قالت وكالة “فرانس برس” إن المفاوضات الأمريكية المباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بشأن الأسرى في قطاع غزة، كشفت عن توترات وخلافات نادرة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة.
وأشارت الوكالة في تقرير لها، إلى أن عددا من القادة الإسرائيليين عبروا عن استيائهم من هذه المفاوضات التي تعد الأولى من نوعها، بحجة اعتقادهم أن حركة حماس “منظمة إرهابية لا يمكن الوثوق بكلامها”.
مخاوف إسرائيلية
وكشف المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى آدم بوهلر لشبكة “سي إن إن” الأحد، أن إسرائيل “أثارت بعض المخاوف” بشأن المفاوضات المباشرة، لكنه قال إنه من المفيد سماع ما تريده حماس وما تقدمه.
وأضاف بوهلر: “نحن لسنا عملاء لإسرائيل. لدينا مصالح محددة”، لكنه نفى أن تكون العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل مهددة.
من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن “إسرائيل منسقة بنسبة 100٪ مع الإدارة الأمريكية”. مبينا أن الولايات المتحدة لا تستطيع التفاوض نيابة عن الإسرائيليين.
انتقادات علنية
ووجه وزير الزراعة الإسرائيلي وعضو مجلس الوزراء الأمني آفي ديختر، انتقادات علنية للمبعوث الأمريكي بوهلر.
وقال ديختر لإذاعة إسرائيل: “إن هذا الإجراء، حتى وإن كانت النوايا وراءه طيبة للغاية، فإن تنفيذه سيئ للغاية، ويثير مشاكل كبيرة”. وأضاف: “إنه أمر خطير للغاية عندما تقوم بخطوات دون علم ودون تنسيق مع الجانب الإسرائيلي”.
شرعية سياسية
بدوره أرجع الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى القلق الإسرائيلي بشأن المحادثات الأمريكية مع حركة حماس إلى كونها محادثات مباشرة وليست عبر وسطاء، “مما يعطي حماس شرعية سياسية”.
وأضاف مصطفى لقناة الجزيرة أن “هذه المحادثات أيضا يمكن أن تكون مسارا بديلا، إذ لا تريد إسرائيل هدنة طويلة الأمد، وإنما تمديد المرحلة الأولى وإطلاق سراح بعض أسراها والجثث”.
وأوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن هذه المباحثات تتناقض مع التصور السياسي الإسرائيلي بشأن مصير اتفاق غزة، لافتا إلى أن إسرائيل تريد هدنة محددة زمنيا ثم استئناف الحرب أو الدخول إلى المرحلة الثانية بشروطها.
محادثات غير مسبوقة
وكان أكسيوس الأميركي كشف عن محادثات مباشرة غير مسبوقة بين واشنطن وحماس في قطر لـ”إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في غزة، وبحث اتفاق أوسع لإنهاء الحرب، والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد”.
وأفاد الموقع أن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر شارك في المحادثات التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة، لكنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن.
ترقب غزّي
وعلى الصعيد الغزّي، يسود الترقب في القطاع، في ظل الغموض الذي يكتنف مصير البدء في المرحلة الثانية من الاتفاق، وتخوف من عودة القتال.
وارتفعت حالة القلق والترقب مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتصريحات الإسرائيلية الداعية إلى اتفاقات بعيدة عن بنود الصفقة التي تم التوقيع عليها.
وكان من المفترض البدء في مفاوضات المرحلة الثانية بها في الثالث من فبراير الماضي، وفق ما نص عليه الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025.
مراحل الاتفاق
وبدأت الهدنة في 19 يناير/كانون الثاني، وتمتد مرحلتها الأولى 42 يوما، وهي واحدة من 3 يتضمنها اتفاق وقف النار.
وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بينهم 8 متوفون. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح نحو 1700 فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان من المفترض الإفراج عنهم.
ويفترض إعادة الأسرى المتبقين خلال المرحلة الثانية التي تنص على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب. وأكدت حركة حماس استعدادها لإعادة كل الأسرى “دفعة واحدة” خلال هذه المرحلة.
“هذه الأرض تعرف أهلها”..
كتائب القسام تبث مشاهد من عملية تسليم أسرى صهاينة من الدفعة السابعة ضمن المرحلة الأولى من “صفقة طوفان الأقصى”.#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/rvjpSbqo7N
— رضوان الأخرس (@rdooan) February 22, 2025
أما الثالثة فتخصص لإعادة إعمار غزة وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
ومنذ يناير الماضي يروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.