ترتبط دولة قطر و مصر بعلاقات أخوية تاريخية متجذرة تقوم على أسس من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وتستند هذه العلاقات إلى وحدة الأهداف والمصير المشترك، حيث تشهد تطورا ملحوظا بفضل الإرادة السياسية لقيادتي البلدين، نحو تعميق التعاون الثنائي ليكون نموذجا للعلاقات بين البلاد.
وفي إطار هذا الحرص المشترك بدأ الرئيس المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة رسمية إلى قطر الأحد، حيث تعكس عمق العلاقات بين البلدين وأهمية تعزيز التشاور والتنسيق في ظل التطورات المتسارعة إقليميا ودوليا.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة في ضوء الحاجة إلى موقف عربي موحد تجاه القضايا التي تمس الأمن القومي العربي وحقوق الشعوب العربية المشروعة بهدف تحقيق وحدة الصف العربي وتحقيق الأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم.
بحثت اليوم مع رئيس مصر أخي عبدالفتاح السيسي آفاق تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين بلدينا الشقيقين، بما يمتلكانه من إمكانات كبيرة لدفع التعاون الثنائي وتوسيع نطاقه في عدة مجالات، نتطلع من خلالها وبشكل مشترك إلى تعميق روابطنا الاقتصادية ورفدها بمزيد من الأنشطة التجارية… pic.twitter.com/VmtK7mfIph
— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) April 14, 2025
زيارات متبادلة
وتعد الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، مؤشرا بارزا على متانة العلاقات الثنائية، ففي يونيو 2022، قام سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة رسمية إلى مصر، جرى خلالها بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والطاقة والدفاع والثقافة والرياضة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط.
وفي نوفمبر 2023، قام سمو الأمير بزيارة أخوية أخرى إلى القاهرة، حيث عقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس المصري، تناولت الأوضاع الإقليمية والدولية، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والجهود المشتركة لوقف العدوان على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية.
كما أعرب الجانبان عن دعمهما الثابت للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين، مع إدانة كافة الانتهاكات التي تمس حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي سبتمبر 2022، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي الدوحة، حيث تم عقد جلسة مباحثات رسمية مع سمو الأمير، شهدت توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الاستثمار، والموانئ، والشؤون الاجتماعية.
كما دعا الرئيس المصري خلال ملتقى رجال الأعمال القطري المصري رجال الأعمال القطريين للاطلاع على الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية بمصر لتفعيل الشراكات القطرية المصرية بالقطاعين الحكومي والخاص.
وفي إطار الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، زار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مصر عدة مرات ومنها زيارة في مارس 2022، وزيارة في نوفمبر 2024.
كما قام رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى كمال مدبولي الدوحة بزيارات رسمية إلى الدوحة ومنها زيارة في فبراير 2023، وزيارة أخرى في ديسمبر الماضي للمشاركة في منتدى الدوحة 2024.
وفي مارس 2024 عقد في الدوحة الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بين دولة قطر و مصر.
و استعرضت الدورة العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، خصوصا في مجالات التجارة والاستثمار والدبلوماسية والشؤون الاجتماعية والتعليم والشباب والرياضة.
وناقش الجانبان آخر مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والجهود الجارية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين المحاصرين في القطاع.
ووقعت خلال الدورة عدة مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون بين البلدين في المجالات الاستثمارية والدبلوماسية والشؤون الاجتماعية، والتعليم العام، والشباب والرياضة.
تعاون اقتصادي متصاعد
وشهدت العلاقات الاقتصادية بين قطر ومصر تطورا كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية، لا سيما في مجال الاستثمار والتبادل التجاري. وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 1.2 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ 890 مليون دولار في عام 2022، مدفوعا بتسهيل إجراءات الاستثمار، وإزالة العوائق الجمركية، وتعزيز التعاون في المشروعات المشتركة.
وتعمل في السوق المصرية نحو 261 شركة قطرية باستثمارات تصل إلى أكثر من 2.165 مليار دولار، موزعة على قطاعات السياحة والإنشاءات والصناعة.
كما أعلن الجانب القطري في مارس 2022 عن ضخ استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في السوق المصرية، على هامش زيارة رئيس الوزراء القطري إلى القاهرة.
ويستثمر جهاز قطر بالسوق المصرية بما يقارب 3.317 مليار دولار في منتجعات ومشاريع سياحية.
في المقابل، تستقطب دولة قطر العديد من الاستثمارات المصرية، حيث توفر بيئة تشريعية مرنة، وتسمح بالتملك الكامل للمستثمرين الأجانب، فضلا عن امتلاكها بنية تحتية متطورة تشمل مناطق حرة، ومرافق لوجستية حديثة كميناء حمد ومطار حمد الدولي.
تعاون ثقافي
وعلى الصعيد الثقافي، نظمت الدوحة في يناير الماضي “الأسبوع الثقافي المصري”، الذي عرض تنوع وثراء الفنون والتراث المصري من خلال فعاليات في الفنون البصرية والموسيقية والحرف الشعبية، مما عكس عمق الروابط الحضارية بين الشعبين.