أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن تعهد الدوحة بتقديم 50 مليون دولار لدعم عمليات الإغاثة في السودان.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاه رئيس الوزراء القطري عبر الفيديو أمام مؤتمر المانحين لتمويل عمليات الإغاثة في السودان، والذي عقد أمس الاثنين بمدينة جنيف السويسرية.
وترأست المؤتمر المملكة العربية السعودية بمشاركة كل من قطر ومصر وألمانيا والأمم المتحدة، إضافة للاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ويهدف المؤتمر إلى الحصول على تعهدات بتمويل عمليات الإغاثة في السودان، مع تفاقم أزمة نقص الاحتياجات الإنسانية، في ظل القتال.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن: “نثمن الجهود الدولية، وخاصة الوساطة السعودية الأمريكية لحل الأزمة في السودان”.
ودعا طرفي النزاع في السودان لوقف القتال فورا، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها.
قلق أممي
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته “نحن قلقون من العنف المتجدد واتخاذه أبعادا قبلية في السودان”.
وأضاف غوتيريش أن “2.5 مليون سوداني أجبروا على ترك منازلهم بسبب الصراع. الوضع في السودان أصبح كارثة تؤثر على دول المنطقة”.
ودعا أطراف النزاع في السودان إلى الالتزام بالتهدئة والسماح بإيصال المساعدات، مشيرا إلى أن 17% فقط من التمويل المطلوب للسودان هو المتاح حاليا.
وأعلنت السعودية في 13 يونيو الجاري أنها ستترأس بشكل مشترك مع قطر وجهات دولية مؤتمرا رفيع المستوى لإعلان التعهدات ودعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.
وتزامن انعقاد المؤتمر مع هدوء العاصمة السودانية الخرطوم وجميع جبهات القتال مع دخول هدنة جديدة حيز التنفيذ فجر الأحد.
وتعمل السعودية جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة من أجل التوصل لاتفاق يوقف القتال بين الطرفين، وقد رعتا العديد من الهدن خلال الفترة الماضي.
جهود قطرية متواصلة
وكانت مندوبة قطر الدائمة لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف هند المفتاح، قالت قبل انطلاق المؤتمر إن الدوحة تعمل جنبا إلى جنب مع القاهرة والرياض من أجل إنجاحه.
وقدمت الدوحة العديد من المساعدات للسودان منذ بدء القتال وأجلت 1784 شخصا من حاملي الإقامة القطرية.
وقالت مندوبة قطر الدائمة لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف: إنه “لا يختلف اثنان على أن العمل الإنساني لدولة قطر يسجل حضورا ملحوظا وفاعلا، ضمن العمل الإنساني العالمي”.
وأكدت المفتاح أن هذا الحضور القطري في العمل الإنساني “يستمد قوته من القيم الدينية للمجتمع القطري وثقافته الإنسانية، بما يتوافق مع أسس وقواعد العمل الدولي”.
وأوضحت أن قطر تعتبر أن هذا العمل ليس التزاما سياسيا، إنما واجب والتزام أخلاقي، كما يعتبر أحد المسارات التي تنتهجها الدولة للوقوف إلى جانب الدول المعوزة عبر العالم.
وقالت المفتاح إن أزمة السودانيين حاليا تتطلب إيصال المساعدات العاجلة للمتضررين من القتال وتعزيز فرص التوصل إلى وقف القتال.
وتأمل قطر وباقي الدول العربية الراعية للمؤتمر، أن يساهم مؤتمر التعهدات في حشد الموارد المالية اللازمة للاستجابة الإنسانية في السودان وللاجئين في المنطقة بما في ذلك من خلال صندوق السودان الإنساني وخطة الاستجابة الإنسانية.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، تتواصل المعارك بين الجيش السوداني من جهة، وقوات التدخل السريع من جهة أخرى، ما أدى لمقتل مئات المدنيين ونزح الآلاف هربا من القتال.
أضف تعليقا