مفاوضات تبادل الأسرى تحرز تقدما ونتنياهو يتحدث عن “خلافات”

أحرز اللقاء الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس أمس الأحد لبحث صفقة تبادل محتملة بين المقاومة وإسرائيل، تقدما، حسبما نقلت هيئة البث العبرية.

وقالت الهيئة إن اللقاء الذي ضم رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدارء أجهزة الاستخبارات في أمريكا ومصر وإسرائيل، بحث خطة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مراحل.

ونقلت الهيئة عن مصدر أن اللقاء تناول وقفا مدته شهرين لإطلاق النار في غزة مقابل إطلاق 100 أسير إسرائيلي على أن تكون الأولوية للنساء والأطفال والمرضى.

وفي المقابل، ستطلق إسرائيل أيضا عددا كبيرا من الأسرى الفلسطينيين في سجونها والبالغ عددهم نحو 9 آلاف.

 

نتيناهو يتحدث عن خلافات

من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتماع باريس كان بنّاءً، لكنه أشار إلى وجود خلافات ما تزال قائمة بين الأطراف.

وأضاف أنه من المخطط أن يواصل الأطراف بحث الخلافات خلال الأسبوع في اجتماعات ثنائية إضافية.

وتتصاعد الضغوط الداخلية على نتنياهو لإبرام صفقة مع حماس لإطلاق سراح بقية الأسرى، ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصدر مطلع أن الطرفين توصلا إلى تفاهمات حول معظم بنود الاتفاق.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الخلاف يدور فقط بشأن وقف إطلاق النار في نهاية التهدئة التي ستستمر لـ35 يوما، وستشمل الإفراج عن كافة الأسرى الإسرائيليين.

وقالت الصحيفة أن حماس اشترطت إطلاق 100 أسير فلسطيني مقابل كل أسير إسرائيلي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة.

وتضمنت شروط حماس أيضا تهدئة ما بين 10-14 يوما قبل الإفراج عن أي أسير إسرائيلي، وتهدئة لمدة شهرين بين كل مرحلة وأخرى من مراحل الصفقة.

ويوجد ما بين 130 إلى 140 أسيرا في يد المقاومة بعدما تمكنت قطر من التوسط لتبادل نحو 100 مدني مقابل أكثر من 200 امرأة وطفل فلسطيني خلال اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه أواخر نوفمبر.

وسيزور الشيخ محمد بن عبد الرحمن واشنطن لبحث مزيد من التفاصيل مع مسؤولي إدارة جو بايدن الذي هاتف سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الجمعة لبحث تطورات الوساطة التي تجريها الدوحة.

وزار كبير مستشاري البيت الأبيض بريت ماكغروك الدوحة الأسبوع الماضي لبحث إطلاق سراح كافة الأسرى المتواجدين لدى المقاومة، في وقت يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو وضع العراقيل أمام أي تقدم.

ويوم السبت، حذرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- من احتمال مقتل كافة الأسرى المتواجدين لديها بغارات الاحتلال التي تستهدف كل مكان في غزة.

 

اتجاه لإنهاء الحرب

ويوم السبت، نقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين مصريين أن مقترح التهدئة ينص على وقف مبدئي للقتال مدته ست أسابيع يتم خلالها تبادل النساء والأطفال وكبار السن المحتجزين لدى حماس.

وستحصل حماس مقابل ذلك على ضمانات دولية أمريكية بضرورة لاتفاق شامل لوقف الحرب خلال الهدنة.

ولم يرد الطرفان رسميا على هذا التصور الذي قدم إليهما مؤخرا، حسب المسؤولينالذين أكدوا قبول الجانبين بشكل كبير على التوصل لإطار مرحلي يتضمن وقفا طويلا للقتال.

وقال مسؤول إسرائيلي، إن تل أبيب “ملتزمة تماما بالإفراج عن جميع أسراها، وتدمير حماس، وستواصل بذل كل ما في وسعها لضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين”.

ما يزال الطرفان مختلفين بشأن قضايا رئيسية أبرزها توقيت سحب القوات الإسرائيلية من غزة وعودة سكان شمال القطاع إلى بيوتهم.

ورغم هذه التسريبات، أكد نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت أن الحرب قد تستمر عاما آخر، وربما أكثر، وهو ما أبلغ بايدن رئيس وزراء إسرائيل بأنه ليس مستعدا له، وفق موقع أكسيوس.

كما أكد نتنياهو صراحة رفضه حديث بايدن على إقامة دولة فلسطينية، وقال إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة وغرب نهر الأردن، بعد الحرب.

وتحاول واشنطن دفع إسرائيل نحو عمليات عسكرية أقل كثافة، لكن تل أبيب ترفض هذا الطلب رغم تكبدها مزيدا من الخسائر على يد المقاومة.

وقال نتنياهو، إن على دولة قطر ممارسة مزيد من الضغط على حماس، وهو ما انتقدته الدوحة بشدة واعتبرته محاولة لعرقلة إنقاذ أرواح الأبرياء.

ولم تفلح إسرائيل بعد مرور نحو أربعة أشهر من تحقيق أي من الأهداف التي أعلنها أول الحرب، وقالت العديد من التقارير الإسرائيلية والغربية إن هذه الأهدف تكاد تكون مستحيلة.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/1lj