأ عمليات مركزة على مخيم النصيرات وسط القطاع.

وفشل الجيش من اختراق منطقة وادي غزة باتجاه الجنوب لتظل المنطقة دون توغل إسرائيلي واسع ليفشل في تحقيق أي من أهدافه في غزة أو خان يونس، بعد 200 يوم من القتال.

ومع إطلاق العنان للقتل في غزة، نزح معظم السكان باتجاه رفح جنوبا والتي أصبحت تؤوي أكثر من مليون و200 ألف مدني يمثلون أكثر من نصف عدد سكان القطاع.

ويواصل الاحتلال التوعد بدخول رفح لكنه يواجه معارضة دولية واسعة وتجربة عسكرية فاشلة في مختلف مناطق القطاع حيث يعني دخول المدينة بدء مسلسل جديد من المجازر المروعة.

وخلال فترة الحرب، قتل 605 جنود من الجيش الإسرائيلي وأصيب أكثر من 5 آلاف آخرين، ولم تتمكن من استعادة سوى 120 أسيرا عبر صفقة تبادل مع المقاومة ضمن هدنة إنسانية استمرت أسبوعا.

وبعد 200 يوم من القصف والقتل، حاول الجيش الإسرائيلي التمركز في المنطقة الشرقية للقطاع لفصلها عن الوسط والجنوب ومنع النازحين من العودة وإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر من السياج الفاصل داخل القطاع.

لكن هذا التمركز سيجعل القوات صيدا سهلا للمقاومة التي تواصل تنفيذ ضربات في مناطق لم يتوقع الاحتلال أن يؤتى منها بعد ما ألحقه بها من دمار.

كما أن المنطقة العازلة ستؤدي إلى وجود قوات إسرائيلية داخل القطاع مما يجعلها عرضة للقتل والقنص على يد المقاومة.

ولم تفلح المفاوضات المتواصلة منذ 5 أشهر في التوصل لاتفاق جديد على تبادل الأسرى بين الجانبين حيث تتمسك المقاومة بوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

تدمير القطاع وقتل المدنيين

 

وخلال الـ20 يوم الأولى من الحرب، دمرت إسرائيل 60%  من مساكن ومنازل القطاع و90% من المدارس و227مسجدا و3 كنائس، وقتلت أكثر من 43 ألفا غالبيتهم من النساء والأطفال.

كما تسببت الحرب في إصابة أكثر من 70 ألفا وفقدان ما يزيد على 7 آلاف، فضلا عن نزوح أكثر من مليون إنسان داخل القطاع.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2ba