قالت دولة قطر إنها تتابع تطورات الأوضاع في النيجر بقلق بالغ، ودعت كافة الأطراف إلى تجنب التصعيد، وتغليب صوت الحكمة، في حين تولى قائد الانقلاب رئاسة السلطة مؤقتا في البلاد.
وأكدت الخارجية القطرية في بيان، أمس الخميس، حرص الدوحة على استتباب الأمن والاستقرار في النيجر.
وأعربت عن أملها في الحفاظ على المؤسسات الدستورية، وسيادة حكم القانون، بما يحقق تطلعات شعب النيجر في التنمية والازدهار.
كما أعربت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين الانقلاب في النيجر ودعت لاحترام النظام الدستوري.
وأطاح الحرس الرئاسي بالرئيس المنتخب محمد بازوم، يوم الأربعاء، وحظوا بتأييد الجيش، رغم المظاهرات الشعبية الرافضة لهذا الانقلاب.
وقال العقيد أمادو عبد الرحمن، أحد قادة الانقلاب، في بيان: “تمت الإطاحة بالرئيس محمد بازوم وتعليق العمل بالدستور؛ بسبب تدهور الوضع الأمني والأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد“.
وفرقت عناصر الحرس الرئاسي محتجين مؤيدين لبازوم، حاولوا الاقتراب من المقر الرئاسي حيث يُحتجز في نيامي.
في غضون ذبك، أعلن التلفزيون الرسمي في النيجر اليوم الجمعة تعيين الجنرال عبد الرحمن تشياني رئيسا للمجلس الانتقالي في البلاد.
وقال الجنرال تشياني في كلمة متلفزة إن الجنود استولوا على السلطة في النيجر بسبب تدهور الوضع الأمني.
وجاء تعيين رئيس للمجلس الانتقالي بعد ساعات من إعلان فرنسا -القوة الاستعمارية السابقة للنيجر- أنها لا تعتبر الانقلاب في البلد الأفريقي “أمرا نهائيا”.
وعبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن أملها بأن “يستجيب الانقلابيون الذين احتجزوا رئيس البلاد إلى الدعوات الدولية للعودة إلى الحكم الديمقراطي”.
وقالت كولونا “إذا سمعتموني أتحدث عن محاولة انقلابية فذلك لأننا لا نعتبر الأمور نهائية، ولا يزال هناك مخرج إذا استمع المسؤولون عن تلك المحاولة إلى المجتمع الدولي”.
وأعلنت كولونا أن رئيس النيجر محمد بازوم “بصحة جيدة”، رغم أن مدبري الانقلاب يحتجزونه في مقره.
وقالت إن بازوم تحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة، وقال إنه في صحة جيدة”، مضيفة أنه “يمكن الوصول إليه”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته لغينيا الجديدة إن بلاده تدين بأشد العبارات الانقلاب العسكري الذي “استهدف قائدا شجاعا انتخب ديمقراطيا ويقوم بالإصلاحات والاستثمارات اللازمة لبلاده”.
وأضاف ماكرون أن الانقلاب “غير شرعي وخطير جدا على النيجريين، وعلى كل المنطقة”، ودعا إلى الإفراج عن الرئيس بازوم والعودة الى النظام الدستوري.
وأشار إلى أن فرنسا ستدعم المنظمات الإقليمية إذا قررت فرض عقوبات على قادة الانقلاب.
وقال متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إن واشنطن تدعم قيام مجلس الأمن بإجراءات لخفض التصعيد في النيجر.
وذكر بيان أمريكي أن سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد تحدثت إلى رئيس النيجر محمد بازوم أمس الخميس.
وقال المتحدث إنها أوضحت أن “الولايات المتحدة راسخة في مساندتها للديمقراطية في النيجر، وتدعم اتخاذ إجراءات في مجلس الأمن الدولي لخفض التصعيد، ومنع إلحاق الأذى بالمدنيين وضمان النظام الدستوري”.
ودان غزالي عثماني رئيس جزر القمر والرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، الانقلاب في النيجر.
وقال عثماني في خطابه اليوم الجمعة أمام القمة الروسية الأفريقية إن الاتحاد الأفريقي يضم صوته إلى المجتمع الدولي، ويدين الانقلاب في النيجر.
وشدد عثماني على أن أفريقيا “تناضل ضد التغييرات غير الشرعية التي تحدث في القارة والتي لا تصب في مصلحة دولها”، وطالب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية.
وفي نيامي عاصمة النيجر، قال زعماء الانقلاب أمس الخميس إنهم حصلوا على دعم عسكري واسع النطاق ودعوا إلى الهدوء.
وألقى قائد الجيش اللواء عبده صديقو عيسى بثقله وراء الانقلابيين، وقال في بيان “إن القيادة العسكرية قررت الموافقة على إعلان قوات الدفاع والأمن تفاديا لمواجهة دامية”.
في غضون ذلك حظرت وزارة الداخلية في النيجر جميع المظاهرات بشكل فوري، وقالت الوزارة مساء الخميس “إن المظاهرات العامة محظورة، لأي سبب من الأسباب، وستظل كذلك حتى إشعار آخر”.
وأضافت الوزارة أن الإجراء “يهدف إلى حماية المواطنين في الدولة” التي يبلغ عدد سكانها نحو 26 مليون نسمة”.