استضافت العاصمة القطرية الدوحة لقاء سريا بين الولايات المتحدة وفنزويلا لتحريك المفاوضات المجمدة بين البلدين، وفق ما كشفته مجلة “ريسبونسبل ستيت كرافت” الأمريكية يوم السبت.
وقالت المجلة التابعة لمعهد “كوينسي لإدارة الدولة المسؤولة” الأمريكي، إن دخول الدوحة على خط الوساطة الأمريكية الفنزويلية يأتي في إطار بروز الدور الدبلوماسي القطري.
وأوضحت المجلة أن اجتماعا سريا جرى في الدوحة بين مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أمريكا اللاتينية، خوان غونزاليس، وخورخي رودريغيز، الذراع اليمنى للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وكان اللقاء يهدف لفتح قناة اتصال مباشرة بين البلدين مستقبلا وإيجاد سبل لإزالة التوتر القائم بينهما بسبب فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات على كاراكاس.
وفرض ترامب عقوبات على فنزويلا بحجة أن الرئيس نيكولاس مادورو قوض ديمقراطية البلاد.
View this post on Instagram
مكانة قطرية متزايدة
واعتبرت المجلة الأمريكية أن اللقاء الأمريكي الفنزويلي يؤكد تحول الدوحة إلى وسيط جديد بالثقة لحل الخلافات الدبلوماسية بشكل متزايد.
وترى المجلة ان اقتراب الدوحة من فنزويلا يمثل خطة عالية المكاسب ومنخفضة المخاطر وبالتالي فإن قطر ليس لديها ما تخسره من هذه الخطوة.
ويملأ دور غير المتوقع قطر كوسيط في هذا النزاع فراغا خلفه الفاعلون الآخرون في هذا الملف وخصوصا كولومبيا، بحسب المجلة.
View this post on Instagram
وأضافت المجلة “تعمل قطر على ترسيخ مكانتها الناشئة كوسيط دبلوماسي عالمي وهو أمر يساعد الولايات المتحدة في العديد من النقاط السياسية الحساسة بشكل خاص”.
وتعتبر فنزويلا ساحة أخرى تنظر فيها الولايات المتحدة إلى التنوع الدبلوماسي لقطر على أنه رصيد.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن الدوحة لم تنضم أبدا إلى قائمة الدول التي اعترفت بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس شرعي لفنزويلا، وقالت إن هذا الأمر “مكَّنها من الحفاظ على العلاقات مع كاراكاس”.
وقالت المجلة إن علاقات قطر الوثيقة مع تركيا، أحد شركاء مادورو الدوليين الرئيسين، تساعدها على تعزيز الثقة الثنائية.
وفي يونيو 2022، زار الرئيس الفنزويلي الدوحة وأجرى مشاورات مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك تزامنا مع أحاديث عن مفاوضات أمريكية فنزويلية بشأن تصدير النفط.
ولعبت الدوحة دورا بارزا في العديد من الخلافات السياسية خلال السنوات القليلة الماضية، ورعت مفاوضات بين واشطن وحركة طالبان الأفغانية انتهت باتفاق سلام تاريخي قبل عامين.
واحتضنت الدوحة مؤخرا مفاوضات سرية بين الاتحاد الأوروبي وإيران من أجل إحياء الاتفاق النووي المجمد، وهي تدعم أيضا وساطة تقودها سلطنة عمان بين واشطن وطهران بهدف التوصل لاتفاق.
أضف تعليقا