قطر قلقة من اشتباكات الفاشر وتدعو الأطراف السودانية لضبط النفس

محيط الفاشر يشهد تصعيدا كبيرا وسط أنباء عن هجوم محتمل لقوات الدعم السريع

أعربت دولة قطر عن قلقها البالغ من زيادة التصعيد والعنف في محيط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، ودعت كافة الأطراف إلى ضبط النفس ونزع فتيل التوترات.

وأكدت وزارة الخارجية في بيان مساء أمس الأحد على ضرورة تجنب القتال الذي سيؤدي إلى عواقب كارثية على المدنيين.

ودعا البيان لبدء حوار بين كافة الأطراف لإنهاء النزاع المسلح المستمر منذ أبريل من العام الماضي تمهيدا لسلام دائم وشامل.

وشدد البيان على ضرورة وضع الأزمة السودانية على قائمة أولويات المجتمع الدولي، وحل جذورها بشكل كامل، مجددا موقف دولة قطر الثابت من دعم وحدة السودان وسلامة أراضيه ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية.

كما جدد البيان “احترام دولة قطر الكامل لخيارات الشعب السوداني الشقيق في الحرية والسلام والعدالة والازدهار”.

وأشارت تقارير صحفية إلى شن الجيش السوداني غارات جوية على مدينة مليط شرقي الفاشر أمس الأحد في وقت تحاول فيه قوات الدعم السريع السيطرة على المدينة.

وحشدت قوات الدعم السريع قواتها حول مدينة مليط، بينما قام الجيش بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة بالفاشر عبر الإنزال المظلي بواسطة سلاح الجو السوداني.

وتحاول قوات الدعم السريع السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر بعد نجاحها في السيطرة على 4 ولايات من ولايات دارفور الخمس.

وأدى التصعيد الأخير إلى تزايد المخاوف من أن يؤدي القتال إلى إلحاق أضرار بسكان الفاشر الذين يمثلون نحو ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة.

وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الجمعة الماضية عن قلق المنظمة المتزايد بعد تصاعد التوتر في المدينة، مؤكدا تلقي تقارير مقلقة جدا بشأن التصعيد المتوقع.

وقال دوجاريك إن المبعوث الأممي للسودان رمطان لعمامرة يتواصل مع جميع الأطراف لتهدئة التوتر في المنطقة، فيما قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في بيان إن “المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك قلق بشدة لتصاعد العنف في مدينة الفاشر وحولها، حيث قتل عشرات الأشخاص خلال الأسبوعين الأخيرين”.

وأكدت المفوضية الأممية أن المدنيين عالقون في المدينة الوحيدة الخاضعة لسيطرة الجيش في دارفور، ويخشون أن يتم قتلهم إذا حاولوا الفرار.

وتشكل الفاشر مركزا للمساعدات الإنسانية في دارفور، وتضم عددا كبيرا من اللاجئين وكانت حتى في منأى نسبي من المعارك قبل أن تشهد القرى المحيطة بها مواجهات وقصفا منذ منتصف أبريل الحالي.

 

جهود متواصلة

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أجرت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية لولوة الخاطر عددا من اللقاءات في العاصمة الفرنسية باريس وذلك على هامش حضورها المؤتمر الدولي الخاص بالسودان.

والتقت الخاطر مع مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلير ليغيندر، وأعربت عن قلق دولة قطر البالغ إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة.

ودعت الخاطر خلال هذه اللقاءات إلى ضرورة العمل المشترك لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات بالطرق السلمية.

وأكدت دولة قطر مرارا دعمها كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

وخلال المؤتمر الأخير، تعهدت قطر بدعم جديد للسودان بقيمة 25 مليون دولار، ليصل مجموع ما خصصته له منذ اندلاع الأزمة في البلاد قبل عام إلى 75 مليون دولار.

وتجاوزت إسهامات المؤسسات الأهلية القطرية ممثلة في قطر الخيرية والهلال الأحمر حاجز الـ 11 مليون دولار.

ورعت قطر في مايو الماضي، بالشراكة مع السعودية ومصر وألمانيا، مؤتمرا للمانحين في مدينة جنيف، أسفر عن إعلان تعهدات قاربت 1.6 مليار دولار.

وأعربت قطر مؤخرا عن تطلعها إلى أن تستكمل كافة الدول المانحة الوفاء بهذه التعهدات إضافة إلى التعهدات الجديدة.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2ct