قطر تدين قصف بلدية رفح واجتياح معبرها البري

الدبابات الإسرائيلية أوقفت عمل معبر رفح البري

أدانت دولة قطر اليوم الأربعاء، بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدية رفح، واجتياح المعبر البري والتهديد بتهجير المواطنين من المدينة.

ودعت وزارة الخارجية في بيان لتحرك دولي عاجل يحول دون اجتياح المدينة وارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وحذر البيان من إجبار المدنيين على النزوح القسري من المدينة، التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات الآلاف من النازحين داخل قطاع غزة.

وأكدت الوزارة على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وتشهد المدينة اشتباكات بين المقاومة والقوات الإسرائيلية التي توغلت تحت غطاء ناري كثيف، وتفيد أنباء بوصول جثمانين 35 شهيدا، و129 مصابا إلى مستشفى الكويت في رفح خلال 24 ساعة.

في غضون ذلك، حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح ستكون له آثار كارثية على أكثر من مليون شخص.

بدورها، قالت الفصائل الفلسطينية في بيان إنها لن تقبل فرض أي وصاية اجنبية على معبر رفح أو غيره، وإنها تعتبر هذا الأمر احتلالا.

وأضافت الفصائل أن أي مخطط لفرض الوصاية على معبر رفح “سيتم التعامل مع تبعاته كما نتعامل مع الاحتلال”، مؤكدة ان إدارة الوضع الداخلي شأن فلسطيني خالص يتم التوافق عليه وطنيا عبر الآليات المتبعة.

وشنت إسرائيل هجوما عنيفا على مدينة رفح وأوقفت عمل المعبر، وهو ما ردت عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس بمطالبة الولايات المتحدة بتنفيذ تعهداتها في الاتفاق الذي تم التوافق عليه.

وأمس الثلاثاء، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن إدارة جو بايدن أخذت تعهدا من الإسرائيليين بإعادة فتح المعبر اليوم الأربعاء من أجل إدخال المساعدات.

 

دعم الجهود الدبلوماسية

ويوم الإثنين، بحث رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، مع وزراء خارجية تركيا والأردن والإمارات، سبل التوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى كافة مناطق غزة.

وجدد رئيس الوزراء خلال الاتصالات التزام دولة قطر بدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

وشهدت الأحداث تسارعا كبيرا خلال الساعات الماضية بعد أن أبلغت حركة حماس الوسطاء في قطر ومصر قبول مقترحهما لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فيما رفضت إسرائيل وقف العمليات.

وقال البيت الأبيض يوم الأحد إن بايدن حث نتنياهو على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لإدخال المساعدات، مؤكدا أن التوصل لاتفاق هو أفضل نتيجة بالنسبة “للرهائن” وللشعب الفلسطيني.

 

نكوص إسرائيلي

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو، قال بعد ساعات من إعلان حماس قبول الهدنة إن مجلس الحرب قرر بالإجماع مواصلة  عملية رفح من أجل استعادة الأسرى وتحقيق أهداف الحرب.

وأضاف المكتب في بيان أن مطالب حماس “بعيدة عن مطالبنا وسنرسل وفدا للقاهرة للبحث عن صفقة مقبولة”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الاثنين الماضي،إن الجيش يواصل  عملياته في القطاع بالتوازي مع دراسة مقترحات تبادل الأسرى المطروحة.

وأكد هاغاري “ندرس كل إجابة وكل رد بجدية شديدة ونستنفذ كل الإمكانيات فيما يتعلق بالمفاوضات وإعادة الرهائن (الأسرى)”، مضيفا “بالتوازي مع ذلك، ما زلنا نعمل في قطاع غزة وسنواصل القيام بذلك”.

بدورها، قالت حماس إن أي عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة ستضع المفاوضات الجارية بشأن الأسرى  في مهب الريح، فيما قالت الرئاسة الفلسطينية إن الاحتلال يمهد لأكبر عملية إبادة جماعية.

وصباح الاثنين الماضي، طالب جيش الاحتلال نحو 100 ألف من فلسطينيي رفح إخلاء مناطقهم شرقي المدينة قسرا، غداة إقرار مجلس الحرب العملية البرية التي تجابه رفضا دوليا واسعا وتحذيرات من كارثة إنسانية.

وردا على مطالبة السكان بالإخلاء، قال القيادي في حماس عزت الرشق، في بيان الاثنين، إن أي عملية عسكرية في رفح ستضع المفاوضات في مهب الريح.

ونقلت رويترز عن رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج سامي أبو زهري أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتحملان مسؤولية ما يجري من إرهاب بحق أهل رفح، واصفا ما يحدث بالخطير.

وقال أبو زهري إن العملية سيكون لها ما بعدها، فيما قال بيان للحركة إن أي عملية عسكرية في رفح لن تكون “نزهة” للجيش الإسرائيلي.

كما قال القيادي في حماس أسامة حمدان أمس الثلاثاء إن الاحتلال سيواجه هزيمة كبيرة في رفح في حال قرر المضي قدما في عملياته.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة إن الإدارة الأمريكية تشجع قادة إسرائيل على مواصلة ارتكاب مجازرهم ضد الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو في الضفة الغربية.

وأضاف أبو ردينة أن اجتياح رفح “يعني أن 1.5 مليون مواطن فلسطيني سيتعرضون لمذبحة إبادة جماعية، ومحاولات تهجير حذرنا منها سابقا”.

وطالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأمريكية بـ”التحرك فورا، ومنع الإبادة الجماعية والتهجير، ومحاسبة الاحتلال على الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها بحق القانون الدولي قبل فوات الأوان”.

وأكد أبو ردينة أن السلام والأمن في المنطقة بأسرها “لن يتم دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية”.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2fr