محللون: قطر أدارت المفاوضات بحرفية عالية وحيادية

محللون سياسيون: قطر أدارات المفاوضات بحرفية عالية وحيادية
دور بارز للدبلوماسية القطرية في تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار

أشاد محللون سياسيون بالدور القطري المؤثر في السياسة الدولية، لافتين إلى أن نجاح الوساطة القطرية يعد إنجازا دبلوماسيا مهما يساهم في إحلال السلام في المنطقة.

ونوهوا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا” إلى أن دولة قطر، أكدت من خلال جهود الوساطة المستمرة منذ 15 شهرا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قدرتها على التأثير وإدارة المفاوضات بحرفية عالية وبحيادية ونزاهة وموثوقية عكست خبرتها الكبيرة في هذا الميدان.

إنجاز جديد

وقال المدير التنفيذي لمجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية الدكتور طارق محمد يوسف، إن نجاح الوساطة القطرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يمثل إنجازا جديدا للدبلوماسية القطرية التي تتسم بالحكمة والديناميكية والمرونة في التعاطي مع الملفات والأزمات في المنطقة.

وأشار يوسف إلى أن الاتفاق أكد مدى حكمة قطر وصواب مواقفها الداعية للحوار، وقال : “منذ بدء الحرب دعت قطر إلى الحوار، وحذرت من تبعات استمرار الحرب، واليوم يتجسد إيمانها بالحوار، ونأمل أن يكون الاتفاق خطوة تقود مستقبلا إلى سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط”.

وأضاف:” جهود قطر ستثمر سلاما في المنطقة.. وهذا الاتفاق يمثل انفراجه كبيرة للشعب الفلسطيني وللمنطقة والعالم برمته، بالنظر إلى ما خلفته هذه الحرب الظالمة على غزة من ضحايا وخراب ودمار”.

دور تاريخي

وفي السياق قال المحلل السياسي وأستاذ الدراسات الأمنية بجامعة قطر الدكتور بكيل الزنداني،:” إن دولة قطر تاريخيا وليس منذ 15 شهرا فقط تأخذ على عاتقها القضية الفلسطينية وتعتبرها القضية المركزية بالنسبة لها، وهذا ما أكسبها ثقة الشعب الفلسطيني بكل فئاته وشكل أحد عوامل النجاح في هذه الوساطة الشديدة التعقيد والحساسية”.

وأكد الزنداني أن الخبرة الطويلة في العمل الدبلوماسي التي تتمتع بها دولة قطر كانت عاملا حيويا لحلحلة العقد التي صاحبت هذه الوساطة على مدار 15 شهرا متواصلة.

وأكد أن هذه الجهود لن ينساها أبناء الأمة العربية والإسلامية بشكل عام وأبناء فلسطين بشكل خاص، كونها ستسهم في حقن الدماء ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى الثقة التي تتمتع بها الدبلوماسية القطرية من جميع الأطراف إقليميا ودوليا نتيجة لوساطات قامت بها في مناطق متعددة من العالم بكفاءة ونزاهة.

دبلوماسية فاعلة

من جانبه، قال المحلل السياسي الأردني الدكتور خالد وليد محمود، إن الجهود القطرية لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على مدار الشهور الماضية كانت نموذجا بارزا للدبلوماسية الفاعلة، القائمة على الحوار والتواصل المباشر مع الأطراف المعنية.

وأضاف محمود:” صحيح أن هذه الوساطة لم تكن بمنأى عن التحديات، حيث تعرضت أحيانا لمحاولات إساءة واتهامات باطلة، لكن دولة قطر استمرت في جهودها بنزاهة وحيادية مع الحفاظ على حسن النية من طرفي التفاوض وثقتهما بالوسيط القطري”.

وأشار إلى أن الوساطة في ملف غزة مثلت أحد أصعب المهام التي خاضتها قطر في تاريخها، مبينا أن قطر نجحت في إثبات جدارتها في إدارة هذا الملف المعقد، حيث صممت منذ البداية على دعم كل الجهود للوصول إلى اتفاق شامل ومستدام يوقف آلة الحرب ونزيف الدماء

وأكد المحلل السياسي، أن نجاح قطر في التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة يعزز الآمال في إمكانية حلحلة أزمات أخرى في المنطقة، بل قد يشكل أساسا لإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، ويفتح الباب أمام تسوية شاملة للقضية الفلسطينية.

الإعلان عن الاتفاق

وأمس الأربعاء، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التوصل رسميا لاتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي، “يسر قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية الإعلان عن التوصل لاتفاق بشأن قطاع غزة”.

وأوضح أن الاتفاق يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل الموافق التاسع عشر من يناير الجاري، مبينا أن حركة حماس ستطلق 33 محتجزا مقابل إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الأولى.

وفي تعليقه على إعلان الاتفاق، أكد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن الدور الدبلوماسي لدولة قطر في الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو واجب الدولة الإنساني قبل السياسي.

وقال سموه عبر حسابه في منصة “إكس” أمس الأربعاء، “نأمل أن يُسهم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبدء مرحلة جديدة لا يتم فيها تهميش هذه القضية العادلة، والعمل الجاد على حلها حلا عادلا وفق قرارات الشرعية الدولية”.

وتوجه سمو الأمير بالشكر لجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية على جهودهما المقدرة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

محطات بارزة

وقدمت دولة قطر مساهمات هامة في تعزيز السلام والأمن في عدة مناطق حول العالم، شملت فلسطين، أفغانستان، لبنان، السودان، القرن الإفريقي، تشاد، فنزويلا، وأوكرانيا.

وتعتمد سياسة قطر الخارجية على مبدأ الاستقلالية والحياد، مما يجعلها طرفا فاعلا في تعزيز الحوار والوساطة في حل النزاعات بالطرق السلمية، وتتماشى هذه السياسة مع المادة السابعة من دستور دولة قطر، التي تنص على أهمية تعزيز الأمن والسلم الدوليين من خلال تشجيع فض المنازعات عبر الحوار وسبل الحل السلمي.

وأثبتت الوساطة القطرية قدرتها الفائقة في تحويل النزاعات إلى فرص للسلام، من خلال بناء جسور الحوار وتحويل الخلافات إلى تفاهمات، واستطاعت قطر أن تكون ركيزة أساسية للسلام المستدام.

وتلتزم الدوحة في إطار هذه الجهود بميثاق الأمم المتحدة وتؤكد على أهمية دور مجلس الأمن والمجتمع الدولي في دعم هذه الوساطات.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/4pk