مشيرب تحاور أعضاء في معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة

جولة تعريفية حول معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة

مشيرب – هاجر رضوان

افتتحت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، سمو الشيخة موزا بنت ناصر، الثلاثاء، معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة والذي يستهدف تعزيز الصحة العامة اعتمادا على أنماط الحياة الشخصية.

ويهدف المعهد لتوحيد الجهود المبذولة في مجال العلوم الصحية والجينوم لدى “قطر بيوبنك“، وبرنامج “قطر جينوم“، وذلك لدعم مساعي البلاد في اعتماد ممارسات الطب الشخصي وتطبيقها.

سمو الشيخة موزا بنت ناصر خلال افتتاح المعهد بشكل رسمي

منصة مشيرب  التقت عددا من أعضاء معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة على هامش الافتتاح الرسمي للمعهد.

مديرة مختبرات معهد قطر الرعاية الصحية الدقيقة، إيمان الخياط

وقالت مديرة المختبرات في المعهد، إيمان الخياط، إن معهد قطر الرعاية الصحية الدقيقة هو مركز وطني بحثي تطبيقي ينطوي تحت مظلة مؤسسة قطر ويركز على تحسين وتطوير جودة الرعاية الصحية الدقيقة من خلال جمع العينات وإجراء دراسات شاملة للجينات متعددة البيانات.

وأكدت أنه تأسس بجهود “قطر بيوبنك” و “قطر جينوم”، على مدار أكثر من عشرة أعوام في جمع البيانات والبحوث والتطوير التنظيمي والبناء عليها.

خبير التعليم الجينومي في معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، ديما درويش

من جانبها قالت خبيرة التعليم الجينومي في المعهد، ديما درويش، إن الإعلان عن افتتاح المعهد لم يكن بداية مركز جديد، وإنما هو خلاصة سنوات من العمل في “قطر بيوبنك” و “قطر جينوم”.

وأشارت أنه خلال تلك الفترة تم تأسيس بنية تحتية قوية، من أجهزة ومختبرات وأفراد مؤهلين للعمل، بالإضافة إلى بيانات شخصية وكان هذا ثمرة تعاون مجتمعي.

خطوات التأسيس

وأضافت الدرويش: بدأ العمل بتأسيس البنية التحتية القوية ومن ثم جمع بيانات هائلة من السكان الأصحاء والمرضى، لعمل أبحاث تفضي لخلاصات عن الصحة العامة يمكن من خلالها استخلاص النتائج.

وأكدت أن تركيز المعهد كان وسيستمر على التطبيق السريري، وهو ما يعني انتقال فعلي لتطبيقات حقيقية حول المريض في المستشفى.

جولة تعريفية بمراحل تأسيس المعهد

منظومة صحية متكاملة:

وذكرت الدرويش أن المعهد يهدف لمساعدة مراكز الرعاية الصحية لتقديم منظومة صحية متكاملة، تبدأ من الخطوة الأولى، وهي “الوقاية” من احتمالية وقوع مرض، بعد دراسة المكون الوراثي للشخص المستهدف، ما يعني وقاية مبكرة جدا.

واستدركت قائلة: تكون رحلة التشخيص في بعض الأحيان طويلة ومتعبة ومكلفة للمريض ولمنظومة الرعاية الصحية ولكن حينما تتم دراسة المكون الوراثي أو الجينوم الكامل للشخص فهذا يؤهل الطبيب لمعرفة أدق لمعاناة المريضن وتشخيص صحيح وسريع لمرضه، وبالتأكيد سيكون بكلفة مناسبة”.

وتابعت: “في الخطوة التالية يكون العلاج الدقيق، فاستخدام بيانات جينوم الشخص تؤدي إلى تحديد علاجه فقط بناء على مكونه الوراثي وبالتالي لا يوجد دواء للجميع، وإنما يتم علاج كل مريض بناء على ملفه الطبي الكامل ومنها ملف الجينومي بكل بياناته الوراثية”.

وأردفت: “وبذلك يستطيع  الطبيب أن يصف الدواء المناسب من بين مجموعة الأدوية المتوفرة، بالاضافة لذلك يقرر الجرعة المناسبة مع تقليل الآثار الجانبية السيئة”.

وأجملت الدرويش حديثها بالقول: “الطب الدقيق هو الأفضل والأسرع والأدق والأقل كلفة وهي المَحاور التي سيتم التركيز عليها في المستقبل”.

عضو قسم العلاقات العامة واستقطاب المشاركين، رفيق عدنان

محطات تأسيس المعهد

وفي السياق نفسه أكد الموظف في قسم العلاقات العامة واستقطاب المشاركين، رفيق عدنان، أن المعهد مر بمراحل هامة أثناء تأسيسه منذ عام 2012 حيث أطلقت الاستراتيجية الوطنية للبحوث إنشاء “قطر بيوبنك للبحوث”، وعام 2013 تم إطلاق “قطر جينوم”، وصولا إلى الافتتاح الرسمي لـ “قطر بيوبنك” في 2015.

وأضاف: “مع اكمال أول تسلسل للجينوم ثم افتتاح “سدرة للطب” في 2018 ومن ثم اليوم بفضل الله تم الانتهاء من إجراء تسلسل جينومي لأكثر من 40,000 مشارك”.

سمو الشيخة موزا

وقالت سمو الشيخة موزا في كلمة خلال الافتتاح إن:”الصحة مصلحة وطنية وصحة المجتمع تبنى على صحة الفرد وعلى هذا النهج حشدنا الشروط اللازمة لإرساء ركائز بنية تحتية صحية تستجيب لحاجاتنا وتطلعاتنا”

وتابعت حديثها قائلة “الطب الدقيق ليس سلعة يمكن للبلدان أن تشتريها أو تستوردها وتقدمها لمستشفياتها لتوزعها على المرضى، إنما فضلا عن الاستثمارات المالية، يتطلب التنفيذ الناجح وتسخير الإمكانات الكاملة للـطب الدقيق إنشاء تقنيات وبنية تحتية متقدمة تسمح لنا برسم الخريطة الجينية والجزيئية ليس فقط لأفراد محددين، ولكن للسكان بصفة عامة ومقارنتهم بالسكان الآخرين في جميع أنحاء العالم.”

سمو الشيخة أثنت على جهود العلماء قائلة “حظيت إسهامات علمائنا باهتمام واسع انعكس في نشر أبحاث عالية التأثير في بعض المجلات العلمية الأكثر شهرة والمشاركة في الدراسات الدولية الهامة والشبكات علاوة على التعاون الذي أدى إلى العديد من الاكتشافات والاختراعات الرائدة”

ودعت سمو الشيخة موزا الجميع “للمشاركة في هذا المشروع الذي يصنع ثورة صحية في قطر تحديدا في مجال الرعاية الصحية الدقيقة وهو مشروع وطني لن يخدم قطر والمنطقة فحسب بل يخدم الإنسانية جمعاء”.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2e1