نجحت وزارة الصحة العامة في قطر في تعزيز الصحة النفسية من خلال استراتيجيات مدروسة، مما جعلها نموذجا يحتذى به في المنطقة. فقد شهدت البلاد تقدما كبيرا في الوصول إلى خدمات الصحة النفسية وتقليص الوصمة المتعلقة بالمرض النفسي،
وأكد الخبير والمستشار الشخصي المختص بتطوير العلاقات الدكتور عبد العزيز دلول، أن هناك اختلافا مهما بين الطبيب النفسي، والمعالج النفسي، ومدرب الحياة.
الطبيب النفسي والمعالج النفسي
وأوضح دلول في مقابلة مع “تلفزيون قطر”، أن الطبيب النفسي يعالج المشكلات النفسية المعقدة مثل الفصام، الاكتئاب الحاد، الوسواس القهري، واضطراب ثنائي القطب باستخدام الأدوية والعلاج الطبي.
في حين أن المعالج النفسي يختص في استخدام أساليب العلاج المعرفي السلوكي لعلاج القلق والتوتر والاضطرابات النفسية الأخرى من خلال جلسات علاجية مكثفة، وفقا لدلول.
وأضاف: “أما بالنسبة لمدرب الحياة فإنه لا يتعامل مع الأمراض النفسية بشكل مباشر، بل يركز على تطوير القدرات والمهارات الشخصية للأفراد لمساعدتهم على تحسين جودة حياتهم.
وأضاف أن دولة قطر قد حققت تقدما كبيرا في تعزيز الوعي بالصحة النفسية، من خلال نشر المعرفة والموارد في الإعلام والمدارس، مما ساهم في تحسين الفهم العام للصحة النفسية.
التحديات النفسية
وفيما يخص المشكلات النفسية مثل الصدمات النفسية الناتجة عن أحداث معينة، أشار الدكتور دلول إلى أهمية اللجوء إلى المعالج النفسي في حال عدم قدرة الشخص على تجاوز هذه الصدمات بمفرده.
وأوضح أن الحالات المعقدة مثل الفصام أو التخيلات غير الواقعية، فتحتاج إلى تشخيص من الطبيب النفسي لتحديد العلاج الأنسب، مؤكدا أهمية التوعية التي تقدمها المراكز الصحية ووسائل الإعلام للتفريق بين الأمراض العقلية والاضطرابات الشخصية.
وبيّن أن قطر عملت على تعزيز الوعي بهذا الشأن من خلال فعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية، حيث أصبح الإقبال على الأخصائيين النفسيين في ازدياد.
وحذر من استشارة الأصدقاء والمقربين في القضايا النفسية، لما قد يترتب على ذلك من تعقيد للمشاكل، وقد يؤدي إلى تفاقم الحالات مثل الانتحار أو الاضطرابات النفسية الحادة كاضطراب ثنائي القطب.
اهتمام كبير
الجدير بالذكر أن مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية أعلنتا عن توسعة إضافية للعيادات المتخصصة لخدمة الصحة النفسية والعيادات المدمجة ضمن مرافق الرعاية الصحية الأولية في ديسمبر الماضي 2024.
وأطلقت خدمة الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية 24 عيادة إضافية متخصصة ضمن مرافق مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، لتيسير حصول المرضى على التقييم الطبي والعلاج والرعاية لمجموعة من أمراض الصحة النفسية.
وجاء مواقع العيادات الإضافية في كل من: مركز الوعب الصحي، ومركز السد الصحي، ومركز المشاف الصحي، ومركز صحي جامعة قطر، ومركز الوجبة الصحي.
وفي مايو 2023 نظمت مؤسسة حمد الطبية مؤتمر قطر الدولي التاسع للصحة النفسية، بالتعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بدولة قطر والكلية الملكية للأطباء النفسيين في المملكة المتحدة، وبمشاركة محاضرين وأخصائيين محليين وإقليميين ودوليين.
وتناول برنامج المؤتمر العديد من الموضوعات التي تناسب متخصصي الرعاية الصحية المهتمين بالصحة والعافية النفسية؛ حيث يحتل دعم الصحة والعافية النفسية للسكان بدولة قطر مكانة مهمة على رأس جدول أعمال وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية.