إعلام أمريكي: قطر والسعودية والإمارات يرفضون استخدام أجوائهم لضرب إيران

دول الخليج وضرب إيران
قطر قالت إنها لن تسمح بضرب أي بلد في المنطقة أو خارجها من قاعدة العديد

مع تزايد احتمالات شن إسرائيل هجوما على إيران ردا على الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران ضدها هذا الشهر، أبلغت دول خليجية الولايات المتحدة أنها غير مستعدة لاستخدام أراضيها في عمل عسكري في حال قررت الولايات المتحدة مساعدة تل أبيب.

فقد نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية -في 12 أكتوبر الجاري- عن مسؤول أمريكي أن دولة قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أبلغوا الولايات المتحدة وإيران أنهم لن يسمحوا باستخدام مجالاتهم الجوية لضرب أيران.

وقال المصدر إن الولايات طلبت من إيران عبر وسيط أن ترد بشكل محدود على هجوم إسرائيلي محتمل، لكنه أكد أن هذا الأمر يتوقف على حجم وطبيعة ما ستفعله إسرائيل.

ولوحت إيران مرارا بأنها ستوجه ضربات أكثر انتقامية في حال تعرضها لأي هجوم لكن التقارير الغربية والإسرائيلية تؤكد أن القرار قد اتخذ وأنه غالبا سيكون قبل الخامس من نوفمبر المقبل (قبل أيام من الانتخابات الأمريكية) ولن يطال المنشآت النووية والنفطية.

وقال دبلوماسي عربي لـ”سي إن إن”، إن دول الخليج “حريصة على البقاء خارج الصراع، ومن غير المرجح أن يهرع جيران إيران صراحة للدفاع عن طهران في حالة وقوع هجوم إسرائيلي”.

وأشار الدبلوماسي إلى أن حلفاء الولايات المتحدة في الخليج أعربوا عن قلقهم من استهداف لمنشآت النفط الإيرانية وما قد يترتب عليه من تداعيات سلبية على المنطقة.

وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من ضربة إسرائيلية للمصالح النفطية الإيرانية وحذرت طهران في السنوات السابقة من أنها إذا لم تتمكن من بيع نفطها، فلن تسمح للآخرين في المنطقة بالقيام بذلك أيضا.

 

قلق من هجوم محتمل

ونقلت “سي إن إن” عن مصادر مطلعة أن طهران قلقة من الهجوم الإسرائيلي وتبذل جهودا دبلوماسية واسعة لوقف هذا الرد أو تقليصه، وفي الوقت نفسه مساعدتها في حال تم الهجوم.

وزودت الولايات المتحدة إسرائيل بمنظومة صاروخ “ثاد” المتطورة في خطوة ينظر إليها على أنها تعزيز لقدرات تل الدفاعية في وجه أي هجوم إيراني جديد عليها، وهو ما يعني ضمنا أن إيران تقترب من تلقي ضربة قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت إنها ستكون فتاكة ومباغتة ولن يعرفوا كيف وقعت.

وقال مسؤول كبير في الإمارات لشبكة CNN إن الإمارات “قلقة للغاية” مع توسع الحرب الإقليمية وتعتقد أنه من الضروري أن تلعب الولايات المتحدة دورا فعالا لنزع فتيل التوترات. لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال أمس الأربعاء إن الاتصالات غير المباشرة مع واشنطن توقفت بسبب تصاعد التوتر في المنطقة.

وفي الإمارات، قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، إن بلاده ترى أن الدور الأمريكي مهم وفعال للغاية في هذه اللحظة الحرجة، مؤكدا وجود حاجة إلى خفض التصعيد “على جميع الجبهات، بما في ذلك إسرائيل وإيران”.

وقال قرقاش إن الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان أدلى “بتصريحات مشجعة” في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، لكن هذه التصريحات “تقوضت بسبب التصعيد الحالي”.

وكان بيزشكيان قد أكد في الأمم المتحدة استعداد طهران للتعامل مع الغرب بشأن برنامجها النووي المتنازع عليه، وقال إن إيران مستعدة لإلقاء سلاحها إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه.

 

دول الخليج رفضت استخدام أجوائها لضرب إيران

ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال“، فإن المسؤولين الأمريكيين يخشون أن يؤدي ضرب المنشآت الإيرانية إلى دفع طهران للرد بضرب حقول النفط في السعودية مما قد يدفع الولايات المتحدة للتدخل عسكريا.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن طهران “حذرت الدول العربية من أنها قد ترد على البلدان التي تسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لضرب أهداف في إيران”.

كما نقلت شبكة “NBC” الأمريكية عن مصدرين دبلوماسيين خليجيين أن طهران طلبت بالفعل من دول الخليج عدم السماح باستخدام مجالها ضدها. لكن أحد الدبلوماسيين قال “إن مجلس التعاون الخليجي ليس مهتما بالوقوع في مرمى النيران المتبادلة ولكنه يركز على خفض التصعيد”.

وقال الدبلوماسي الثاني إن من غير المرجح أن توافق أي دولة عربية على السماح للإسرائيليين باستخدام مجالها الجوي لشن هجوم على إيران.

وتحدث الدبلوماسيان بعد جهود دبلوماسية مكثفة بذلها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وعباس عراقجي وزير خارجيته لحشد الدعم بين جيرانهما في الخليج وإقناعهم باستخدام نفوذهم في واشنطن لتخفيف حدة الهجوم الإسرائيلي.

ويشجع البعض في إسرائيل وخارجها البلاد على استغلال هذه الفرصة لشن ضربة طموحة وغير مسبوقة ضد المنشآت النووية الإيرانية، لكن بايدن قال إنه لن يدعم مثل هذا الإجراء.

في المقابل، نقلت وكالة أنباء فارس عن العميد رسول سنائي راد، المستشار الكبير للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يوم الأربعاء قوله إن ضرب المواقع النووية “سيتجاوز الخطوط الحمراء الإقليمية والعالمية”.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال في مقابلة مع تلفزيون قطر مساء الثلاثاء أن قطر لن تقبل باستخدام أراضيها لضرب أي بلد أو شعب في المنطقة أو خارجها.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/3vp

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *