أخبار, تقارير

“حاضر حين يحتاجه العالم”.. هذا ما حققه سمو الأمير خلال 11 عاما في قيادة قطر

2024/06/26 - 12:35 مساءً

“أنت حاضر دائما عندما يحتاجك العالم”، بهذه الكلمات المعبِّرة؛ بما قلّ ودل، وصف ملك هولندا فيليم ألكسندر سموَ الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل يوم واحد من حلول الذكرى الـ11 لتوليه مقاليد الحكم في البلاد.

واحتفى القطريون بذكرى تولي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم، بالإشارة إلى ما شهدته البلاد في عهده من نقلات نوعية في مختلف القطاعات.

وتولى سمو الأمير (45 عاما) مقاليد الحكم في 25 يونيو 2013 خلفا لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وقد حققت البلاد في عهده العديد من الإنجازات وواجهت جملة من التحديات أيضا.

ويعكس الاهتمام العالمي بالدور الذي تلعبه الدوحة حاليا لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المكانة الدبلوماسية الرفيعة التي تبوَّأتها قطر في ظل القيادة الحكيمة لسمو الأمير الذي أكد مرارا وتكرارا على أن الحوار سيظل أفضل الطرق لحل النزاعات مهما تطلَّب من وقت وجهد.

وتسعى الدوحة للتوصل إلى صفقة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل يتم من خلالها تبادل الأسرى بين الجانبين ورفع الحصار عن المدنيين الفلسطينيين والمضي قدما نحو تطبيق حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967.

وقبل الانخراط في هذه الوساطة الاستراتيجية، لعبت قطر في عهد الشيخ تميم بن حمد أدوارا حيوية في العديد من الأزمات ونجحت في خرق جدران أزمات لطالما استعصت على الاختراق وعلى الآخرين.

 

تفعيل ثقافة الحوار

وتمكنت الدبلوماسية القطرية خلال السنوات الـ11 الماضية من جمع الفرقاء في عدد من الدول على مائدة مفاوضات واحدة، وقد حققت هذه الجهود نجاحات في أزمات تشاد والصومال وليبيا وفلسطين وأفغانستان وغيرها.

وخلال الشهور العشر الماضية على سبيل المثال لا الحصر، تمكنت الدوحة من التوسط في اتفاقات لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران، وبين الولايات المتحدة وفنزويلا، كما نجحت في لم شمل العديد من الأسر الروسية والأوكرانية بأطفالهم الذين شتتتهم الحرب.

ولا تزال دبلوماسية قطر في عهد الشيخ تميم بن حمد تعمل على تحقيق نجاحات في أزمات أفغانستان ولبنان وربما أوكرانيا أيضا التي تخوض حربا طاحنة ضد روسيا منذ ثلاث سنوات، اعتمادا على علاقاتها الوطيدة مع الأطراف المنخرطة في الصراع.

وكانت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، قالت العام الماضي إن العلاقات القطرية الأمريكية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون و التنسيق خصوصا بعد مونديال كرة القدم الذي استضافته قطر أواخر 2022، مشيرة إلى أن الدوحة باتت المكان المفضل الذي تحج إليه واشنطن كلما ارادت بناء جسور مع الأطراف الأكثر صعوبة.

ونقلت الوكالة عن مصدر أن العلاقات بين واشنطن والدوحة تحسنت بشكل كبير في ظل إدارة جو بايدن، خصوصا بعد وساطتها التي أفضت لاتفاق تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وإيران؛ وهي الوساطة التي عززت أهمية ومكانة الدوحة الدولية.

وسبق أن توسطت قطر في إنجاز اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية، وشاركت لاحقا في عملية إجلاء تاريخية من مطار كابل بعد سقوط حكومة الرئيس أشرف غني وسيطرة طالبان على السلطة.

وقد تم تصنيف الدوحة حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو، وقد أكد كبار المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن أن الدوحة أثبتت أنها “صديق يمكن الاعتماد عليه“.

وقبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، كانت قطر قد خطت خطوات حثيثة وجبارة في آن لتقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإيران من أجل العودة للاتفاق النووي المجمد منذ 2018.

وما إن دارت رحى الحرب حتى كانت قطر السبَّاقة التي تمكنت من التوسط في صفقة تبادل الأسرى الوحيدة التي تمت بين المقاومة وإسرائيل خلال هدنة قصيرة ووحيدة أواخر أكتوبر الماضي.

 

حاضر حين يحتاجه العالم

ولعبت قطر أيضا دورا في تأمين إمدادات الغاز المسال عالميا بعد الأزمة الطاحنة التي خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية حيث تمكنت من مساعدة أوروبا على تجاوز أزمة كادت أن تُغرقها في الظلام.

وقد أكد ملك هولندا فيليم ألكسندر قبل يومين أن سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “أثبت أنه يكون حاضرا دائما عندما يحتاجه العالم”، مؤكدا أن سجل قطر في حل النزاعات أصبح محل تقدير وإعجاب.

موقف هولندا هذا لم يكن وحيدا؛ بل إن رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يوسي كوهين أكد أن قطر هي البلد الوحيد في العالم الذي يمكنه إعادة الأسرى من قبضة المقاومة، متماهيا بذلك بما قاله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الدور القطري في حل هذا النزاع لا يمكن الاستغناء عنه.

 

نقلة اقتصادية

وعلى المستوى الاقتصادي، حققت دولة قطر قفزات نوعية وقطعت أشواطا إضافية على طريق تنويع مصادر الدخل فانخرطت في مشروعات السياحة والرعاية الصحية والرقمنة والعقارات والصناعات التحويلية والبتروكمياويات والطاقة النظيفة.

كما بدأت العمل على إنشاء مجمع راس لفان للبتروكيماويات والذي يعتبر واحدا من أكبر مشاريع البتروكيماويات في العالم، حيث من المتوقع أن يرفع الطاقة الإنتاجية إلى ما يقارب 14 مليون طن سنويا أواخر 2026.

واحتلت قطر المرتبة الرابعة عالميا في تقرير الأداء الاقتصادي للعام الجاري، وارتفع تصنيفها في تقرير التنافسية العالمي إلى المرتبة الـ11 على مستوى العالم، متقدمة من المركز الـ12 الذي احتلته في العام السابق.

وتبوَّأت قطر مراكز متقدمة في محاور عدة ضمن تقرير التنافسية العالمي، حيث حلت في المرتبة الرابعة عالميا في محور الأداء الاقتصادي، والسابعة في محور الكفاءة الحكومية، والـ11 في محور كفاءة قطاع الأعمال، والـ33 عالميا في محور البنية التحتية.

وفي لقاء سابق مع تلفزيون قطر، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الناتج المحلي للبلاد كان يبلغ نحو 23 مليار ريال (6.3 مليارات دولار) في عام 1992، وإنه ارتفع في عام 2022 ليصل إلى 864 مليار ريال (237.3 مليار دولار)، بنمو قدره 38 ضعفا.

ووفقا لتقرير “إنفست قطر”، فقد تميز الاقتصاد القطري بالاستقرار والقدرة على التكيف السريع مع التحديات خلال جائحة كورونا، بالإضافة إلى التوقعات الإيجابية والمشرقة للمستقبل، في حين تشير المؤشرات الأولية إلى قوة النشاط الاقتصادي وفاعلية ظروف العمل في البلاد.

ورغم جهودها المتواصلة والدؤوبة في الابتعاد عن التبعية الاقتصادية للطاقة، إلا أن دولة قطر في عهد الشيخ تميم بن حمد، بدأت مشروع تطوير حقل الشمال، وهو الأكبر في العالم للغاز المسال، حيث سيرفع إنتاج الدوحة من 77 مليون طن إلى 127 مليونا في العام 2027.

وتعمل قطر على تَسَيُّدِ سوق الغاز المسال في العالم، جنبًا إلى جنبٍ مع تعزيز مكانتها في عالم الطاقة النظيفة من خلال مشروعات عملاقة مثل محطة الخرسعة للطاقة الشمسية والتي تعد الأولى في قطر، وتُعتبَر واحدة من أكبر المحطات من نوعها في المنطقة.

وتمثل محطة الخرسعة خطوة نحو تنفيذ استراتيجية الدوحة للاستدامة، وتحقيق حزمة من الإيجابيات مثل توفير إنتاج الطاقة بأسعار تنافسية وتقليل الاعتماد على الغاز وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين البيئة المحيطة.

والعام الماضي، تصدرت دولة قطر قائمة الدول العربية الأكثر استثمارا في الطاقة المتجددة وفق تقرير صادر عن منظمة الدول العربية المصدرة للنفط “أوابك”.

 

إنجازات رياضية

واحتلت قطر في عهد سمو الأمير مكانة مرموقة في مجال استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، حيث ستستضيف بطولة كأس العالم لكرة السلة في 2027، فضلا عن استضافتها العديد من الفعاليات الأخرى مثل “فورمولا-1“، وبطولة العالم للألعاب المائية وكأس آسيا لكرة القدم، وغيرها من البطولات التي جعلت من قطر مثالا يحتذى نظرا لما تمتلكه من بنية تحتية ملائمة لها، وعصرية.

ونظمت قطر في عهد سموه أول مونديال لكرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وهو الأفضل في تاريخ المونديالات حسب اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)و الخبراء و المتخصصين.

جانب من حفل افتتاح مونديال قطر لكرة القدم في نوفمبر 2022

وفي قطاع الصحة، أصبحت دولة قطر أول دولة تحصل جميع بلدياتها على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى حصول المدينة التعليمية بمؤسسة قطر على لقب المدينة التعليمية الصحية، وجامعة قطر على لقب الجامعة الصحية.

وتحتل قطر المرتبة الأولى عالميا من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنحو 81.9 ألف دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يتجاوز حاجز الـ110 آلاف دولار بعد ثلاث سنوات، وفق تقرير صندوق النقد الدولي. كما تحتل قطر المرتبة الرابعة عالميا من حيث جودة التعليم.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة مرور 11 عاما على تولي الشيخ تميم بن حمد مقاليد الحكم وذلك عبر هاشتاغ “ذكرى تولي سمو الأمير الحكم”.

وكتب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأسبق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، على منصة “إ”كس”: “في الذكرى الغالية لتولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله يسعدني أن أتقدم للشعب القطري الكريم بأجمل وأصدق التهاني بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا، والتي تذكرنا دائما بمواقف أميرنا الثابتة، والنابعة من أصالة وصدق على مدى السنين”.

وأضاف الشيخ حمد “يوما بعد يوم نزداد يقينا بأن قيادة أميرنا أصبحت مثالا يحتذى في خدمة الوطن والشعب وتحقيق الاستقرار والرفاهية للجميع والثبات على الموقف في كل الأوقات والظروف. حفظ الله أميرنا ووطننا”.

كما كتب فهد بن سليمان “11 عاما منذ تولى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد مقاليد الحكم.. أبحر بسفينة قطر إلى بر الأمان.. قدها وقدود يا بو حمد”.

 

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2ty
FacebookXWhatsApp