نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مصدرين مطلعين أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي قدمت مقترحا جديدا إلى قطر ومصر والولايات المتحدة يتضمن إمكانية الوقف المؤقت لإطلاق النار.
وقال المصدران إن المقترح قُدّم أمس الاثنين بشكل رسمي وإنه مكتوب ويحمل تحديثات قد تؤدي لوقف القتال مؤقتا في قطاع غزة.
ويعيد المقترح الجديد المفاوضات إلى الضوء مجددا بعدما وصلت إلى طريق مسدود بسبب تراجع الاحتلال عن مقترح تم التوافق عليه مسبقا وقبلت به المقاومة.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن المقترح الجديد يذهب بعيدا بعد منح فريق التفاوض صلاحيات أكبر هذه المرة، فيما نقل موقع “والا” أن المبادرة الجديدة تحمل مرونة في عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم في الصفقة وأيضا في مسألة الهدوء المستدام.
وقال أكسيوس إن البيت الأبيض يعتقد أن صفقة التبادل هي السبيل الوحيد القابل للتطبيق لوقف إطلاق النار والنهاية المحتملة للحرب التي أصبحت مشكلة سياسية للرئيس جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية.
في غضون ذلك، قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن اجتماعا عقد في باريس يوم الجمعة بين مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز ومدير الموساد ديفيد برنيع أُحرِزَ تقدمٌ نحو الاستئناف المحتمل لمفاوضات الأسرى.
وأكد أكسيوس أن الاقتراح المكتوب، الذي تم تقديمه للوسطاء الرئيسيين قطر ومصر، كان مفصلا وموسعا حول المبادئ العامة التي قدمها مدير الموساد خلال الاجتماع في باريس يوم الجمعة الماضي.
عرض هذا المنشور على Instagram
مقترح أكثر مرونة
ويتضمن الاقتراح الإسرائيلي المحدَّث “الاستعداد للتحلي بالمرونة” فيما يتعلق بعدد الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن هناك “مبادرة جديدة وجادة”. فيما قال “أكسيوس” من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الثلاثاء في الدوحة بممثلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لعرض المقترح عليهم.
وحتى الآن، تنفي حركة حماس إبلاغها بأي مقترح جديد وتؤكد أنها لن تعود للمفاوضات قبل أن يلتزم الاحتلال بما تم التوافق عليه في المقترح السابق.
وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان في مؤتمر صحفي أمس الاثنين إن الضمانة الوحيدة لعودة المفاوضات هي وقف العداون بشكل كامل وسحب كافة قوات الاحتلال من القطاع وفتح الطريق أمام المساعدات والبدء بخطة جادة لإعادة الإعمار.
وأكد حمدان أن إسرائيل لن تستعيد أسيرا واحدا من أسراها مهما مارست من ضغط عسكري وارتكبت من مجازر بحق المدنيين، وقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيرضخ لشروط المقاومة.
وأمس الاثنين، قال نتنياهو أمام الكنيست إنه لم يستسلم ولن يقبل بشروط حماس وأكد أن النصر المطلق قريب جدا.
ويأتي المقترح الإسرائيلي في ظل تفاقم الوضع العسكري في مدينة رفح جنوبي القطاع حيث ارتكب الاحتلال مجزرة بحق النازحين مساء يوم الأحد وأخرى اليوم الثلاثاء في منطقة المواصي التي يقول إنها آمنة للمدنيين.
عرض هذا المنشور على Instagram
تصعيد إسرائيلي
وفي حين تتزايد الانتقادات الدولية بعد توسيع العملية العسكرية في رفح وما تنطوي عليه من مجازر بحق المدنيين الذين تقول الأمم المتحدة إنهم يعيشون وضعا كارثيا، دفع جيش الاحتلال بمزيد من القوات إلى المدينة التي فر منها نحو مليون إنسان خلال أسابيع، حسب ما أكدته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).
وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن نية نتنياهو حل مجلس الحرب بعد تزايد رغبة المجلس الحالي في التوصل لصفقة تبادل أسرى حتى لو أدى الأمر إلى وقف القتال مؤقتا.
وقالت القناة الـ12 إن نتنياهو يدفع باتجاه مواصلة العملية في رفح والتوصل لصفقة تبادل أسرى، وقالت إنه لا يتعامل مع وزير جيشه منذ أسبوعين.
وزاد جيش الاحتلال من استهداف المدنيين بعد أيام من قرار محكمة العدل الدولية بوقف العملية العسكرية في رفح بشكل فوري، وطلب مدعي عام محكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت.