مشيرب- هاجر رضوان
التقت منصة مشيرب عددا من المشاركين في جلسة المشاورة الوطنية الثانية حول الدراية الإعلامية والمعلوماتية، التي عقدت يومي الاثنين والثلاثاء.
وجاءت الورشة استكمالا لأعمال المشاورة الوطنية الأولى التي نظمت عام 2019 بهدف توسيع نطاق النقاش من خلال نهج أصحاب المصلحة المتعددين.
وتهدف المشاروة أيضا إلى فهم أفضل لإطار الدراية الإعلامية والمعلوماتية في دولة قطر، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى الدعم.
وتسعى الجلسات لبناء خطة عمل لدعم تطوير الدراية الإعلامية والمعلوماتية ونشرها في قطر ضمن خطة التحول الرقمي كجزء من رؤية قطر 2030.
وشارك في المشاورة نخبة من الإعلاميين والأكاديميين القطريين عبر جلسات مناقشات بغية الوصول إلى توصيات يمكن العمل بها في قطر من أجل إيجاد جيل يمتلك دراية إعلامية واسعة.
وقالت مديرة معهد الجزيرة للإعلام إيمان العامري، إن هذه المشاورة الوطنية والمبادرة القيمة جاءت لتسليط الضوء على أهمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية وتحقيق فهم أعمق لهذا المصطلح.
عرض هذا المنشور على Instagram
خلق بيئة واعية
وأوضحت العامري أن مصطلح الدراية الإعلامية والمعلوماتية “يحمل دلالات عميقة ومؤثرة في حياة الأفراد والمجتمعات”،وقالت إنه يمهد لخلق بيئة واعية ومدركة لأهمية الإعلام وخطورته
أما خبيرة التعليم الإلكتروني مها بو حليقة، فقالت في تصريح لمنصة مشيرب على هامش الجلسات إن وزارة التربية عرضت خلال الحلقة النقاشية الأولى جهودها لتحقيق الكفايات الرقمية للطلاب والمعلمين في مبادرات الدراية المعلوماتية والإعلامية.
وأكدت المتحدثة أن الوزارة عملت على تعزيز الأمن الرقمي للطلاب من خلال طرح الورش والدورات بالإضافة لدعم منهج التكنولوجيا والمعلومات بالتعاون مع وكالة الأمن السيبراني.
وعملت الوزارة أيضا على طرح مشروع مناهج الأمن السيبراني من خلال المبادرات التي تقودها والتي تحدث أثرا واضحا على المجتمع القطري، وفق بو حليقة.
قطر تواجه حربا إلكترونية مستمرة
وفي السياق، قال رئيس تحرير صحيفة “جلف تايمز” (Gulf Times) فيصل المضاحكة، إن موضوع الدراية الإعلامية والمعلوماتية في قطر “مهم جدا بالنظر إلى ما عايشته البلاد من زخم خلال السنوات الخمس الماضية على المستوى الصحي أو الرياضي أو السياسي، فضلا عن خطاب الكراهية والذباب الإلكتروني وحملات تشويه تجعل التركيز على الدراية المعلوماتية الإعلامية أمرا مهما.
وأضاف المضاحكة “من المهم التوعية الإعلامية ضمن المناهج كي نتفادى الصراع بين الحق والباطل؛ خاصة أت الباطل قد يفوز، وفاز بالفعل في مرات عديدة حين لم يتحدث صاحب الحق أو حينما ألقى كلمته بطريقة غير صحيحة مما يقتل قصته وقضيته”.
وأشار المتحدث إلى أمله في أن تخرج هذه المشاورة بتوصيات يتم تنفيذها في أسرع وقت، مؤكدا أن الوعي الإعلامي موضوع مهم خاصة وأن المنطقة تعيش أجواء جيوسياسية نشطة.
كما أشار إلى أن دولة قطر نفسها تشهد نشاطا في جميع المجالات وهو ما يجعلها عرضة لحروب إعلامية تتطلب استعدادا للدفاع عنها.

توعية الجيل الجديد
من جهتها، أكدت مديرة المركز الاعلامي القطري إيمان الكعبي على أهمية الجلسات التي تتناولها الورشة خاصة جلسة “دور وسائل الإعلام في تعزيز الدراية العالمية والمعلوماتية”.
وأشارت الكعبي إلى أن المشاركين أكدوا على دور الجهات والوزارات والمؤسسات القطرية في التوعية بالدراية الإعلامية والمعلوماتية ومدي تسخير الإعلام بشكل أكبر في المناهج الدراسية التي تؤكد على أهمية استقاء المعلومات من مصدرها بشكل صحيح.
وقالت إن وسائل الإعلام مطالبة بمواكبة الثورة الإعلامية وذلك بالنظر إلى الحاجة إلى استقاء الخبر من مصدره الصحيح وكيفية تسخير وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في نقل المعلومة الصحيحة.
وحول دور أساتذة الجامعات بالدراية المعلوماتية، قال الأستاذ المشارك بقسم الإعلام بجامعة قطر الدكتور كمال حميدو، إن المشاركة في المشاورة جاءت كمحاولة لإيجاد رؤية أو استراتيجية قطرية لوضع سياسة قابلة للتنفيذ على مستوى المجتمع والمدارس والجامعات في سبيل تعزيز الدراية الإعلامية والمعلوماتية.
وأكد حميدو أن المجتمع أصبح يعاني من تضليل في المحتويات الإعلامية بالإضافة إلى استقطاب الشبكات الاجتماعية بين مختلف الفاعلين سواء داخل البلد الواحد أو بين بلد وآخر؛ بما أصبح يهدد السلم الاجتماعي دوليا وليس داخل الدولة الواحدة.
وقال إن أساتذة الجامعات تقع عليهم مسؤولية تهيئة الكوادر الإعلامية التي يتوقع منها أن تسهم في معالجة الواقع والحالة المرضية التي انتشرت في مختلف المجتمعات.
وأشار حميدو إلى مساهمة أساتذة الجامعة في إيجاد الحلول التي تؤهل الكوادر الإعلامية بشكل صحيح بما يجعلهم يشعرون بهذه المسؤولية التي تقع على عاتقهم سواء المسؤولية الأخلاقية أو السياسية وفي بعض الأحيان تكون المسؤولية المعنوية والتربوية.
وختم بالقول إنه يتعين على الصحفي أن يصبح عنصرا فاعلا و مؤثرا داخل المجتمع والمدارس والجامعات لمحاولة تغيير هذه الثقافة السلبية السائدة خاصة عند من يُسمَّون بالصحفيين المواطنين أو صحافة المواطن بشكل عام.
يشار إلى أن المشاورة الوطنية حول الدراية الإعلامية يتم تنظيمها بالتعاون بين مكتب اليونسكو في منطقة الخليج ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومعهد الجزيرة للإعلام واللجنة الوطنية القطرية لليونسكو.