نتنياهو ينزف من كل الجهات.. المقاومة تزيد ضرباتها والاقتصاد يتهاوى والخلافات تتزايد

كثفت فصائل المقاومة الفلسطينية من ضرباتها لقوات الاحتلال المتواجدة في قطاع غزة وذلك في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نزيفا سياسيا واقتصاديا إلى جانب الخسائر العسكرية الفادحة.

وقالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس الاثنين، إنها دمرت 71 آلية إسرائيلية في 4 أيام، فيما اعترف جيش الاحتلال بإصابة 31 جنديا خلال الساعات الـ24 الماضية.

ودمرت المقاومة ما يصل إلى 1200 آلية بين دبابة وجرافة وناقلة جندي، لكن الجيش الإسرائيلي لا يقر بهذه الخسائر.

وارتفعت حصيلة المصابين في صفوف جيش الاحتلال منذ بدء الحرب إلى 2234 جنديا وضابطا بينهم 355 بجروح خطيرة، فيما ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 500.

في المقابل، قالت وزارة الصحة في غزة إن الحصيلة الإجمالية للعدوان تجاوزت 22 ألف شهيد، و57 ألف مصاب.

 

تعثر عسكري واقتصادي

وتأتي هجمات المقاومة بعد يومين من إعلان إسرائيل تسريح 5 ألوية من غزة لدعم اقتصادها الذي يواجه مزيدا من الضغوط بسبب الحرب.

ووفقا تقرير لمجلة “التايم” البريطانية أن تغيير وضع القوات الإسرائيلية وسحب جزء منها في قطاع غزة قد يكون نتيجة ضغوط أمريكية.

ونقلت المجلة عن مسؤول أمني إسرائيلي أن هذا القرار يأتي قبيل زيارة سيجريها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة.

كما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن سحب جزء من القوات الإسرائيلية من غزة سببه تزايد الأعباء الاقتصادية التي خلقتها التعبئة المستمرة منذ أشهر، وغياب أي أفق لإنهاء الحرب في وقت قريب.

وتواجه القيادة الإسرائيلية تحديات كبيرة بسبب صمود المقاومة التي جعل وجودها، بل ووجود إسرائيل كله على المحك كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير جيش الاحتلال يوآف غالانت الشهر الماضي.

وقد جدد غالانت حديثه اليوم الثلاثاء بقوله “إذا لم نحقق انتصارا في حرب غزة فلن نتمكن من العيش في الشرق الأوسط”.

وقال غالانت إنه “لا نية لديهم لوقف القتال في غزة”، وإن الاعتقاد بأن إسرائيل في طريقها لوقف القتال غير صحيح، وذلك رغم تأكيد صحف إسرائيلية أن غالانت طلب من نتنياهو تحديد أهداف واقعية يمكن تحقيقها.

في الوقت نفسه، توقع محافظ البنك المركزي الإسرائيلي أمير يارون، وصول تكاليف الحرب والخسائر في الدخل إلى أكثر من 58 مليار دولار.

وحذّر يارون أمس الاثنين، “من عدم التحرك لخفض النفقات وإلغاء وزارات وزيادة الإيرادات”، مؤكداً أن ذلك “سيكلف الاقتصاد الإسرائيلي الكثير مستقبلاً”.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تبلغ نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 66% في نهاية عامي 2024 و2025.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن “بنك إسرائيل المركزي” خفّض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية من 4.75% إلى 4.50%.

ونقلت “رويترز”، الاثنين، عن مسؤول إسرائيلي أن اثنين من الألوية التي سيتم سحبها يتألفان من جنود احتياط، ووصف الخطوة بأنها تهدف إلى “إعادة تنشيط الاقتصاد الإسرائيلي”.

وكانت وكالة “بلومبيرغ” أفادت في 25 ديسمبر الماضي، بأن “إسرائيل” رفعت حجم الإنفاق الدفاعي إلى قرابة 8.3 مليارات دولار خلال العام 2024، بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وفي نوفمبر الماضي، قالت “بلومبيرغ” بأن “الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس تكلف الاقتصاد الإسرائيلي نحو 260 مليون دولار يوميا”.

 

أزمة سياسية

في غضون ذلك، أبطلت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس الاثنين بفارق ضئيل قانونا مثيرا للجدل يمثل جزءا من الإصلاح القضائي لحكومة نتنياهو، مما يقلص من قدرة رئيس الوزراء على الإفلات من محاكمات قائمة وأخرى مرتقبة.

ويمكن للحكم الدراماتيكي أن يعيد إسرائيل إلى أزمة دستورية وسياسية وسط الحرب التي تشنها على قطاع غزة والمخاوف بشأن حرب محتملة مع لبنان.

وكان نتنياهو يسعى من خلال هذه الإصلاحات القضائية إلى تحصين نفسه من المحاكمة بتهم الفساد، وقد حظي بدعم من اليمين المتطرف لتمرير هذه الإصلاحات.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه خسائر إسرائيل في غزة، من المتوقع أن يواجه نتنياهو محاكمة بسبب الحرب التي لم ينجح حتى الآن في تحقيق أي من أهدافها.

ومن المتوقع أن يؤدي رد فعل نتنياهو وحلفائه اليمينيين المتطرفين، على قرار المحكمة، إلى انسحاب بيني غانتس من حكومة الحرب الحالية.

وإذا ترك غانتس، وهو جزء من تحالف الوحدة الوطنية المعارض، مجلس الحرب، فسيترك ذلك إسرائيل مع حكومة يمينية متطرفة لاتخاذ قرارات بشأن معارك غزة.

وقال موقع “أكسيوس” الأمريكي إن انسحاب غانتس ربما يؤثر على الدعم الأمريكي للحرب.

وطلبت إسرائيل دعما عسكريا من الولايات المتحدة يشمل طائرات أباتشي وقطع غيار دبابات ميركافا، وهو ما يعزز فكرة أنها تعرضت لخسائر كبيرة في القطاع.

وقبل أيام قليلة، قال القائد السابق للشرطة دان حالوتس، إن هذه الحرب لن يكون بها أي نصر، ولن تحمل سوى الخسارة.

وأكد حالوتس أن النصر الوحيد “هو أن يترك نتنياهو وظيفته”، مضيفا “علينا دفع الإسرائيليين نحو تحقيق هذا الهدف”.

وتزامن الحكم الأخير مع خلاف متزايد في مجلس الحرب حيث رفض وزير الجيش يوآف غالانت وعضو المجلس بيني غانتس الظهور مع نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك قبل أيام قليلة.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/1di