نيويورك تايمز: خامنئي أعطى أمرا بضرب إسرائيل ردا على اغتيال هنية

خامنئي أمر بضرب إسرائيل مباشرة

قالت صحيفة “نيويورك تايمر” إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمر بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، مشيرة إلى أن طهران تقف مجددا بين الدفاع عن هيبتها ومخاوف اتساع رقعة الحرب.

ونقلت الحصيفة عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين أن خامنئي أصدر أمرا بضرب إسرائيل بشكل مباشر، ردا على مقتل زعيم حماس في طهران، في الساعات الأولى من يوم الأربعاء.

وأصدر خامنئي الأمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني صباح الأربعاء، بعد وقت قصير من إعلان إيران عن استشهاد هنية، وفقا للمسؤولين الإيرانيين الثلاثة.

واتهمت إيران وحماس إسرائيل علنا باغتيال هنية، وهو ما أكده مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس، ولم تعلنه إسرائيل علنا كما إنها لم تنكره أيضا.

وقد ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنا للوقوف وراء اغتيال زعيم حماس عندما قال في كلمة يوم الأربعاء إن تل أبيب وجهت ضربات لثلاث جبهات: الحوثيين في اليمن، حزب الله في لبنان، وإيران.

 

تاريخ من الاغتيالات

وتمتلك إسرائيل تاريخا طويلا في تنفيذ الاغتيالات الخارجية بما في ذلك العلماء النوويين والقادة العسكريين الإيرانيين.

وخلال ما يقرب من 10 أشهر من الحرب في غزة، حاولت إيران الموازنة بين الضغط غير المباشر على إسرائيل والحيلولة دون التورط في حرب واسعة، حتى عندما ردت على مقتل قادة كبار في دمشق قبل أشهر بتوجيه ضربة مباشرة نادرة للأراضي المحتلة.

لكن إسرائيل وضعتها في موقف جديد يستوجب ردا بعدما قتلت هنية على أراضيها وبعد ساعات قليلة من تولي الرئيس الجديد مهام منصبه رسميا.

ففي أبريل، شنت إيران أول وأكبر هجوم مباشر على إسرائيل عندما أطلقت مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار ردا على غارة إسرائيلية قتلت العديد من القادة العسكريين الإيرانيين في دمشق.

لكن هذا الاستعراض للقوة تم الإعلان عنه مسبقا، وتم إسقاط جميع الطائرات والصواريخ تقريبا من جانب إسرائيل وحلفائها الغربيين، ولم يحدث سوى القليل من الضرر.

والآن ليس من الواضح مدى قوة رد إيران المحتمل على الضربة الجديدة، وهل سيظل في حدود الرد المحسوب منعا للتصعيد أم إنها ستتجاور هذا المربع.

 

رد محسوب

وقال المسؤولون الإيرانيون إن القادة العسكريين الإيرانيين يدرسون هجوما آخر مشتركا بالطائرات بدون طيار والصواريخ على أهداف عسكرية في محيط تل أبيب وحيفا، لكنهم سيحرصون على تجنب الضربات على الأهداف المدنية.

وأضافوا أن أحد الخيارات قيد الدراسة هو هجوم منسق من إيران وجبهات أخرى، بما في ذلك اليمن وسوريا والعراق، لتحقيق أقصى قدر من التأثير.

وأكد المسؤولون إن خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصدر تعليماته للقادة العسكريين من الحرس الثوري والجيش لإعداد خطط للهجوم والدفاع في حالة توسع الحرب وقيام إسرائيل أو الولايات المتحدة بضرب إيران.

صور إسماعيل هنية، في إحدى ساحات طهران.

وفي بيانه العلني حول وفاة هنية، أشار خامنئي إلى أن إيران سترد بشكل مباشر، قائلا: “نرى أن الانتقام لدمه واجبنا، لأن ذلك حدث على أراضي الجمهورية الإسلامية”. مضيفا أن إسرائيل “مهدت الطريق لتلقي عقاب شديد”.

وتحدثت تصريحات مسؤولين إيرانيين آخرين، بما في ذلك الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، ووزارة الخارجية، والحرس الثوري، وبعثة إيران لدى الأمم المتحدة، صراحةً عن أن إيران سترد على إسرائيل وأن لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي انتهاك لسيادتها.

وتشكل إيران والقوى الإقليمية القريبة في فلسطين واليمن والعراق ولبنان ما يوصف بـ”محور المقاومة”. وقد كان زعماء هذه القوى في طهران لحضور تنصيب بزشكيان يوم الثلاثاء.

واغتيل هنية حوالي الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي، بعد حضور الحفل والاجتماع مع السيد خامنئي. وقد صدمت عملية الاغتيال المسؤولين الإيرانيين، الذين وصفوها بأنها تجاوز للخطوط الحمراء.

ومثلت العملية خرقا أمنيا مهينا لبلد حريص على إظهار قوته ولكنه محبط منذ فترة طويلة بسبب عجزه عن منع إسرائيل من تنفيذ عمليات سرية على أراضيه.

وقد تفاقم الإحراج بسبب مكانة هنية الكبيرة، ووجود حلفاء آخرين، وتعرضه للهجوم في دار ضيافة شديدة الحراسة تابعة للحرس الثوري في يوم من الإجراءات الأمنية المشددة بطهران.

وأعرب العديد من أنصار الحكومة والمسؤولين الإيرانيين عن غضبهم إزاء الفشل في إحباط عملية الاغتيال، قائلين إن حفنة فقط من كبار المسؤولين الأمنيين كانوا ليعرفوا مكان إقامة هنية. ولجأ البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليقولوا إن الأولوية الأولى لإيران يجب أن تكون تنظيف البيت وضمان سلامة كبار المسؤولين.

وكتب الصحفي الإيراني علي رضا كاتبي جهرمي، في منشور على منصة “إكس”: “قبل الانتقام، يجب أولا ضمان سلامة المرشد الأعلى”.

ولا ينظر المسؤولون الإيرانيون إلى اغتيال هنية على أنه مجرد قتل انتهازي من جانب إسرائيل لأحد أعدائها، بل إنه أيضا إهانة لجهازهم الأمني ​​مما يشير إلى أنه يمكن استهداف وقتل أي شخص في إيران، على أي مستوى.

وقال المحللون إن إيران ترى أن الانتقام ضروري ليس فقط ثأرا لهنية ولكن أيضا لردع إسرائيل عن قتل أعداء أقوياء آخرين، مثل زعيم حزب الله حسن نصر الله، أو قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال إسماعيل قآني.

وقال مدير مجموعة الأزمات الدولية في إيران علي فايز، إن إيران قد لا تجد مفرا من الرد لردع مزيد من الهجمات الإسرائيلية، والدفاع عن سيادتها، والحفاظ على مصداقيتها في نظر شركائها الإقليميين.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/34y