هآرتس: ترامب سيكتشف أن قطر وسيط لا غنى عنه

سمو الأمير والرئيس الأمريكي
سمو الأمير والرئيس الأمريكي

قال الكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس في مقال في صحيفة “هارتس”، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يكتشف أن قطر وسيط لا غنى عنه، إذا مضى قدما في التوصل إلى وقف إطلاق نار واتفاق بشأن قطاع غزة ولبنان.

ورأى بينكاس -الصحفي والدبلوماسي الإسرائيلي السابق- أن قطر أثبت جدارتها كوسيط، وإن ترامب لن يجد بديلا عن حتى لو ظلت إسرائيل تهاجمها في البيت الأبيض.

وقال الكاتب إن إسرائيل -ومن خلال هجومها المستمر على الدوحة- تحاول خلق حالة من الفراغ، وإنها تدرك جيدا أن دور قطر لكنها تتعمد تجاهله.

وأكد بينكاس أن تل أبيب “تحاول إلقاء اللوم على الدوحة في أخطاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وملفي غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)”.

وأوضح الصحفي الإسرائيلي أن وكلاء نتنياهو من المشرعين في الولايات المتحدة يضغطون من أجل اتخاذ موقف عدائي تجاه قطر، لأن ذلك يصرف الانتباه عن محاسبته.

عدم الجدوى

وقال الكاتب إن إسرائيل لم تبال بحديث رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن تقييم الوساطة ومحاولة بعض الأطراف استغلالها لتحقيق “مكاسب سياسية ضيقة”، ،إنها كانت سعيدة تقريبا بهذه التصريحات وكأن لديها بديل.

وأضاف الكاتب: “الحقيقة انه لا يوجد بديل لقطر أو شيء قريب منه حتى، وإذا كانت قطر فعلا بصدد إجراء مراجعة جادة لدورها في الوساطة بين الجانبين فسيكون ذلك تطورا سلبيا للغاية”.

وأكد بينكاس أنه “إذا كانت إسرائيل لا ترغب باستمرار الوساطة القطرية أو تشعر أنها تستطيع الاستغناء عنها فعليها أن تقول ذلك بصراحة ووضوح”.

 

لا غنى عن قطر

وأشار بينكاس إلى أن إسرائيل “توسلت” لقطر عندما فكرت في تغيير سياستها تجاه غزة في عام 2018 كي لا تفعل، وهذا ما يتجاهله المنتقدون عن عمد. وأكد أن الوساطة والدور الإنساني لقطر في غزة ليسا جديدين وأنهما يسيران بشفافية ولا يمكن الاستغناء عنهما.

وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول: “إذا كان لدى إسرائيل مرشح أفضل للقيام بدور الوساطة فليكن، وإلا فإنه فمن الحكمة أن توقف هجومها على قطر لأنه ليس من ورائه أي طائل”.

 

الوساطة القطرية

وتقود قطر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 جهود وساطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة، تم خلالها الوصول لاتفاق هدنة وتبادل أسرى في نوفمبر 2023، فيما فشلت جولات الوساطة الأخرى في التوصل لاتفاق ينهي العدوان بشكل كامل.

وتلعب قطر دور الوساطة منذ لا يقل عن عقدين من الزمن في العديد من النزاعات والقضايا الإقليمية والدولية، كما سعت لاحتواء العديد من تلك الصراعات بطلب من الأطراف المعنية ودون التدخل في سيادة الدول وشؤونها الداخلية.

وتتبنى قطر سياسة مستقلة ومحايدة ومرنة قائمة على الحوار، لتسوية النزاعات بالطرق السلمية، وتلتزم دولة قطر في مساعيها ووساطتها بميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي. وفقا لوزارة الخارجية القطرية.

ومؤخرا، أعلنت الدوحة تعليق وساطتها بسبب عدم جدية طرفي النزاع في التوصل لاتفاق، وقالت إنها لن تقبل بابتزازها سياسيا واستغلال وساطتها لتحقيق أهداف سياسية خاصة.

ونفت دولة قطر التقارير التي تحدث عن انسحابها من الوساطة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية وقالت إنها أخطرت طرفي النزاع بأنها ستسأنف جهودها عندما تتوفر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري إن الدوحة أبلغت الطرفين خلال جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت قبل عشرة أيام بأنها ستعلق وساطتها إذا لم يتم التوصل لاتفاق.

وأوضح الأنصاري أن قطر أبلغت كلا من حماس وإسرائيل، أنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/490