مشيرب- هاجر رضوان
انطلقت أمس السبت فعاليات برنامج “لأنك تقدر” الذي ينظمه مركز قطر للتطوير المهني بهدف تعزيز التطوير المهني الشامل، وتمكين الذين يعانون صعوبات في التعلم من الاستفادة من خدمات التوجيه والتطوير المهني على أكمل وجه.
وصمم “لأنك تقدر” لخدمة جمهور محدد ولتوفير الدعم والتطوير المهني للأفراد الذين يعانون من صعوبات في التعلم في المرحلة العمرية من 17 إلى 30 عاما.
ويركز البرنامج على الأشخاص الذين يعانون من التوحد الخفيف، وصعوبات التعلم البسيطة، وأولئك الذين يعانون من إعاقات جسدية تؤثر في قدرتهم على التعلم.
20 مشاركا بالدورة الجديدة
وقالت مؤسِّسة برنامج “لأنك تقدر” العنود جمال في تصريحات خاصة لمشيرب إن النسخة الثانية جاءت تتويجا لجهود النسخة الأولى ونجاحها، مشيرة إلى أمشاركة 20 شخصا في النسخة الجديدة.
وأضافت أن هذه النسخة انطلقت لتسليط الضوء على المشاريع الخاصة بالمشاركين الذين يملك كل منهم هواية يمكن تنميتها وتطويرها من خلال البرنامج الذي يستمر على مدار أسبوعين.
ويضم البرنامج ورشا وتدريبات لتسويق أفكار المشاركين مع التركيز على تعليم المهارات الخاصة بريادة الأعمال بحيث يتمكن كل طالب من طرح مشروعه الخاص، كما تقول جمال.
وفي نهاية هذا البرنامج سيكون هنالك معرض خاص بالطلاب بوجود لجنة تحكيم ومن ثم تكريم عدد من الفائزين.
واختتمت جمال حديثها بقولها إن المبادرة لا تتوقف عند انتهاء المعرض وإعلان الفائزين وإنما تبدأ مرحلة جديدة من تأهيلهم للنزول بمشاريعهم الي ميدان العمل عبر عدة شركات مختلفة.
دور تثقيفي
وفي السياق، قالت رئيسة جمعية المرأة القطرية للوعي إيمان غافان البسطي إن مشاركة الجمعية في البرنامج “تثقيفي بالدرجة الأولى، حيث يتم طرح عدد من الورش التي تتناول كيفية إنشاء المشاريع وبدئها من الصفر”.
وأضافت البسطي أنه يتم أيضا التعريف بالجمعية ودورها عن تمكين المرأة التي تعد أساس البيت والمجتمع مع تناول بعض الأفكار الاستراتيجية.
وأشارت إلى ورشة تقدمها الدكتورة نوال العالم وأخرى تقدمها نائب الجمعية هند الفلاسي، وقالت إنهما تعملان على تطوير وتثقيف الجيل الصاعد في مجال الإدارة والاقتصاد.
وقالت البسطي إن الجمعية تعمل على دعم وتعزيز وغرس ثقافة الاقتصاد والاستثمار في من يعانون صعوبات التعلم، والتأكيد على أن الإمكانيات ليس لها حدود.
وتعمل الجميعة أيضا -حسب المتحدثة- على تعزيز فكرة أن الإعاقة أمر ثانوي دائما، وأن الفرد المنتج هو منتج بكل قدراته، وأن الإلهام والإبداع هما هبتان من الله لا تقيدهما أية ظروف خارجية.
البرنامج ينمي المهارات
من جانبه، قال مستشار التنمية المهنية بمركز قطر للتطوير المهني الدكتور تاج السر كردمان إن البرنامج شهد مشاركة عدد واسع من الجهات الفاعلة ومنها وزارة العمل ديوان الخدمة المدنية ومراكز ريادة الأعمال في دولة قطر وغيرها.
وأوضح كردمان أن البرنامج يتكون من شقين أحدهما يتناول الإعداد المهني والتطوير الوظيفي للفئات المستهدفة من ذوي الإعاقة بكافة أنواعها خاصة من ذوي صعوبات التعلم، والآخر يشمل التدريب على ريادة الأعمال.
ويهدف البرنامج حسب كردمان إلى تمكين هذه الفئات من اكتشاف قدراتها ومهاراتها ومن ثم تقديم الدعم المطلوب لأجل تحقيق وترجمة أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.
بدوره، قال مشعل الناجم -من نادي رواد الأعمال الشباب– إن البرنامج يختص بتأهيل رواد الأعمال الجدد من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعمل على تدريبهم، معربا عن سعادته بمشاركة النادي في مثل هذه البرامج الفعالة.
وتولي قطر مسألة دمج ذوي الإعاقة في العمل أهمية بالغة بما يتسق مع توجهاتها للالتزام بالمبادئ العالمية للتنوع، وضمان أن تكون القوة العاملة في الدولة ممثِّلةً لكامل أطياف المجتمع من مختلف القدرات.
ويهتم مركز قطر للتطوير المهني بمهمة مواصلة هذه الجهود، من خلال ما يقدمه من برامج متنوعة منها “لأنك تقدر”، الذي يوفر فرصا تدريبية ويُمكِّن المشاركين من المساهمة بفعالية في تنظيم فعاليات الأيام الوطنية.
عرض هذا المنشور على Instagram
ويحاول البرنامج تقديم المشاركين للتعامل مع الجمهور بما يُعزز مهاراتهم الاجتماعية ومهارات التواصل وغيرها من المهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل والتفوق فيه.
ويسعى البرنامج لإدماج ذوي صعوبات التعلم في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للدولة بطريقة سلسة، وتغيير النظرة المجتمعية وإعادة توجيه الفكر الجمعي تجاههم لرؤية الحجم الحقيقي لقدراتهم وأهميتهم في إثراء سوق العمل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للدولة.
ويستهدف البرنامج الفئة العمرية بين 17-30 عاما، ويركز البرنامج على الأشخاص الذين يعانون من التوحد الخفيف، ومن صعوبات التعلم البسيطة، وأولئك الذين يعانون من إعاقات جسدية تؤثر في قدرتهم على التعلم.
مراحل البرنامج
ومع انطلاق البرنامج، تبدأ مرحلة التقييمات الشاملة للمشاركين حيث يتم التركيز على فهم قدرات كل فرد واهتماماته ومساراته المهنية المحتملة، واستخدام المعلومات المتحصلة لوضع خطط تطوير مهني شخصية لهم.
وتعزز هذه المرحلة ثقة المشاركين بأنفسهم وبما يقدمونه من أفكار مختلفة، كما يتم تزويدهم بمهارات الاستعداد المهني، ومن ثم التنسيق مع المؤسسات الشريكة لتعزيز هذه الخطوات بالتدريب العملي.
ويضمن البرنامج الطابع الشخصي لخطط تطوير المهارات من خلال تقديم تدريب مخصص لكل مشارك يتناغم مع قدراته وطموحاته الفريدة.
ويلي هذا التدريب التطبيق العملي للمهارات في العالم الحقيقي من خلال المساهمة في تنظيم الفعاليات الوطنية، مما يتيح للمشاركين استخدام مهاراتهم المكتسبة في بيئة داعمة، وأن يسهموا بفعالية واستقلالية في مجتمعاتهم.
وتغطي ورش التدريب المهني مجموعة متنوعة من المهارات الحيوية للنمو الشخصي والمهني، بما في ذلك التواصل الفعّال والعمل الجماعي.
ويعتبر هذا النهج متعدد الجوانب في المرحلة الأولى أساسًا قويًا لأي مسار مهني مستقبلي يختاره المشاركون.
وفي يوم الفعالية، سيعمل المشتركون ببرنامج “لأنك تقدر” على الانخراط في تنظيم الفعاليات الاحتفالية الوطنية وفقا لقدراتهم ووفق توصيات المرشدين والمدربين المهنيين.
وأقيمت أول تجربة فعلية لهذا البرنامج في اليوم الرياضي للدولة عام 2024، حيث استطاع المشاركون أن ينخرطوا في المجتمع عبر مهن مختلفة ومهام تتعلق بالرياضة كتنظيم الفعاليات الرياضية، والتدريب الرياضي، والصحافة الرياضية.
وفي المرحلة الثالثة من البرنامج، يتم الاحتفاء بجهود المشاركين من خلال معرض ولجنة تحكيم تُقيّم المشروعات التي نتجت خلال فترة البرنامج ثم إعلان الفائزين ودعم مشروعاتهم عبر الجهات المختلفة.
أضف تعليقا