تقرير: قطر والإمارات أصبحتا نقطة محورية لحركة الطيران العالمية

أجواء قطر
شركات الطيران بدأت تتجنب التحليق في سماء الدول التي تشهد مخاطر عسكرية

قال تقرير لموقع “ترافيل آند تور وورلد” TTW) إن أجواء قطر ومصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن وقبرص وعُمان أصبحت تزدحم بالرحلات الجوية التي تتجنب التحليق في مناطق الصراع بالشرق الأوسط.

وأشار التقرير أن أجواء هذه الدول تشهد حركة جوية كثيفة بعدما أجبرت التوترات الجيوسياسية شركات الطيران إعادة توجيه رحلاتها عن أجواء إيران وسوريا والعراق واستخدام مسارات أكثر طولا وأمنا.

وأوضح التقرير أن هذه التطورات رفعت تكاليف التشغيل وأوقات الرحلات الطويلة في مطارات مثل مطار حمد الدولي ومطار دبي الدولي، مشيرا إلى قطر والإمارات والسعودية أصبحوا نقطة محورية للطيران العالمي مع تزايد كثافة الرحلات بالمنطقة.

ووفقا للتقرير، تواصل مطارات الدوحة ودبي هيمنتها كواحدة من أكثر المطارات ازدحاما في العالم، حيث تعمل كمركز رئيسي لربط الرحلات الجوية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.

كما يسلط التركيز العالي للرحلات الجوية في منطقة الخليج الضوء على الأهمية الحاسمة للدوحة ودبي وأبو ظبي كنقاط عبور محورية لحركة المرور الجوي الدولي.

ويساهم وجود شركات طيران رائدة مثل الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات والاتحاد للطيران في الخليج في زيادة حجم حركة المرور، خاصة وأن هذه الشركات تلعب دورا مهما في الرحلات الطويلة التي تربط الشرق الأوسط بوجهات عالمية.

تأثير عالمي

واضطرت شركات الطيران إلى التكييف مع الظروف الراهنة نتيجة عدم الاستقرار الجيوسياسي في الشرق الأوسط والذي أثر بشكل كبير على حركة النقل الجوي العالمية.

وعملت هذه الشركات على إعادة توجيه الرحلات الجوية لضمان السلامة وتجنب المناطق المعرضة للصراع، أضافت إعادة التوجيه هذه لشركات الطيران تحديات تشغيلية، بما في ذلك زيادة تكاليف الوقود وأوقات الرحلات الطويلة.

كما أن حركة المرور الجوية المركزة فوق دول الخليج و مصر تفرض ضغوطا إضافية على البنية الأساسية للطيران في هذه البلدان، مما يتطلب المزيد من الاستثمارات لإدارة العدد المتزايد من الرحلات الجوية.

ونتيجة الاستقرار المستمر للمنطقة ، ومرافق المطارات المتقدمة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي بقيت المنطقة مركزا بالغ الأهمية للسفر الجوي العالمي.

واستثمرت دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة قطر والإمارات والسعودية، بشكل استراتيجي في قطاعات الطيران، مدركة الإمكانات الاقتصادية التي قد تترتب على ترسيخ مكانتها كمراكز عالمية للطيران.

وتعتبر هذه الحركة المرورية الكثيفة نتيجة مباشرة لهذه الجهود، حيث يعتمد الركاب على المنطقة سواء في السفر بغرض العمل أو الترفيه.

الصراع يحول مسار الرحلات

ووفقا للتقرير فإن أنماط الحركة الجوية الحالية في الشرق الأوسط تتغير لتجنب مناطق الصراع، وخاصة فوق العراق وسوريا وإيران. كما أن الخرائط الجوية تكشف عن غياب واضح للرحلات في هذه المناطق، التي اعتبرت غير آمنة للطيران التجاري بسبب التوترات الجيوسياسية المستمرة وخطر الصراع.

وبدلا من الطيران مباشرة فوق هذه المناطق عالية الخطورة، تختار شركات الطيران مسارات بديلة أكثر أمانا، وخاصة الأردن والمملكة العربية السعودية والطرق الواقعة في جنوب البحر الأبيض المتوسط. ويؤدي هذا التغيير في المسارات إلى زيادة الوقت والتكاليف بالنسبة لشركات الطيران.

ومن خلال تجاوز المجال الجوي فوق إيران والعراق وسوريا، تضمن شركات الطيران سلامة الركاب مع الحفاظ على الاتصالات بين أوروبا وآسيا وأفريقيا من خلال طرق بديلة أكثر أمانا.

وأصبح المجال الجوي فوق إيران أقل ملاءمة للرحلات الجوية الدولية بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة. وتختار شركات الطيران تجاوز إيران بالكامل، مما يؤدي إلى تحويلات كبيرة عبر الدول المجاورة مثل أذربيجان و تركمانستان و المملكة العربية السعودية.

ولا تؤدي إعادة توجيه الرحلات الجوية إلى زيادة أوقات الرحلات فحسب ، بل ويضع ضغوطا إضافية على المجال الجوي للدول المجاورة.

ونتيجة لذلك، شهدت دول مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ارتفاعا في الحركة الجوية، حيث توفر مسارات طيران بديلة آمنة لشركات الطيران التي تتجنب المجال الجوي الإيراني.

أهمية الطيران الخليجي

وعززت دول الخليج مكانتها كمراكز طيران عالمية، حيث اجتذبت حركة جوية كبيرة، كما أن قرب المنطقة من أوروبا وآسيا وأفريقيا يجعلها رابطا حيويا في السفر الجوي العالمي، كما يجعلها أكثر هيمنة مع شركات طيران مثل الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات وطيران الإتحاد.

ومع استمرار شركات الطيران في إعادة توجيه رحلاتها حول مناطق الصراع في العراق وسوريا وإيران، فإن المجال الجوي فوق دول الخليج سيظل بالغ الأهمية للاتصال العالمي.

ومن المتوقع أن تحافظ هذه المناطق على أهميتها في شبكة الطيران العالمية، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/3z9